أثار القرار الحكومي بتغيير اسم ميدان التجارة في قلب مدينة الأقصر (نحو 670 كيلو مترا جنوب القاهرة ) جدلا بين المواطنين والنشطاء السياسيين، فبين مؤيد له يرى فيه تكريما لملك السعودية بسبب دعمه للجيش عقب الاطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي مطلع يوليو/ تموز الماضي وآخرون يرون في القرار مهانة واستعطاف لمنح مصر مزيدا من الأموال.
يقع الميدان في وسط مدينة الأقصر ويبعد عن مبنى المحافظة “الإدارة المحلية” بنحو 300 مترا وله أهمية خاصة لدي سكان المدينة نظرا لأنه أحد أكبر ميادين المحافظة.
اسم جديد للمشقة نفسها
أثار القرار الحكومي بتغيير اسم ميدان التجارة في قلب مدينة الأقصر (نحو 670 كيلو مترا جنوب القاهرة ) جدلا بين المواطنين والنشطاء السياسيين، فبين مؤيد له يرى فيه تكريما لملك السعودية بسبب دعمه للجيش عقب الاطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي مطلع يوليو/ تموز الماضي وآخرون يرون في القرار مهانة واستعطاف لمنح مصر مزيدا من الأموال.
يقع الميدان في وسط مدينة الأقصر ويبعد عن مبنى المحافظة “الإدارة المحلية” بنحو 300 مترا وله أهمية خاصة لدي سكان المدينة نظرا لأنه أحد أكبر ميادين المحافظة.
اسم جديد للمشقة نفسها
اعتاد محمود علي أن يقف كل صباح بعربته الخشبية التي يبيع عليها “الترمس” لرواد ميدان الملك عبدالله “التجارة سابقا”بمدينة الأقصر.
يقف محمود تحت لافتة ضخمة تحمل صورة للملك السعودي واسمه. يقول محمود إن عمالا تابعين للإدارة المحلية قاموا بوضعها في الميدان قبل أيام تنفيذا لقرار محافظ المدينة.
حياة محمود لم تختلف في مشقتها بعد تغيير اسم الميدان عن قبله، فهو يأتي للميدان كل صباح ليبيع “الترمس” وبعض المسليات الأخرى لمرتادي الميدان حتى يستطيع سد رمق أسرته المكونة من 5 أفراد.
“أسماء الشهداء أولى”
محافظ الأقصر طارق سعد الدين قال إن اطلاق اسم الملك عبدالله على ميدان التجارة كان مطلبا شعبيا استجابت السلطات له ردا لجميل المملكة العربية السعودية الشقيقة التي وقفت بجانب مصر في محنتها.
لكن تغيير اسم الميدان لم يحظَ بتأييد بعض الحركات السياسية في المحافظة مثل حركة شباب 6 أبريل التي اعترضت على اطلاق اسم الملك السعودي علي ساحة بالأقصر.
وقال محمد الشقيري المنسق العام للحركة “نرفض إطلاق اسم الملك عبدالله على ميدان التجارة وكنا نرى أنه من الأولى أن يتم إطلاق اسم شهداء الثورة علي ميادين وشوارع مصر”.
وتابع “طالبنا محافظ الأقصر السابق عزت سعد بإطلاق اسم الشهيد أبو الحسن إبراهيم الناشط بحركة شباب 6 أبريل على أحد مدارس أو شوارع مدينة إسنا (نحو 60 كيلو مترا جنوب الأقصر) إلا أنه رفض”.
وهاجم الشقيري الملك السعودي قائلا إنه “من كارهي ثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني حيث أنه عاقب المصريين المقيمين في السعودية إما بالترحيل من بلاده وإما بتسريحهم من أعمالهم إبان عزل صديقة مبارك”.
“الدعم السعودي لم يكن من أجل عيون الحكام الجدد”
سُمي الميدان في السابق بميدان التجارة بسبب وجود المدرسة الثانوية التجارية بالقرب من ساحته، حيث أطلق الأهالي والسائقون عليه هذا الاسم لهذا السبب وفقا لعبدالمنعم عبدالعظيم مدير مركز دراسات الصعيد الأعلى.
ويوجد بالميدان عدد من المصالح الحكومية الهامة مثل مصلحة الآثار ومستشفي الأقصر القديم، فضلا عن كونه ملتقى السيارات، وتتقاطع لديه الطرق المؤدية لطريق الكباش الفرعوني ومعبد الأقصر ومبنى الإدارة المحلية وكورنيش النيل ومزلقان السكة الحديد ومطار الأقصر.
ويضيف عبدالعظيم “شرعت الحكومة، ممثلة في سلطات محافظة الأقصر، في اطلاق اسم الملك السعودي على الميدان في إطار دعم العلاقات مع السعودية نظرا لأن أمراء العرب يولعون بمثل تلك الأمور، وفي الجانب الأخر الحكومة تعلم جيدا أن الدعم السعودي لمصر عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي لم يكن من أجل عيون الحكام الجدد بل نكاية في جماعة الإخوان المسلمين الذي امتد تنظيمها الي السعودية وأصبح له خلايا بالمملكة تهدد استمرار وجود العائلة الحاكمة”.
تغيير الإسم يثير جدلا
يقول محمود بائع الترمس إنه منذ أن قامت سلطات المحافظة بوضع هذه اللافتة ورواد المنطقة لا حديث لهم سوى عن السعودية وملكها، وفي إحدى المرات ارتفع صوت اثنان كادا ان يتشاجرا بسبب خلافهما على تغيير اسم الميدان وموقف السعودية إزاء مصر، حسب قوله.
“نحن شعب عاطفي ورومانسي تحركنا انفعالاتنا اللحظية. نتصرف بناءا عليها. وهذا ما حدث عندما صدر قرارا بتغيير اسم ميدان التجارة”، هكذا تحدث ابو بكر فاضل الناشط السياسي وأمين حزب التحالف الشعبي الاشتراكي بالأقصر.
ويتابع فاضل: “البعض يرى أن في تسمية الميدان باسم الملك عبدالله ردا لجميل السعودية، ولكني لا أرى أن هناك جميل من الأساس. فدعم السعودية لمصر عقب خروج الملايين من الشعب المصري في 30 يونيو كان براجماتيا وفقا لمصالحها، والتي كانت تري أن جماعة الاخوان المسلمين تهددها وانه لو تعارض ما حدث في مصر خلال الفترة الماضية مع تلك المصالح لأصبح موقف السعودية مغاير تماما، بدليل ما حدث إبان ثورة 25 يناير كانون الثاني حيث كان واضحا أن دول الخليج وعلي رأسها السعودية غير سعداء بما جرى لحلفائهم بدول الربيع العربي”.
“سيظل الناس يطلقون عليه ميدان التجارة”
لم يرق وصف البعض لإجراء تغيير اسم الميدان بـ “الاستعطافي” لبكري عبدالجليل نقيب العاملين بالبازارات السياحية وصاحب مبادرة تكريم الملك السعودي قائلا “إن مصر أكبر من أن تستعطف أي دولة أخرى، ولكن نحن دعونا لذلك من منطلق تكريم الملك عبدالله الذي وقف بجانب الشعب المصري في محنته”.
سيظل الناس يطلقون علي الساحة اسم ميدان التجارة لأنهم اعتادوا ذلك ولن تجبرهم اللافتة التي وضعت هنا علي غير ذلك، يقول محمود بائع الترمس. وحول عربته الخشبية تراصت العديد من السيارات الفارهة والمتهالكة جنبا، بينما عشرات المارة يرمقون اللافتة الجديدة ثم يمضوا إلى حال سبيلهم.
