شيماء علي، فتاة اسكندرانية تستخدم طريقة غير معتادة لفتاة في التنقل، فهي تقود الاسكوتر (دراجة نارية صغيرة) منذ عامين فى شوارع الاسكندرية. وترجع شيماء سبب استخدامها السكوتر إلى الزحام الشديد في الشوارع. إذ كانت عالقة ذات يوم في الطريق عندما رأت أحدهم يركب الاسكوتر واستطاع ان يمر وسط الزحام بسهولة ويسر، وقتها قررت شراء سكوتر.

شيماء علي، فتاة اسكندرانية تستخدم طريقة غير معتادة لفتاة في التنقل، فهي تقود الاسكوتر (دراجة نارية صغيرة) منذ عامين فى شوارع الاسكندرية. وترجع شيماء سبب استخدامها السكوتر إلى الزحام الشديد في الشوارع. إذ كانت عالقة ذات يوم في الطريق عندما رأت أحدهم يركب الاسكوتر واستطاع ان يمر وسط الزحام بسهولة ويسر، وقتها قررت شراء سكوتر.

وعندما قررت شيماء قيادة الاسكوتر اشتركت فى جماعة  تدعى نادي راكبي الاسكوتر السكندريين alexandria scooter rider club. وهي جماعة تقوم برحلات جماعية باستخدام الاسكوتر، لكن وقتها لم يكن هناك سوى ثلاث بنات فقط هى واحدة منهن.

ولقلة البنات المشاركات قررت شيماء انشاء أول  مدرسة لتعليم الاناث قيادة الاسكوتر واطلقت عليها اسم “lets scoot” مؤكدة أن الاقبال عليها جيد خاصة من طالبات ثانوى وطالبات الجامعة وحتى الآن استطاعت تعليم ثمانية فتيات قيادة الاسكوتر.

تحدي

الاقبال المحدود من الفتيات يعود بالطبع إلى الصورة النمطية في المجتمع التي ترى في الدراجات النارية وسيلة مواصلات تصلح للذكور فقط. وهو ما واجهته ريهام قطب من الاسكندرية حين بدأت فى قيادة الاسكوتر منذ تسعة أشهر.

تقول ريهام إنها عندما طرحت الفكرة على أسرتها قوبلت بالرفض الشديد، ولكنها أصرت على موقفها حتى تمكنت من شراء الاسكوتر.

وأوضحت أنها تضع خوذة على رأسها كى تتلاشى المضايقات فى الشارع، وتقول “لكن أحيانا بيعرفوا انى بنت  فيضحكون باستهزاء ويشاوروا عليا”. لكن ريهام تطالب بالرغم من ذلك كل فتاة بألا تستلم لضغوط المجتمع وتقبل بكل ما يفرضه عليها.

طرق مبتكرة

ركوب الاسكوتر ليس إذن وسيلة مواصلات فحسب، بل أيضا طريقة مبتكرة لدعوة البنات لاستخدام حقوقهن بعيدا عن المؤتمرات الرسمية، إذ استبدلت البنات المطالبة بالحرية وحقوق العمل من خلف شاشات برامج التوك شو بخطوات عملية مثل انتزاع حق ركوب الاسكوتر.

فتحى فريد، منسق حملة شفت تحرش، يرى أن الحملات الصادمة للشارع المصري أمر ايجابى وصحى ولابد أن يستمر، مؤكدا أن النساء فى مصر أصبحن لديهن الوعى والادارك الكافى بحقوقهن وينضالهن من أجل تلك الحقوق.

مؤكداً أن المجتمع دائما ما يرفض اى حملات مخالفة لتقاليده واعرافه ولكن فى النهاية فالمجتمع يفرز أفضل ما فيه. مضيفاً أن المعركة الحقيقية تكمن في أن تتحلى الفتيات بالقدرة والمصابرة والاستمرار فى النضال من أجل حقوقهن ولا يستسلمن لأي ضغوط مجتمعية.

تباين ردود الأفعال

تقبل الشارع المصري تباين لهذه الفكرة بين مرحب ومستنكر. فتقول شيماء إن من تقابلهم يرحبون بالفكرة بشكل عام، وتضيف “الستات بتكون سعيدة جدا لما تشوفني، والرجالة الكبيرة توقفني تسألني عن مكان شرائه ليشتروا لأحفادهم مثله”. مضيفة أن سائقي الميكروباصات والتاكسيات دائما ما يفسحوا لها الطريق.

لكن هناك أيضا أصوات من الشارع معارضة لقيادة المرأة للاسكوتر. أحمد السيد يرفض قيادة المرأة للأسكوتر قائلاً “النساء لا تتقن قيادة السيارات، وعليها أولا أن تتعلم قيادة السيارات من دون حوداث بدلا من التفكير فى الأسكوتر”. متابعاً “البلد مش ناقصه حوادث والمشرحه مش ناقصه جثث”.

وترفض سندس محمد قيادة المرأة للاسكوتر قائلة إن المجتمع المصري غير مؤهل لتقبل هذا النوع من الثقافة، ولابد من إعداده وتأهليه لذلك أولا. مضيفة “حتى الشوارع المصرية غير مؤهلة ولا يوجد حارات مخصصة لقيادة الاسكوتر أو العجل مثل دول الغرب”.

وتتابع قائلة إن قيادة الاسكوتر للنساء مشروطة بوجود أمن فى الشوارع لحمايتهم، “لاننا يوميا نرى ما يحدث للفتيات وهن سائرات على أقدامهن، فماذا سيحدث إذا ركبن اسكوتر؟”

حاجة للدعم

الأمين العام للمجلس القومى لحقوق المرأة السفيرة منى عمر لا ترى في ركوب الفتيات الاسكوتر عيبا، وتقول إن “العيبُ هو التكدس في الباص على نحو غير آدمى،فتذهب أجسادنا وتختفى إنسانيتنا، ثم ننظر إلى ركوب الدراجة والاسكوتر بوصفه عيبًا”.

وتضيف السفيرة منى أن الناس ستسخر من فكرة الدراجات أول الأمر، لكنْ  لو تبناها البعض بإصرار ودون خجل ستصبح ظاهرةً، وبعد فترة تصبح ثقافةً.

وأوضحت أنها تنتظر من الرئيس عبدالفتاح السيسي أن ينشىء حارات لقيادة الدراجات والاسكوتر كما فى سائر دول الغرب والشرق الأقصى، مؤكدة انها خطوة هامه لترسيخ الفكرة لدى الشارع وتقبلها.

رغبة فى الطيران

معركة الفتيات مع المجتمع للحصول على حقوقهن من المرجح أن تستمر طويلا، لكنها لن تعود بهن إلى المربع الأول، فقد وضعن أقدامهن على أول الطريق، وكما تقول سالى الجندى التي بدأت قيادة الاسكوتر في الاسكندرية منذ ستة اشهر في نادي راكبي الاسكوتر السكندريين بعد مفاوضات طويلة مع أهلها، تقول إن رغبتها فى الطيران كانت أقوى من أي رفض.

وتضيف سالي أخيرا “نفسى اشوف كل البنات بتسخدم حقوقهن وطايره فوق عجلتين بس”.