ينتظر  الشاب التونسي محمد المديني كل لحظة الموت وهو قابع بزنزانة انفرادية في سجن التاجي في العراق، منذ صدور حكم الإعدام بحقه في 30 أفريل/نيسان الماضي. في الأثناء استسلمت أمّه للحزن وفقدت الأمل في رؤيته وانطوت على نفسها لا تتكلم مع أحد ولا تغادر منزلها إلا في حالات نادرة.

يائسة، حزينة، وشاردة البال، لا تأكل إلا ما يسدّ الرمق ولا تهرع مسرعة كعادتها لالتقاط هاتفها بلهفة كلما رنّ فجأة أملا في سماع أخبار جديدة عن ابنها الذي انقطعت أخباره منذ فترة.

ينتظر  الشاب التونسي محمد المديني كل لحظة الموت وهو قابع بزنزانة انفرادية في سجن التاجي في العراق، منذ صدور حكم الإعدام بحقه في 30 أفريل/نيسان الماضي. في الأثناء استسلمت أمّه للحزن وفقدت الأمل في رؤيته وانطوت على نفسها لا تتكلم مع أحد ولا تغادر منزلها إلا في حالات نادرة.

يائسة، حزينة، وشاردة البال، لا تأكل إلا ما يسدّ الرمق ولا تهرع مسرعة كعادتها لالتقاط هاتفها بلهفة كلما رنّ فجأة أملا في سماع أخبار جديدة عن ابنها الذي انقطعت أخباره منذ فترة.

تقول صليحة لـ”مراسلون” إنّ المحنة التي أصابت عائلتها جعلت أعصابها تنهار، مشيرة إلى أنها لم تحرز أي تقدم يذكر رغم اتصالاتها العديدة والمتكررة بالمنظمات الحقوقية والجهات الرسمية في تونس.

وتضيف “لقد ترجيتهم مؤخرا كثيرا للضغط على السلطات العراقية لوقف تنفيذ حكم الإعدام وجلب ابني لمحاكته هنا في تونس، دون جدوى”.

في البداية كان الأمل يحدو صليحة المديني بعد سماع حكم الإعدام على ابنها للطعن في هذا القرار وتأمين عودته إلى تونس ليحاكم في بلده متمسكة ببراءته من تهمة الإرهاب بحسب ما ذكره لها.

وتقول بشيء من الثقة “ابني مظلوم، لقد أكد لي أن جماعة إرهابية هي من ألصقت به التهمة نكاية فيه بعدما رفض الانسياق وراءهم”.

تتابع صليحة أنها أمضت، في الفترة الماضية، وقتا طويلا وهي تطرق أبواب وزارة الخارجية التونسية قصد إعلام السلطات التونسية بقضية ابنها، آملة في تدخل رفيع المستوى من قبل رئيس الدولة أو رئيس الحكومة لرفع “المظلمة” عن ابنها.

وتضيف “وزارة الخارجية لا تصغي ولا تبدي أي اهتمام بملف ابني… آخر مرة شعرت أن هناك من يريد طردي والرمي بي في الخارج”.

وتواصل مستاءة “أحدهم قال لي بحنق واضح: مجيئك هنا يوميا لن يغيّر من الأمر شيئا. ابقي في منزلك وإذا استجد أمر ما سنعلمك”.

تتحدّث صليحة عن ذلك اليوم بمرارة قائلة “لقد غادرت وزارة الخارجية وأنا أجرّ قدماي جرّا، يومها شعرت أني لن أرى ابني مجّددا إلاّ مسجى في تابوت”.

ورغم حالة اليأس التي تأسرها سعت هذه الأم الملتاعة لتوفير تكاليف سفر بعض المحامين التونسيين إلى العراق للترافع عن ابنها، لكن قلة ذات اليد وغياب المساندة لم يسمحا لها بالقيام بذلك.

وتقول بكثير من الحزن “لقد كنت أعوّل على دعم وزارة الخارجية لتتكفّل ببعض النفقات لكنها خذلتني مثلما خذلني الجميع”.

وفي ظلّ هذه العراقيل أصبحت أيام صليحة مليئة بالخوف على حياة ابنها وحتى في نومها أصبحت أحلامها تصور لها كوابيس مزعجة لها نهايات مفزعة.

وتقول “أنا اليوم أكتفي برؤية ابني المسجون بأحلامي، إني أراه يجرّونه لحبل المشنقة وهو ينظر إلى الخلف ويترجاني لأنقذه من الموت لكني لا أقدر على أفعل أي شيء”.

قبل نهاية الحديث مع “مراسلون” أجهشت صليحة المديني بالبكاء وعادت لتنزوي في غرفتها كعادتها حيث تكثر من قراءة القرآن والدعاء لابنها.

وعن ذلك تقول إحدى بناتها “تفاجئت يوما وأنا أسمعها تدعو له كي لا يتألّم وهو على حبل المشنقة، كانت تبكي وهي تدعو ليرحمه الله في حال وفاته…أعتقد بأن والدتي يئست من نجاته”.

موقع “مراسلون” يتابع نشر يوميات السيدة المديني وتتبعها لمصير ابنها ومحاولتها إعادته إلى تونس ليحاكم فيها.

إقرأ الجزء الأول بالضغط هنا