الدهشة كانت رد الفعل الأبرز على حكاية المصري إسلام يكن، صاحب حساب “أبو سلمه #خلافة” i_yaken على موقع تويتر، كان محركا للعديد من التساؤلات من نوعية كيف تحوّل لداعشي هذا الشاب المنتمى للطبقة الرقيقة، والذي كان طالبا بمدرسة ليسيه الحرية، وكانت واحدة من المدارس التى أسستها، في ثلاثينيات القرن الماضي، الجالية الفرنسية بمصر، ثم تخرج في كلية الحقوق بجامعة عين شمس؟

الدهشة كانت رد الفعل الأبرز على حكاية المصري إسلام يكن، صاحب حساب “أبو سلمه #خلافة” i_yaken على موقع تويتر، كان محركا للعديد من التساؤلات من نوعية كيف تحوّل لداعشي هذا الشاب المنتمى للطبقة الرقيقة، والذي كان طالبا بمدرسة ليسيه الحرية، وكانت واحدة من المدارس التى أسستها، في ثلاثينيات القرن الماضي، الجالية الفرنسية بمصر، ثم تخرج في كلية الحقوق بجامعة عين شمس؟

الصدمة توسعت على الشبكات الاجتماعية وتطورت لمحاولة الاقتراب من هذا الداعشي، ومحاورة “أبو سلمه” للتيقن إذا كان الحساب حقيقاً وسؤاله كذلك هل أنت من مصر حقا!؟

الصدمة من تحوّل ساكن حي مصر الجديدة (شمال القاهرة) لمروج لدولة الخلافة تبدو غير مفهومة خاصة إذا كان أحد السكان السابقين لحي المعادي الراقي، الطبيب المصري البرجوزاي أيمن الظواهري يحتل الآن موقع زعيم تنظيم القاعدة، لكن الصدمة ترجع لفارق زمني بين امتداد مسيرة الظواهري، الذي كان مؤسسا لتنظيم داخل مصر، وكذلك كان مسئولاً عن العديد من العلميات قبل إلتحاقه بالإرهاب الدولي، بينما تبدو مسيرة أحدث مصري يرتبط بالإرهاب مسيرة عفوية، وقصيرة للغاية، تسلل لسوريا ومنها لما يسمى حدود دولة الخلافة، وكل ذلك دون التوقف عن التغريد، لتبدو أن عملية التحول لداعشي بسيطة للغاية، أو مجرد مسيرة من  الصور!

دون تاريخ يحوى محطات تذكر أو تستحق التوقف عندها يمكن تتبع حكاية الداعشي بعدما اتسع مجال تداولها على الإنترنت بين مشاعر تتراوح بين الدهشة والصدمة كذلك.

بين ذبحين!

تغريدات أبو سلمه بالعامية المصرية، وتوظف كذلك كلمات شبابية مثل “فِاكِس”..هكذا يعاد تشكيل الصورة النمطية، حيث يقدم الداعشي صورة أحدث، يظهر الإرهابي ساخرا، ويجيد “الألش” كذلك، ويصمت عند الدخول في نقاشات معقدة.

يكشف لمتابعيه أنه لا يحتمل مشاهدة عملية ذبح أرنب، بينما يؤكد  تمتعه بعملية ذبح إنسان لأنه “كافر”.. هكذا يقدم العنف محملا بأجواء حرب طائفية كأن الحياة فيما يمسى دولة “الخلافة” مثل لعبة فيديو مجسمة، العنف والذبح مجرد وسائل لتحقيق النقاط. ينشر على حسابه صور الرؤوس بعد فصلها عن الأجساد، لتتخذ الحكاية أبعادا أكثر تعقيداً من الرغبة في إثارة الدهشة أو الهوس بالشهرة، وبعدما تجاوز حسابه الثمانية آلاف متابعا، يبدو النشاط الإليكتروني كمهمة تنظيمية.

دور المُغرد أو الناشط على وسائل الميديا الاجتماعية يبدو كأنه الدور الأبرز له، خاصة أن عدة حسابات منسوبة لداعشيين كانت قد اضطلعت بتفسير تحركات وتطورات هذا التنظيم، مثل نشر الأسانيد الخاصة بعملية إعلان الخليفة، بالقول أن مساحة دولة “أبو بكر البغدادي” تتجاوز مساحة دولة حكم النبي محمد، والتي لم تكن تزيد عن كيلو متر واحد فقط، هي مساحة المدينة المنورة. كما سبق لمغردي تويتر جذب آلاف العرب ومئات الأوربيين لقوات “دولة الخلافة”.

كما أن التشكيك في الحكاية يبدو بلا جدوى  خاصة أن الحكاية مروية بالأساس من طرف واحد، يحتل فيها هذا الداعشي المصري موقع الراوي الأوحد، حتى أن الصور التي صنعت المفارقة والدهشة كانت ولا تزال متاحة بإذنه، فهو من كشف نفسه لنا، ولسنا نحن من اكتشفناه!

تهديد للأمعة!

تتضح فكرة المهمة أكثر حينما يغرّد أبو سلمه حول ما يتمّ تداوله عن زواج مقاتل من داعش بطفلة صغيرة، ليوضح أن هذا لم يكن حفلا للزفاف، حيث يكتب “صورة من حلب للأخ أبو وقاس من الفريق الدعوي لمسابقة قرآنية في إصدرات الدولة كي لا يأتي جويهل أمعة آخر ويقول حفل زفاف”.

يوميات  أبو سلمه داخل حدود أرض العنف الطائفي هي  جحيم العالم الجديد، والحديث عن كون هذا الجحيم مؤامرة أو سببا للدهشة أو حتى كمحفز لإنكار وجود أبو سلمه لا يعدو كونه محاولات بائسة للتطهر.