نتيجة لإعادة هيكلة وزارة العدل ووزارة الداخلية وفصل العدل عن الداخلية في عهد النظام الليبي السابق، تم إصدار القانون رقم (5) لسنة 2005 بشأن مؤسسات الإصلاح والتأهيل، والذي أنشئ بموجبه جهاز الشرطة القضائية التابع لوزارة العدل، وأوكل إليه الإشراف على السجون التي سماها “مؤسسات الإصلاح والتأهيل”.
وأوضح القانون في مادته الأولى أن مؤسسات الإصلاح والتأهيل هي “أماكن إصلاح وتربية هدفها تقويم سلوك المحكوم عليهم بعقوبات جنائية سالبة للحرية وتأهيلهم لأن يكونوا أعضاء صالحين في المجتمع”، وقسمت مادته الثانية المؤسسات إلى ثلاثة أنوع:-
- مؤسسات رئيسة .
- مؤسسات محلية .
- مؤسسات خاصة (مفتوحة وشبه مفتوحة(.
وأوكلت مادته الثالثة صلاحيات إنشاء مؤسسات الإصلاح والتأهيل بمختلف أنواعها وتحديد مقارها وتنظيم إداراتها إلى وزير العدل، فيما حظرت مادته الرابعة تنفيذ العقوبات السالبة للحرية خارج مؤسسات الإصلاح والتأهيل، وأوجبت إيداع المحبوسين احتياطياً في المؤسسات المحلية فقط، ما لم ترَ النيابة العامة لمصلحة التحقيق أو في المناطق النائية حجز هؤلاء المحبوسين في أماكن أخرى تعد لذلك، على أن تتوفر فيها الاشتراطات اللازمة للإيواء، وفي جميع الأحوال لايجوز أن تزيد مدة الحجز في هذه الأماكن على 15 يوماً .
في فبراير 2011 تم إطلاق سراح جميع السجناء المتهمين في قضايا جنائية من قبل نظام القذافي ولم يبقَ إلا سجناء مؤسسة “أبو سليم” الذين أطلق سراحهم بعد انهيار سلطة النظام فيها، وفي عام 2013 بدأت الشرطة القضائية في الرجوع للعمل، لكنها لم تلبث أن انقسمت مثل باقي مؤسسات الدولة بعد الحرب الأهلية في 2014.
يبلغ عدد السجون التي تخضع لإشراف جهاز الشرطة القضائية 33 مؤسسة إصلاح وتأهيل (رئيسية – محلية – مفتوحة)، ويتولى جهاز الشرطة القضائية وما يتبعه من مؤسسات تقديم الخدمات اليومية المختلفة المتمثلة في (العرض على النيابات والمحاكم – التموين – الرعاية الطبية وحراسة السجون– الرعاية الاجتماعية – استقبال الـزوار) وغيرها من الخدمات.
سجون طرابلس
سجن عين زارة – ب / ويعرف باسم سجن “الرويمي” أو “البركة”، يقع جنوب طرابلس في منطقة عين زارة بجانب مسجد القرقني، يحوي بداخله 420 نزيلاً متهمون في قضايا سياسية وعسكرية.
سجن عين زارة – أ الرئيسي / يقع جنوب طرابلس بجوار سجن الرويمي ويحوي 675 نزيلاً من ذوي الأحكام “الثقيلة”، بالإضافة إلى بعض الموقوفين في القضايا الخطيرة وبعض القضايا السياسية، سعة السجن 1500 سجين، فيه عيادة طبية مجهزة بغرفة عمليات ومسجدين ومدرسة لتعليم القرآن الكريم وبعض الدورات للمحكومين، وبه ملعبان لكرة القدم وتقام فيه دوريات، تقدم للمسجونين بداخله 3 وجبات يومياً، وجميعهم تم عرضهم على النيابة ويسمح بزيارات الأهالي والمحامين.
سجن الجديدة – نساء/ وبه حوالي 54 نزيلة متهمات في قضايا جنائية منهن حوالي 20 نزيلة ليبية والباقيات من جنسيات عربية وأجنبية.
سجن الهضبة / تم اقتحامه في اشتباكات طرابلس قبل شهر رمضان 2017، وتم إغلاقه ونقل نزلائه إلى سجن الرويمي، وكان السجن يضم شخصيات من النظام السابق مثل البغدادي المحمودي وابوزيد دوردة وعبد الله السنوسي والساعدي القذافي وعبد الله منصور وغيرهم، وقد تم إطلاق سراح بعضهم قبل أن يتم اقتحام السجن.
سجن الضمان – تاجوراء / يقع شرقي طرابلس وبه 360 نزيلاً متهمون في قضايا جنائية.
سجن الجبس / يقع جنوب طرابلس ويسمى بالسجن المفتوح، وبه 21 نزيلاً متهمون في قضايا بسيطة مثل المخالفات المرورية، وقد نصح معهد السلام الأمريكي في تقريره الصادر عام 2016 بإغلاق السجن بسبب عدم توافقه مع معايير بناء السجون.
سجن تاجوراء – ب / مغلق مؤقتاً.
سجن الجديدة – رجال/ تم إغلاقه نهائياً.
سجون الزاوية (غربي طرابلس)
سجن جودايم / يقع شرق الزاوية، وهو مغلق منذ فترة ونزلاؤه تم إطلاق سراحهم أو تحويلهم إلى سجون أخرى، وكان السجن يؤوي مسؤولي النظام السابق مثل اللواء المهدي العربي وعمر القانقا، وقد تم نقلهم إلى سرية الفاروق التابعة لوزارة الدفاع.
سجن السلعة / يقع جنوب الزاوية، تم إغلاقه وقد نصح معهد السلام الأمريكي في تقريره الصادر عام 2016 بإغلاق السجن لعدم توافقه مع معايير بناء السجون.
سجن الجزيرة / يسمى “سجن السرية الأولى”، لا يزال موجوداً ويرأسه عقيد في الشرطة القضائية، وقد نصح معهد السلام الأمريكي في تقريره الصادر عام 2016 بإغلاق السجن بسبب عدم توافقه مع معايير بناء السجون، ويؤوي السجن 20 نزيلاً.
سجن صرمان / يتبع الشرطة القضائية والنزلاء أغلبهم متهمون في قضايا جنائية من مختلف مدن غرب طرابلس.
سجون الخمس (شرقي طرابلس)
سجن الخمس المحلي / سجن قدﻳم تم بناؤه في عهد اﺍلقذﺍفي يقع في وسط مدينة الخمس، خلاﻝ اﺍلثورﺓ تم ﺇطلاق سرﺍح جميع نزلاء السجن من قبل اﺍلنظام ﻭتمت اﺍلسيطرة على ﺍلمبنى في وقت لاحق من قبل اﺍلثوﺍر، وﺃعيد ﺍلسجن لسلطة اﺍلحكومة في أبرﻳل 2012 وﻫو يعمل منذ ذلك التاريخ، وﻳقع بجوﺍره سجن آخر ﻳضم نزلاء خاضعين لوزﺍرﺓ الدفاﻉ، عدد النزلاء يتراوح بين 270 إلى 300 نزيل وأغلبهم متهمون في قضايا جنائية أو سياسية أو عسكرية.
سجن ماجر زليتن / ويقع في وسط بلدة ماجر بزليتن، وهو سجن قديم تم تحديثه بعد الثورة ويضم حوالي 100 نزيل متهمون في قضايا سياسية وجنائية.
سجن زليتن القديم / ويقع في وسط مدينة زليتن، ويؤوي 80 نزيلاً متهمون في قضايا جنائية.
سجن ترهونة / وهو عبارة عن سجن قديم تم تفعيله في عام 2012، ويؤوي من 180- 200 نزيل متهمون في قضايا جنائية وسياسية.
سجون مصراتة
سجن الدافنية / يقع غرب مصراتة بجانب بوابة الدافنية ويؤوي 20 نزيلاً، وهو سجن قديم تعرﺽ للضرر بشكل كبير ﺃثناء اﺍلمعركة الأولى للسيطرﺓ على مصراﺍتة وخضع لسيطرة الثوار في مايو 2011، وتم إعادة فتحه كسجن مفعل في أبريل 2012، أغلب النزلاء متهمون في قضايا جنائية وبعضهم في قضايا سياسية.
سجن الكلية الجوية / يقع في مبنى الكلية الجوية 5 كلم جنوب المدينة، ويؤوي سجناء متهمين بانتمائهم لداعش (رجال ونساء)، وكذلك نزلاء متهمون في قضايا سياسية وجنائية.
سجن الهدى / مبنى السجن كان أحد مقرات جهاز المخابرات أثناء فترة القذافي، واستخدم أثناء الثورة لسجن المقاتلين الذي كانوا مع النظام السابق، نزلاؤه متهمون في قضايا سياسية وبعض القضايا الجنائية، وقد نصح معهد السلام الأمريكي في تقريره الصادر عام 2016 بإغلاق السجن بسبب عدم توافقه مع معايير بناء السجون.
سجن طمينة / يقع شرق مصراتة، يؤوي سجناء متهمين في قضايا سياسية وجنائية.
سجن بني وليد/ وتم اعتماده تحت اسم مؤسسة الإصلاح والتأهيل بني وليد في فبراير 2017، وأشرفت على بنائه وزارة العدل في الحكومة المؤقتة في الفترة ما بين 2015 – 2016، ويضم 8 نزلاء متهمون في قضايا جنائية.
سجن سرت، مغلق مؤقتاً.
سجن الوحدة، تم إغلاقه نهائياً.
سجون الجبل الغربي
سجن جندوبة – رجال / يقع في وسط قرية جندوبة بمدينة غريان ويحوي نزلاء بينهم محكومون وموقوفون من المقيمين بنطاق بلدية غريان والبلديات المجاورة لها، ومن لديهم قضايا منظورة أمام المحاكم الواقعة في نطاق تلك البلديات، قبل اﺍلثوﺭﺓ كاﻥ سجن جندوبة ﺍلمحلي سجناً مدنياً تدﯾره اﺍلشرطة اﺍلقضائية، ﻭخلاﻝ ﺍلثورﺓ تم الإفرﺍج عن جميع سجنائه، يؤوي السجن 250 نزيلاً أغلبهم متهمون في قضايا جنائية وسياسية.
سجن جندوبة – نساء / وهو عبارة عن منزل بإحدى المزارع الحكومية تم تحويله إلى سجن ويؤوي 7 نزيلات ، 6 منهن متهمات في قضايا جنائية وواحدة في قضية سياسية.
سجن الزنتان / وهو سجن قديم تم بناؤه من العهد العثماني ويضم 40 نزيلاً متهمون في قضايا جنائية وسياسية.
سجن نالوت / وهو سجن تم تفعليه بناء على القرار الوزاري رقم 568 لسنة 2016 باستحداث مؤسسة الإصلاح والتأهيل نالوت، ولا يوجد فيه مساجين في الوقت الحالي.
سجن جادو، مغلق مؤقتاً.
سجن مزدة، مغلق مؤقتاً.
……………………………………………………….
بالإضافة إلى السجون التابعة للشرطة القضائية هناك سجون أخرى خاضعة لسطلة وإشراف كتائب مسلحة تابعة إما لوزارة الداخلية أو لوزارة الدفاع، من بين تلك السجون:
سجن القاعدة الجوية معيتيقة بطرابلس / وقد أنشئ بقرار من وزارة الداخلية ولم يتم اعتماده من قبل الشرطة القضائية حتى الآن، ويخضع لإشراف كتيبة الردع الخاصة التابعة لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق، ويوجد به نزلاء متهمون في قضايا جنائية وسياسية وعسكرية ونزلاء متهمون بتبعيتهم لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” ويضم السجن نزيلات نساء أيضاً.
سجن السكت بمصراتة / وهو سجن عسكري يتبع الشرطة العسكرية (وزارة الدفاع) في نهاية عام 2012 كان عدد النزلاء فيه 800 نزيل، في عام 2017 تم الإفراج عن 350 إلى 400 نزيل والموجود بالسجن حالياً حوالي 150 نزيل من العسكريين.
سجن الكراريم / يقع شرق مصراتة ونزلاؤه من المتهمين بقضايا جنائية، وهو يتبع الداخلية ويسيطر عليه التيار السلفي.
سجن الغرفة المشتركة بمصراتة / نزلاؤه متهمون بقضايا جنائية ويتبع الداخلية.
————————————————-
سجون الجنوب:
يوجد في الجنوب أربع سجون تتبع مؤسسة الإصلاح والتأهيل بجهاز الشرطة القضائية، وهي كالتالي:
سجن سبها الرئيسي / وهو لا يعمل منذ عام 2013، بعد أن تكرر هروب النزلاء منه، كما تكررت فيه حالات التصفية الجسدية لبعض النزلاء داخله من قبل مجموعات مسلحة، أنشئ هذا السجن عام 1952، ويحتجز فيه سجناء من كافة أنحاء الجنوب الليبي، كان موقعه في حي المهدية حتى عام 2006، حيث تم إنشاء سجن أكبر خارج المدينة ونقل إليه المساجين، في حين تحول السجن القديم لفترة عامين إلى مركز لإيواء المهاجرين.
سجن أوباري المحلي / وهو منشأ منذ ثمانينيات القرن الماضي، ومتوقف عن العمل منذ عام 2012.
سجن مرزق المحلي / متوقف عن العمل منذ عام 2011.
سجن غات المحلي / أنشئ عام 2012 بقرار من وزارة العدل، ويعمل بشكل اعتيادي بسبب رغبة أهالي المنطقة في وجود مؤسسة الإصلاح والتاهيل لديهم تجنباً لتفشي الجريمة.
سجون غير رسمية
في الجنوب تشكلت العديد من المجموعات والكتائب المسلحة، بعضها أصبح يتبع ولو اسمياً جهات حكومية كوزارات العدل والداخلية والدفاع، وبعضها يعمل خارج أية تبعية، ولكن أبرز السجون التابعة للكتائب المسلحة هي:
سجن قوة الردع (الكتيبة 116) التابعة لقوات الجيش / كان يؤوي أكثر من 100 سجين قبل أشهر، ولكن تم إطلاق سراحهم جميعاً والآن يوجد به 3 سجناء في تهم تتعلق بالإرهاب.
سجن الغرفة الأمنية المشتركة (غرفة المثلث الأمني) / وهو يقع في نفس مقر سجن سبها الرئيسي، فبعد أن أغلق السجن التابع لوزارة العدل سيطرت الغرفة الأمنية على المقر واتخدته سجناً لها عام 2014، كان يوجد به أكثر من 85 سجيناً قبل أن يتعرض لغارة جوية فر على إثرها السجناء أوائل مارس الماضي.
سجن مركز التدريب / أنشأته القوة الثامنة سابقاً والتي تعرف حالياً بالكتيبة 32 بعد أن انضمت لجيش الشرق، حالياً لايوجد به سجناء.
وبالإضافة لما ذُكر توجد عدة سجون غير معلومة الحال تتبع مجموعات مسلحة محلية في وادي الشاطئ ومرزق وأوباري وسبها والقطرون.
—————————————————–
مصادر التقرير:
- أحمد بو كراع المتحدث باسم جهاز الشرطة القضائية طرابلس.
- عبدالناصر العرابي رئيس جهاز الشرطة القضائية بالمنطقة الجنوبية.
- مصادر من داخل الكتائب المذكورة في التقرير.
- تقرير معهد السلام الأمريكي عن السجون في ليبيا الصادرعام 2016.