لأن الجمعة هو اليوم الذي يليه، وهو يوم العطلة الرسمية في مصر، اكتسب الخميس أهميته، وقيمته في قلوب المصريين. بداية الويك إند، والمسموح فيه بالسهر، اللقاء الأسري للعائلات، ولقاء المقهى والأصدقاء للشباب. إلا أن المكانة الأشد خصوصية لتلك الليلة، والتي يتم التضحية بالغالي والنفيس من أجل بلوغها، هي للجنس؛ العلاقة الحميمة بين الزوجين في الأغلب، أو بين غير المتزوجين بنسبة أقل بكثير، لافتقادها ميزة الإحصاء والإعتراف في مجتمع لا يكتفي بالتعامل مع الجنس كتابوه محرم.

لأن الجمعة هو اليوم الذي يليه، وهو يوم العطلة الرسمية في مصر، اكتسب الخميس أهميته، وقيمته في قلوب المصريين. بداية الويك إند، والمسموح فيه بالسهر، اللقاء الأسري للعائلات، ولقاء المقهى والأصدقاء للشباب. إلا أن المكانة الأشد خصوصية لتلك الليلة، والتي يتم التضحية بالغالي والنفيس من أجل بلوغها، هي للجنس؛ العلاقة الحميمة بين الزوجين في الأغلب، أو بين غير المتزوجين بنسبة أقل بكثير، لافتقادها ميزة الإحصاء والإعتراف في مجتمع لا يكتفي بالتعامل مع الجنس كتابوه محرم.

إلا أنه ذهنيا/ضمنياً يعتبر اليوم الذي غالبا ما يحدث به إلتقاء الزوجين، المؤجر حسب الديانات، يوماً للخطيئة، بل احتفال للشيطان، بعيد مولده الأسبوعي.

وكأنه الأكسجين 

بالرغم من كون العملية الجنسية أمراً طبيعياً، وفعل بيولوجي لازم لاستمرار الكائن، فرداً وجماعة، إلا أن التكتم والمنع حولا الأمر لأسطورة. عالم ملغز ومبهم، مغامرة كبيرة تقف على قمة القائمة القصيرة لمسببات الفرحة للمصريين، بعد تصارع /تسارع سياسي واجتماعي، وحراك لا ينقطع، وأزمات اقتصادية متفاقمة تكاد تصل لمرحلة حرجة من انهيار الاستقرار المُفتعل، يهرب المواطنين لملجأهم الآمن.. الحب ، الجنس، كجذوة مشتعلة من الرغبة في الحياة وإن خبا نورها.

“ده الواحد لولا الشوية اللي بيقعدهم مع المدام لمؤاخذة كل أسبوع، الواحد كان شرب سم يا باشا والله” ، يبدو  محمد الجمل – 51 عام / سائق تاكسي- مفرطاً في التقدير لقيمة علاقته الجنسية بزوجته والتي لا تبدو عظيمة بقدر كونها مستمرة ، “ولا برشامة زرقا –يقصد الفياجرا- ولا حمرا، ولا عمري جربتها، وبعون الله مجربهاش، اديني بس أنت سيجارة الحشيش واتفرّج علّيا للصبح”.

… لا أدرى من أوحى لعم محمد أني قد أرغب في مشاهدته في ذلك الوضع.

وسائل مساعدة  

يخبرنا الصيدلي أشرف قنديل عن التزايد الكبير في الطلب على المنشطات الجنسية في السنوات الأخيرة “وإن كنت أرى أن مصطلح المنشطات غير دقيق، فالأدوية التي أقصدها، هي علاجات لمرضين ، أو عرضين من أعراض القصور في العلاقة الحميمة من جهة الرجل، وهما سرعة القذف وضعف الانتصاب”، ولو أن قنديل يؤكد أن الخميس بمثابة كرنفال أسبوعي، لا يزداد الطلب على هذه النوعيات من الأدوية فقط، بل أن هناك نسب تزايد ملحوظة في شراء الواقيات الذكرية، العطور، ومستحضرات التجميل.

يرى د. محيي الدين صادق استشاري المسالك البولية والأمراض التناسلية أن ذلك الإقبال على عقاقير الجنس طبيعي، لأن أسطورة الخصوبة المصرية بالأساس أصبحت على المحك، وكل ذلك مبرر وطبيعي، لانتشار الأمراض المزمنة، ارتفاع الضغط النفسي، ازدياد نسب الإصابة بالسرطانات المختلفة، والإحباط العام الذي يظلل المصريين في الأعوام الأخيرة، كما يؤكد صادق أن الاستخدام المحدود لمثل تلك العقاقير يحمل أقل قدر ممكن من الآثار الجانبية ، “لا ضير أبداً من بعض الوسائل المساعدة، وأولاً و أخيراً المساعد هو الله”.

فليتنافس المتنافسون

من الصعب تحديد عادات الشعوب الجنسية، خاصة لما يحيط بالأمر من سرية وتكتم وغموض في المجتمع المصري، فلا أحد يقول الحقيقة عندما يتعرض الأمر للجنس، إما المبالغة مداراة لفشل وإما التبخيس خوفاً من حسد، لكن المصريين لم يعدموا طرقهم الخاصة للتعبير عن الأمر، والاحتفال به، بدءاً من أغاني الزفاف الشعبية المبطنة بالإيحاءات الجنسية، مروراً بالملاءة البيضاء الملطخة بدماء البكارة صبيحة ليلة الزفاف، وصولاً لتنافس الجارات في المناطق الشعبية على نشر الملابس الداخلية، على الأحبال الأمامية.. صباح الجمعة. 

عندما تتحول المتعة لواجب

بالرغم من استخدام جميع الحواس في العملية الجنسية، واطلاق الجسم لهورمونات قبل وبعد وأثناء الأمر تعزز من مشاعر الاثارة والشهوة والغبطة إلا أن هناك من يجد صعوبة أو استحالة في الاستمتاع بالأمر لأسباب مختلفة، التوافر أحدها.

يحكي وليد س – 36 سنة/ مهندس اتصالات – أن المتعة لديه شبه متوقفة بعد سنوات من ممارسة الجنس مع زوجته، فبعد تسعة أعوام من الزواج، أدى التكرار وروتينية إيقاع الحياة مع التوافر الدائم لفقدانه لتلك المشاعر التي كانت متأججة في بداية العلاقة، مما جعله يحن لتاريخه الجنسي “المشوه”، الذي بدأ في المدرسة الابتدائية مع صور متهالكة مقطوعة من مجلات أجنبية تعرض أجزاء من أجساد عارية، مروراً بعصر شرائط الفيديو، والهارد ديسك المتنقل من جهاز كومبيوتر لآخر قبل بزوغ عصر الفلاش ميموري،  كم كانت متعته عارمة بتلك البدايات  كما يصف، وكلما تطور الأمر وزاد الجزء المكشوف من السر المستور، يقل الحماس للدمية، فيتركها الطفل، بحثاً عن دمية جديدة، تحقق له مستويات أعلى من الإثارة.  

الجنس للجنس

عبر عدة أشكال ، يظل الجنس – مهما حدث – متعة المتع للمصريين، وللبشر بشكل عام، السلاح السري لمواجهة الموت، مهما كان غرضه،  الجنس للمال، للحب، للإنجاب، لإثبات الذات، أو حتى كشعور زائف بالانتصار، ويبقى الجنس للجنس أحد أنقى التصورات لمعنى السعادة.