أُصيب العديد من المصريين بصدمة بعد ظهور صور لأطفال وهم يرتدون الأكفان في مظاهرات الإخوان المسلمين في ميدان رابعة الأسبوع الماضي. لكنها ليست المرة الأولى التي يُستغل فيها الأطفال في فعاليات سياسية. فاستغلال الاطفال في ميدان رابعة العدوية ما هو إلا حلقة في مسلسل استخدام الاطفال في الصراع السياسي الدائر في مصر من جانب كافة القوى السياسية بلا استثناء، كما يقول الناشط الحقوقي أحمد سعيد. مشيرا إلى أن مصر شهدت في العامين السابقين أحداثا سياسية اقترنت بالعنف في محيط ميدان التحرير، شارك فيها مئات من أطفال الشوارع والذين يبلغ عددهم حسب احصائيات غير رسمية ما يقارب مليون ونصف طفل.

أُصيب العديد من المصريين بصدمة بعد ظهور صور لأطفال وهم يرتدون الأكفان في مظاهرات الإخوان المسلمين في ميدان رابعة الأسبوع الماضي. لكنها ليست المرة الأولى التي يُستغل فيها الأطفال في فعاليات سياسية. فاستغلال الاطفال في ميدان رابعة العدوية ما هو إلا حلقة في مسلسل استخدام الاطفال في الصراع السياسي الدائر في مصر من جانب كافة القوى السياسية بلا استثناء، كما يقول الناشط الحقوقي أحمد سعيد. مشيرا إلى أن مصر شهدت في العامين السابقين أحداثا سياسية اقترنت بالعنف في محيط ميدان التحرير، شارك فيها مئات من أطفال الشوارع والذين يبلغ عددهم حسب احصائيات غير رسمية ما يقارب مليون ونصف طفل.

٤٩٢ طفلا في السجون بالمخالفة للقانون

ويكشف تامر عزام المتحدث الرسمي باسم حملة “حقي يا دولة” عن تقرير للحملة رصد عمليات القبض واحتجاز الاطفال منذ قيام الثورة يوضح مدي الانتهاكات التي يتعرض لها الاطفال. وجاء فيه انه تم احتجاز ٤٩٢ طفلا تحت عمر ١٨ عاما من اجمالي ١٣٢٢ معتقل بالقاهرة خلال تلك الفترة بما يعادل ٣٧،٢ ٪ من أعداد المحتجزين. وأكدت الحملة وجود استهداف واضح للقصّر ومنهم فتيات. وأضاف ان ما يزيد عن ١٠٠ محضر تم تحريرها بأقسام الشرطة لاطفال لم تتم احالتهم فيها إلى نيابة الطفل كما ينص القانون إلا في ثلاث قضايا فقط، والباقي حققت فيه النيابة العادية، وهو ما يعتبر خرق للقانون وخاصة المادة ٩٤ والمادة ١٢٢. كما رصدت الحملة مخالفات أخرى منها احتجاز الاطفال مع البالغين بالمخالفة للمادة ١١٢ من قانون الطفل وايضا حجز الاطفال في معسكرات للامن المركزي في الجبل الاحمر وطره والسلام وفرض الكفالات على القصر بالمخالفة للمادة رقم ١٤٠ والتي لا تلزم الاطفال بدفع كفالات.

اطفال الشوارع يتم استغلالهم سياسيا

هؤلاء الأطفال تم القبض عليهم خلال مظاهرات معارضة للمجلس العسكري وحكم مرسي خلال العامين الماضيين، تطورت إلى اشتباكات مع أجهزة الأمن. ومعظمهم من أطفال الشوارع، وظاهرة أطفال الشوارع موجودة فى مصر منذ فترة طويلة ولكنها ازدادت خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث يقترب عددهم من 1.5 مليون طفل وفق احصاءات غير رسمية. وهذا العدد تزايد بعد الثورة، وهم يتعرضون لظروف قاسية تدفعهم لعمل أي شىء فى سبيل الحصول على أموال، هكذا يتحدث الدكتور حسن عيسى -أستاذ علم النفس التربوى بجامعة القاهرة، موضحا أنها ظاهرة اجتماعية تحتاج إلى تكاتف كافة الجهود لأن هؤلاء الأطفال لا مأوى لهم ويتم استغلالهم من قبل مجموعات سياسية لتحقيق مصالح سياسية معينة ويظهرون جليا فى فترة الانتخابات مؤكدا أن هؤلاء الأطفال مجنى عليهم من قبل المجتمع ولا عائل لهم ويجب تضافر الجهود من وزارتى المالية والتضامن لإنشاء مؤسسات قومية لرعايتهم من كافة الأعمار.

استغلال سياسي للاطفال في ميدان الحرير

وكشفت دراسة استطلاعية حديثة أجراها المجلس القومي للطفولة والأمومة بمصر حول استخدم الأطفال بميدان التحرير في أعمال العنف ضد قوات الشرطة والتخريب للمنشآت العامة والخاصة عن أن 73% من هؤلاء الأطفال يتمّ استغلالهم سياسيا والتأثير عليهم من بعض الأطراف للمشاركة في الأحداث السياسية والقيام بأعمال التخريب وإثارة الشغب وإيهامهم بأنهم أبطال وشهداء يؤدون واجبا وطنيا.

ويري محمود بدوى رئيس الجمعية المصرية لمساعدة الاحداث أن استغلال الأطفال سياسيا أقدم من الاشتباكات التي تلازم بعض التظاهرات. ويضيف “بدأ الاستغلال السياسي لأطفال الشوارع فى 2010 عندما استخدموهم فى الدعاية الانتخابية مع مندوبى الدعاية للترويج للمرشحين مقابل مبلغ مالى وتطور إلى استغلالهم فى العنف المصاحب للاحتجاجات وتظاهرات القوى السياسية. واتضح ذلك جليا فى أحداث حريق المجمع العلمي نهاية 2011، وأحداث شارع محمد محمود الاولى والثانية وأحداث الاتحادية”.

“مؤيدو مرسي يستخدمون اطفال الملاجىء”

وأشارت الدكتورة سمية الألفى- مدير عام الإدارة العامة للتنمية والتنوع بالمجلس القومي للطفولة والأمومة- إلى أن ما يحدث فى رابعة العدوية من استغلال للأطفال واستخدمهم فى المسيرات التي ينظمها الإخوان المسلمون يُعدُّ “انتهاكًا للقانون المصري والوثيقة الدولية لحقوق الطفل”.

وأوضح “هانى هلال” “أمين عام ائتلاف حقوق الطفل” أنه قد تم إرسال 6 مناشدات لجماعة الإخوان المسلمين لإبعاد الأطفال عن المشهد السياسي، ولم يكن هناك أي رد فعل إيجابي. وأشار إلى أن الائتلاف تقدم ببلاغ للنائب العام يتهم فيه قيادات الجماعة الاتجار بالأطفال، واستغلال احتياج المواطنين بالإضافة إلى تهمة تعريض حياة الطفل للخطر وذلك وفقًا لما ينص عليه قانون الطفل المصري، حسب قول هلال.

وتابع: “أما عن الأطفال الذين شوهدوا مؤخرًا فى مسيرة العباسية حاملين أكفانهم فقد تبين أنهم يتبعون ملجأ يمتلكه الإخوان موجود فى 2 شارع الطيران مدينة نصر، وقام الائتلاف بإرسال مذكرة لـ”وزير الداخلية” يطالبه بضرورة التدخل لحماية الأطفال وضرورة فض الاعتصام حفاظًا على حقوق الطفل”.

الاخوان يتهمون المدافعين عن الاطفال بازدواجية المعايير

محرم عقبة المستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة رفض اتهامات الحقوقيين، وأكد أن مقدمي هذه البلاغات يريدون الشهرة، مضيفا أن هؤلاء المدافعين لم يتحركوا وقتما كان يتم الزج بأطفال الشوارع في المعارك مع الشرطة في محمد محمود ومجلس الوزراء والمجمع العلمي وأمام وزارة الداخلية وشارع سيمون بوليفار، حيث كان الأطفال هم وقود هذه المعارك بالمولوتوف والحجارة، حسبما قال. وأضاف عقبة “أن أطفال رابعة العدوية ليسوا أطفال شوارع ولكنهم مع أسرهم، وهم يحملون أعلام مصر وصور محمد مرسي”. وانتقد التغطية الإعلامية الخاصة بهذا الموضوع قائلا “حينما كان هؤلاء الأطفال في التحرير كان الأعلام يصفهم بالفخر والآن أصبح وجود الأطفال في الاعتصامات سبة”.

مؤسسات خيرية لإعادة تاهيل الاطفال ربما تكون حلا

من هو إذن المسؤول عن حماية الأطفال؟ مديرة وحدة التنمية والتنوع بالمجلس القومي للأمومة والطفولة تقول إن الدولة هي التي تتحمل مسئولية حماية أطفال الشوارع وإعادة تأهيلهم لأنه من المستحيل إلقاء هذه القضية القومية على عاتق منظمات المجتمع المدني وحدها خاصة أن بعد الثورة هناك خفض للتمويل الأجنبي لهذه الجمعيات بالإضافة إلى أن روح التبرع تراجعت بشكل كبير فى الفترة الأخيرة.

وفي تعليقها على استغلال الأطفال سياسيا تقول الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس الجنائي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة إن الأطفال الذين يتم استغلالهم سياسيًّا هم في المراحل المتأخّرة من الطفولة من 11 حتى 13 سنة وهي شريحة كبيرة في المجتمع ويسهل التأثير عليها حيث إنهم يكونون مقبلين على مرحلة المراهقة التي يريدون فيها إثبات ذاتهم.

وبجانب مسؤولية الدولة في رعاية أطفال الشوارع تبقى مسؤولية الأسر في عدم استغلالهم أطفالهم بحاجة إلى زيادة في الوعي.