دخلت الاشتباكات العسكرية في الهلال النفطي – وسط الساحل الشمالي لليبيا – أسبوعها الثالث بين قوات حرس المنشآت النفطية التابعة لمجلس النواب الليبي الذي يعقد جلساته في طبرق، وبين قوات عملية “فجر ليبيا” التابعة للمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته.

كلا الطرفين منح نفسه حق حماية هذه الحقول وحراستها وتأمينها، ولكن الحفاظ على هذا الحق كلفهما خسائر بشرية ومادية تجاوزت العشرات، ناهيك عن حالة الشقاق الاجتماعي التي بدأت تظهر للعلن بين شرق البلاد وغربها.

دخلت الاشتباكات العسكرية في الهلال النفطي – وسط الساحل الشمالي لليبيا – أسبوعها الثالث بين قوات حرس المنشآت النفطية التابعة لمجلس النواب الليبي الذي يعقد جلساته في طبرق، وبين قوات عملية “فجر ليبيا” التابعة للمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته.

كلا الطرفين منح نفسه حق حماية هذه الحقول وحراستها وتأمينها، ولكن الحفاظ على هذا الحق كلفهما خسائر بشرية ومادية تجاوزت العشرات، ناهيك عن حالة الشقاق الاجتماعي التي بدأت تظهر للعلن بين شرق البلاد وغربها.

في هذه المساحة التقينا السيد علي الحاسي الناطق باسم عمليات الوادي الحمر التي تقودها قوة حرس المنشآت النفطية بدعم من سلاح الجو، فكان هذا الحوار:

ما هي حقيقة المواجهات بينكم وبين قوات “فجر ليبيا” التابعة للمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته؟

حقيقة المواجهات تنحصر في محاولة قوات “فجر ليبيا” تركيع برقة بقوة السلاح، هذه هي الحقيقة وهذا ما تسعى له “القوات الغازية”، أضف إلى ذلك أن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته جنّد معظم قواته العسكرية لاحتلال الهلال النفطي، وذلك كي يصبح الهلال النفطي ورقة سياسية واقتصادية يتم الضغط بها أمام المجتمع الدولي لفرض مطالبهم.

أنا أشك تماما أن يكون المؤتمر قد حرك كل هذه القوات دون إيعاز من قوى خارجية، وبالتالي نجزم أن عدداً كبيراً من دول الغرب منحت هذه المليشيات الضوء الأخضر للتحرك نحو الهلال النفطي واحتلاله.

لكن قوات “فجر ليبيا” تزعم أن ابراهيم جظران خارج عن القانون، ومسيطر على الهلال النفطي بقوة السلاح، وقد سبق وأغلقه لمدة عام، وهي الآن تريد إعادة هذا الهلال لحظيرة الدولة الليبية؟

هذا غير صحيح، والموانئ النفطية لم تخرج من حظيرة الدولة حتى نعيدها إليها، لا تتلاعبوا بالمصطلحات رجاء، إبراهيم جظران مكلف رسمياً من قبل رئاسة حرس المنشآت النفطية لتأمين موانئ المنطقة الوسطى، ولكنه عندما أدرك أن النفط يباع من غير عدادات، وتأكد أن أموالا طائلة يتم تحويلها لحزب الإخوان المسلمين في مصر وجيش “النصرة” في سوريا، ناهيك عن الحسابات المصرفية الخاصة، حينها ارتجل وأغلق الموانئ وطالب بلجنة عامة للتحقيق في هذا الأمر، هذا من جانب؛ من جانب آخر فإن جظران حاليا يتبع رئاسة الأركان العامة المنضوية تحت مجلس النواب المنتخب من قبل الليبيين، وهو الممثل الشرعي الوحيد، ولن أخوض في مسألة الحكم لأن العالم أجمع ضحك على هذه التمثيلية – حكم المحكمة العليا، إذاً مَنِ الأولى بحمايتها والحفاظ عليها داخل حظيرة الدولة؟

استمعنا لبيانات عديدة منكم ذكرتم فيها أنكم حققتم انتصارات كبيرة، ولكن على أرض الواقع ما زلتم متمترسين بأسلحتكم في محيط السدرة (180 كم شرقي سرت)؟

أولاً ليعلم الجميع أننا لم نعتدِ ولكنهم اعتدوا علينا، ثانيا لقد قمنا بصد أكثر من هجوم قامت به “القوات الغازية” وكبدناهم خسائر في الأرواح والعتاد، وفي كل معركة نتقدم بضعة كيلومترات نحو منطقة بن جواد (400 كلم غرب بنغازي) التي تتخذها قوات “فجر ليبيا” مركزاً لتنظيم عملياتهم، نحن نتقدم ببطء خشيةً على أهلنا المدنيين من سكان “بن جواد”، ولكن لقد أعطى آمر عمليات “الوادي الحمر” مهلة لسكان بن جواد للخروج منها، وبعدها ستكون هناك مفاجآت عسكرية.

على ذكر منطقة بن جواد، انتشرت صور كثيرة على صفحات التواصل الاجتماعي المختلفة لبيوت مهدمة قالوا إنها في بن جواد، وتم استهدافها بسلاح الجو التابع لكم انتقاماً منها لأنها سمحت لـ”فجر ليبيا” بالتمركز فيها، تنفي أو تؤكد؟

كنت أتمنى عندما شاهدتَ هذه الصور أن تركز في الأجزاء المهدمة في البيوت، ستجد أن أغلب جدرانها مهدمة للداخل، ولو كان الاستهداف تم عن طريق سلاح الجو فسيكون حطام الجدران منتشراً للخارج. ببساطة وباختصار فإن من يقوم باستهداف هذه البيوت هي قوات “فجر ليبيا” عقب كل استهداف لتمركزاتهم المسلحة من قبل سلاح الجو، وذلك ليوهموا الناس أننا نستهدف بيوت أهلنا في بن جواد، لو أردنا الانتقام من بن جواد كما يروّج أهل الفتنة لاتبعنا سياسة الأرض المحروقة وتقدمنا من أول يوم، ولكننا نجنب المدنيين قدر الإمكان ويلات هذه المعارك.

ما هي حقيقة قصف خزانات السدرة؟ هناك من يقول إنكم أنتم من قصفتموها عن طريق الخطأ؟

(يضحك بصوت عالٍ).. أنا لاأدري هل فعلاً تصدقون مثل هذه الهرطقات الإعلامية، فلتحضروا صاحب أقل خبرة في في تحقيقات الجرائم سيقول لكم إن الاستهداف كان من الجهة الغربية، ومن نفس المسافة التي قصفت منها قواتهم، سوف لن أضيّع جهدا كبيرا في الإجابة على هذا السؤال، ولكن لدينا تسجيل لقادتهم وهم يدبرون لعملية قصف الخزانات سيتم نشره قريبا، لننتقل للسؤال التالي.

شاهدنا أكثر من مرة تصريحات للسيد ابراهيم جظران يشكو فيها من قلة الإمداد العسكري ويتهم مجلس النواب ورئاسة الأركان بالتقصير، هل نعتبر ذلك نوعاً من الشقاق؟

لا أبدا، ولعل زيارة العقيد “أحمد المسماري” الناطق باسم رئاسة الأركان لجبهة بن جواد قبل أيام تؤكد الارتباط العسكري والاتفاق في الهدف بيننا وبين الأجسام الشرعية المذكورة، ولكن هذا لا يمنع أن هناك تقصيرا من حيث الدعم العسكري والسياسي، ولكن والحق يقال إن عمليات الدعم بدأت تتواتر في الأيام الأخيرة، ومع ذلك ما زلنا نطالب بالمزيد.

هذا يقودنا لسؤال آخر، إن ما يعاب على عمليتكم العسكرية في الهلال النفطي أنها تحت قيادة مدنية، حيث أن مهمة آمر العمليات متمثلة في “جظران” وأن الناطق باسمها متمثلة في حضرتكم، وكليكما مدنيان، ما تعليقك؟

من قال إن جظران هو قائد العملية العسكرية في جبهة بن جواد، فقائد العمليات هناك هو عقيد في الجيش الليبي نتحفظ على ذكر اسمه، أما مهمة الناطق فليس بالضرورة أن يكون صاحبها عسكرياً، فأهم المعايير لدى الناطق تتلخص في إلمامه بالتعامل الإعلامي مع كافة الوسائل الإعلامية.

هل هناك أية مفاوضات سواء مباشرة أو غير مباشرة بينكم وبين قوات “فجر ليبيا”؟

أبدا، ليس هناك أي نوع من المفاوضات بيننا وبينهم، ولكن كانت هناك محاولة وحيدة منهم مع الشيخ “صالح لطيوش” – شيخ قبيلة المغاربة – بخصوص وقف القتال، ولكن رده كان واضحاً وصريحاً وهو أن تتراجع قواتهم إلى ما بعد “السدادة” – 250 كم شرق مصراتة – وحينها يمكننا أن نتحاور.

برأيك كيف سيؤثر حوار “جنيف” الذي سينعقد في الخامس عشر من الشهر الجاري على سير العمليات العسكرية في مختلف البلاد؟

ما يدعو إلى الشك هو أن حوار جنيف مسيّس من قبل الأمم المتحدة، ولدي تحفظات كثيرة عليه، أولها أن اختيار الشخصيات التي ستمثل الحوار كان بطريقة غامضة، ثانيا عدم وضوع محاور الحوار، ولكن عموما لو خرج هذا الحوار بنتائج من شأنها أن تنتشل ليبيا من حالة الحرب فإننا سنرحب به، ولكن دون فرض سياسات قد تؤثر على مستقبل ليبيا.