لم يُخطئ الوزير المكلّف بالعلاقات مع الهيئات الدّستوريّة كمال الجندوبي عندما أكّد أن عدد المشاركين في المنتدى الاجتماعي العالمي، الذي ينتظم في تونس، لن يتأثّر بالهجوم المسلّح الذي استهدف متحف باردو وأودى بحياة أكثر من عشرين شخصا أغلبهم من السّياح.

في حين أخطأت صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية حين عنونت مباشرة بعد ضربة باردو “انتهت السّياحة،  انتهت تونس” وتأكيدها أن الأجانب سيتلافون تونس لم يكن في محلّه، هذا ما أثبته عدد الوافدين الأجانب للمشاركة في المنتدى الاجتماعي العالمي الذي فاق ما كان متوقّعا.

تحفّزت أكثر

لم يُخطئ الوزير المكلّف بالعلاقات مع الهيئات الدّستوريّة كمال الجندوبي عندما أكّد أن عدد المشاركين في المنتدى الاجتماعي العالمي، الذي ينتظم في تونس، لن يتأثّر بالهجوم المسلّح الذي استهدف متحف باردو وأودى بحياة أكثر من عشرين شخصا أغلبهم من السّياح.

في حين أخطأت صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية حين عنونت مباشرة بعد ضربة باردو “انتهت السّياحة،  انتهت تونس” وتأكيدها أن الأجانب سيتلافون تونس لم يكن في محلّه، هذا ما أثبته عدد الوافدين الأجانب للمشاركة في المنتدى الاجتماعي العالمي الذي فاق ما كان متوقّعا.

تحفّزت أكثر

حين بلغها خبر مقتل السيّاح في باردو لم تتردّد “ريجين” ولم تُعد التفكير في القدوم لتونس من عدمه والمشاركة في المنتدى، الذي جرى تنظيمه بين 24 و28 آذار/مارس الجاري، بل اعتبرت العمليّة حافزا لمزيد الإصرار والمجيء حتى قبل الموعد المحدّد سلفا.

تقول “ريجين” ل”مراسلون”، وهي فرنسيّة تبلغ من العمر 68 عاما وتشارك في المنتدى عن جمعيّة أصدقاء الجمهورية الصحراويّة العربيّة الديمقراطيّة أو ما يُعرف بالبوليزاريو “لقد أرادوا إرهابنا وتخويفنا ولكن لن نُعطيهم ما يسعون إليه”.

وترى الفرنسيّة “ريجين” التي التقها “مراسلون” في جامعة المنار أين ينتظم المؤتمر، أن ما حدث في باردو عادي ويمكن أن يحدث في أي دولة اخرى وقد سبق أن كانت فرنسا هدفا قبل أشهر قليلة (وتقصد الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو) وبالتالي ليس من الصواب تهويل الأمر وتصويره كحادثة كارثيّة.

الإرهاب لا حدود له

وتذهب “ريجين” إلى أن الإرهاب لا يستهدف بلدا بعينه بل العالم كلّه مهدد، “الحديث عن حدود جغرافيّة للهجمات المسلّحة وتصنيف بعض الدول كمناطق خطرة  ليس في محلّه فالجميع داخل دائرة التهديد قائلة “قدمت لتونس والوضع مستقرّ ولم أتعرّض حتى لمضايقة وأشغال المنتدى تسير كأحسن ما يكون”.

وحسب منسّق اللجان التحضيريّة للمنتدى الاجتماعي العالمي رمضان بن عمر فقد بلغ عدد المشاركين 70 ألفا من بينهم 15 ألفا من الأجانب فيما لم يتجاوز خلال الدورة الماضية 9 الاف أجنبي تقريبا رغم الظروف الأمنيّة الطيّبة آنذاك.

ويقول بن عمر ل”مراسلون” “عدد المشاركين الضخم يؤكد حجم التضامن الفعلي لمناضلي حركة العولمة البديلة مع تونس وشعبها ومع عائلات الضحايا من مختلف الجنسيات ومدى التزامها بمبادئ السلام والتضامن بين الشعوب من أجل السلام والحرية والديمقراطية”.

تهاطل رسائل التضامن

ويتابع المنسّق العام للمنتدى “بعد هجوم باردو تملّكنا خوف من تأثيره على الوافدين والجمعيّات المشاركة ولكن تهاطلت علينا رسائل تأكيد القدوم والتضامن…وفنّدنا التوقّعات والدعوات لإلغائه وحتى لم يطرأ تغيير على برنامج فقط المسيرة الافتتاحية تغيّرت شعارتها وأصبحت تصبّ في خانة مناهضة الإرهاب”.

ونظم المنتدى ظهر الثلاثاء 24 مارس/آذار مسيرة انطلاقا من ساحة باب سعدون بالعاصمة باتجاه متحف باردو وكان شعارها “شعوب العالم موحدة ضد الارهاب” وتميّزت بهيمنة مشاركة الوافدين الأجانب.

وتشارك في المنتدى الاجتماعي العالمي 4386 جمعيّة ومنظمة من بينها 3100 أجنبيّة من 121 دولة من مختلف أنحاء العالم وتم تشكيل لجنة من لصياغة ميثاق باردو الدولي لحركة العولمة البديلة لمناهضة الارهاب.

ويناقش المنتدى أبرز القضايا المرتبطة بالتحولات الاقتصادية وحقوق الانسان والطبقات العمالية ، والنضالات الاجتماعية والتحررية في العالم بمشاركة واسعة من الجمعيّات والمنظمات والنقابات والنشطاء.

ويشار إلى أن تونس تنظم للمرة الثانية على التوالي المنتدى الاجتماعي العالمي بعد دورة 2013.

وقتل مسلحان أكثر من 20 سائحا من اليابان وبولندا وإيطاليا وإسبانيا، الأربعاء 18 مارس/آذار، لدى خروجهم من حافلة عند متحف باردو المحاذي لمقرّ البرلمان التونسي المحاط عادة بحراسة أمنيّة مشددة.

وظهرت حركة تضامن عالمية مع تونس إثر الهجوم،  تتمثّل في صور لأجانب، على مواقع التواصل الاجتماعي، يحملون لافتات مكتوب عليها “سنذهب لتونس خلال الصيف”.

ويأمل تونسيون كثر وأصحاب أعمال أن يكون قدوم هذه الآلاف إلى تونس للمشاركة في المنتدى تشجيعا لآخرين على حجز بطاقات سفرهم إلى تونس في هذه الصيف.