مع احتدام المعارك في مدينة بنغازي، وبعد سيطرة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على أجزاء كبيرة منها إثر هجمات مكثفة بدأت منذ الخامس عشر من تشرين أول/أكتوبر المنصرم أسفرت عن تراجع قوات مجلس شورى بنغازي، كثرت التساؤلات عن مدى قدرة قوات “عملية الكرامة” على تسيير الأمور في المدينة بعد انتهاء المعارك، وخاصة بعد تبني مجلس النواب بشكل مباشر لهذه العملية، واضعاً إياها تحت إمرة عمليات الجيش الليبي.

مع احتدام المعارك في مدينة بنغازي، وبعد سيطرة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على أجزاء كبيرة منها إثر هجمات مكثفة بدأت منذ الخامس عشر من تشرين أول/أكتوبر المنصرم أسفرت عن تراجع قوات مجلس شورى بنغازي، كثرت التساؤلات عن مدى قدرة قوات “عملية الكرامة” على تسيير الأمور في المدينة بعد انتهاء المعارك، وخاصة بعد تبني مجلس النواب بشكل مباشر لهذه العملية، واضعاً إياها تحت إمرة عمليات الجيش الليبي.

“مراسلون” التقى رئيس أركان القوات الجوية بالجيش الليبي العميد ركن صقر الجروشي الذي كان متفائلاً بقرب نهاية العمليات العسكرية وعودة الحياة للمدينة.

تفاصيل عن هذا الموضوع وغيره ضمن نص الحوار التالي:

مراسلون: بتقديركم متى تنتهي الأعمال العسكرية داخل مدينة بنغازي؟

الجروشي: نحن على وشك إنهاء العمليات العسكرية خلال أيام، فقد سيطرنا على أغلب الأحياء بالمدينة، ولم تبق إلا عدة شوارع جار التعامل معها.

هل وضعتم تصوراً عسكرياً في حال سيطرتم على بنغازي؟

بعد تحرير بنغازي ستتوجه وحدات الجيش إلى المناطق التي توجد بها بقايا هذه الجماعات مثل درنة وقنفوذة والقوارشة، وسنقوم بتشكيل فرق هندسية لنزع المتفجرات التي قد تكون هذه الجماعات قد زرعتها في أرجاء المدينة.

يخشى البعض من أعمال انتقامية قد ترتكب في المدينة بعد انتهاء الأعمال العسكرية، ما هو تقديركم لهذه المسألة؟

يقوم الجيش عن طريق أجهزة الإعلام والوسائل المختلفة بتوعية المواطنين ودعوتهم للتسامح والتكاتف من أجل الحفاظ على السلم الاجتماعي بالمدينة، كما سيحاول الجيش على الأرض منع وقوع هذه الأعمال.

وأحب أن أطمئن إخوتنا من عائلات مصراتة (الذين يعيشون في بنغازي) أنهم جزء من نسيج مجتمع المدينة، ولن ننسى أن مصراتة كانت صمام الأمان لوحدة ليبيا إبان ثورة السابع عشر من فبراير، وقد وقفت المنطقة الشرقية إلى جانب مصراتة وأرسلت لها الأسلحة حتى لا تسقط بيد كتائب القذافي، وإذا وقعت بعض الأعمال الانتقامية فالجيش بالتأكيد لا يؤيدها وسيعمل على محاربتها.

مادور مجلس النواب في دعم عملياتكم في بنغازي؟

مجلس النواب تبنى عملية “الكرامة”، وهو يتابع عن كثب سير العمليات العسكرية على الأرض، ونتلقى الدعم منه على الدوام سواء بزيارات النواب أو التواصل مع رئاسة المجلس بشكل مباشر.

انتشار السلاح كان له دور كبير في الانفلات الأمني الذي عاشته بنغازي خاصة وليبيا بشكل عام، هل وضعتم تصوراً لجمع السلاح في حال سيطرتم على الوضع؟

نعم، سيتم وضع برنامج دقيق لضبط انتشار السلاح، وستتم مراقبة السلاح داخل بنغازي، ولن يسمح لأحد بالتجول حاملاً سلاحه، وسيصدر الجيش تراخيص للسلاح بحيث يكون مرخصاً برقم عسكري.

إضافة إلى ذلك فإننا وضعنا أجهزة إلكترونية لكشف الذخائر عن بعد، وأنا من هنا أدعو المواطنين في المدينة أن يتركوا السلاح ويخرجوا لممارسة حياتهم المدنية بكل حرية.

بعد سيطرتكم على مطار بنينة، هل سيعود المطار للعمل قريبا؟

المطار مؤمن بشكل كامل، ونعمل على إعداده وإعادة الحياة لمرافقه، ونفيدكم علما أننا نستعمل الآن قاعدة بنينة الجوية للاستخدامات العسكرية، ولكن هناك ترتيبات أخرى تخص المطار المدني، حيث أن هناك أجهزة مختصة تعمل على متابعة عملية تجهيز المطار وإعادة تشغيله من جديد.

ما مدى صحة الشائعات التي تقول إن هناك أجانب يقاتلون في قوات مجلس شورى ثوار بنغازي؟

نعم، وجدنا سودانيين ومصريين وسوريين، وهولاء أغلبهم مهاجرون غير شرعيين، وقد تم تدريبهم في معسكرات في درنة وغيرها، وحينما تواصلنا مع دولهم أكدوا على أن هؤلاء مسؤولون عن أنفسهم ولا علاقة لدولهم بذلك، وسيتم التعامل معهم حسب القانون.

ما تعليقك على الاعتداء الذي طال بعض الوسائل الإعلامية في بنغازي من قبل قوة تابعة لعملية الكرامة؟

نحن ندين أي اعتداء على أي مؤسسة، فالجيش يحارب من أجل أن يؤمن المدينة بالكامل، والمؤسسات الإعلامية جزء من المدينة، وتستطيع هذه المؤسسات الاستمرار في عملها بشكل معتاد، باستثناء الإعلاميين الذين حرضوا على الفتنة ومحاربة الجيش، هؤلاء سيتم تقديمهم للقضاء، عدا ذلك فإننا نستنكر أي محاولة للإعتداء على أي مؤسسة إعلامية.

تعلمون أن المنطقة الجنوبية تشهد الكثير من الاضطرابات الأمنية، هل في خطتكم أية عمليات مستقبلية تتعلق بالجنوب؟

نحن نفكر بالأهم قبل المهم والأخطر قبل الخطير، لذا رأينا أن نتعامل مع الجماعات المتشددة في بنغازي ومدن الشرق، ثم سنتعامل مع الدروع في المنطقة الغربية، وسيتم استدعاء أفراد الجيش في سبها لمحاربة دروع الإرهاب التي تسيطر على المنطقة الغربية، نريد للسلام أن يعم كل ربوع البلاد وتعود ليبيا إلى مصاف الدول المستقرة والهادئة وغير المصدرة للإرهاب.

وماذا عن المنطقة الغربية؟

نحن على تواصل مع قيادات الجيش في المنطقة الغربية، ونضع الخطط العسكرية لمحاصرة الدروع والتعامل معها، نعلم بأن مطار امعيتيقة يستقبل السلاح الذي تجلبه دول متعاونة مع هذه الدروع، ولن نفشي سراً إذا قلنا إن قطر وتركيا تدعم هذه الجماعات وتقف وراءها بشتى أنواع الدعم.

سمعنا أن هناك جماعات إسلامية تنتمي للتيار السلفي تشارك معكم في عملياتكم، هل هذا صحيح؟

نعم، السلفيون يتقدمون وحدات الجيش ويشاركون بقوة في دحر هذه الجماعات، ونشير إلى أن السلفيين كانوا مستميتين في القتال وكان لهم دور مميز في تحقيق النصر ببنغازي.