كان الديوان مكتظا بأبناء عائلة ” العماري” عندما أعلن محمد خليل أبو المجد العماري الشهير بـ”حمادة العماري” عضو مجلس الشعب الأسبق عن الحزب الوطني المنحل  بمحافظة الأقصر 670 كيلو مترا جنوبي القاهرة خوضه لأول انتخابات برلمانية بعد” ثورة 30 يونيو “.

وكان مجرد السماح لـ”حمادة العماري” بالحضور لديوان العائلة بمثابة مباركة رؤوس العائلة التي ينتشر أفرادها في مناطق الكرنك ومنشأة العماري ونجع بدران بمدينة الأقصر لهذا الترشح.

لا انتخابات بدون تحالفات قبلية

كان الديوان مكتظا بأبناء عائلة ” العماري” عندما أعلن محمد خليل أبو المجد العماري الشهير بـ”حمادة العماري” عضو مجلس الشعب الأسبق عن الحزب الوطني المنحل  بمحافظة الأقصر 670 كيلو مترا جنوبي القاهرة خوضه لأول انتخابات برلمانية بعد” ثورة 30 يونيو “.

وكان مجرد السماح لـ”حمادة العماري” بالحضور لديوان العائلة بمثابة مباركة رؤوس العائلة التي ينتشر أفرادها في مناطق الكرنك ومنشأة العماري ونجع بدران بمدينة الأقصر لهذا الترشح.

لا انتخابات بدون تحالفات قبلية

“انضممت للحزب الوطني بعد نجاحي بشكل مستقل في دورة 2005 تحت ضغط أهالي الدائرة لتحقيق مصالحهم باعتبار أن المصالح الخدمية للدائرة لم تكن لتقضي الا بعد الانضمام للحزب الوطني باعتباره الحزب الحاكم”. يقول “العماري”.

يضيف: “قررت الترشح هذه المرة تحت لواء تحالف الجبهة المصرية استجابة أيضا لضغوط أهالي الدائرة ورغبة أبناء عائلة ( العماري) وليس سعيا لتحقيق أي مصالح شخصية، والحكم للشارع والصندوق”.

لم يكن ” العماري ” وحده من رموز الحزب الوطني المنحل الذي سعي للحصول علي مباركة عائلته باعتبارها أهم طرق الوصول لمقعد البرلمان في صعيد مصر، ولكن هكذا فعل غالبية نواب الحزب الوطني القدامي ففي ذات المحافظة أعلن كلا من بهجت الصن واللواء محمود أبوزيد ومحمد عبدالعليم الضبعاوي وعلي الباسل وخالد مجاهد ووائل زكريا الأمير خوضهم لانتخابات مجلس النواب القادمة من دواوين عائلاتهم المنتشرة في ربوع المحافظة حيث يصل تأثير هذه العائلات إلى أعلى درجات القوة بحيث لا يفكر أحد فى الإنتخابات بدون التفكير فى التحالفات القبلية و سياساتها.

القبيلة مدخل السياسة

وفي الشمال قليلا حيث محافظة قنا يزداد المشهد التهابا لوجود تكتلات قبلية كبيرة تتمثل في ثلاث تكتلات هي “الأشراف” و”الهوارة” و”العرب”، حيث أعلنت هذه التكتلات عن وقوفها ودعمها لمرشحي القبائل الثلاث المحسوبين علي الحزب الوطني المنحل مثل هشام الشعيني وخالد خلف الله وفتحي قنديل ومبارك أبوالحجاج وطارق رسلان وعبدالفتاح دنقل.

ولا يختلف الوضع كثيرا في محافظات المنيا وأسيوط وبني سويف وسوهاج وأسوان حيث يتمسك سكان محافظات صعيد مصر بالانتماء القبلي لعدة أسباب أهمها أن الإنتماء لقبيلة و قطاع معين يمنح الشخص هوية ويؤمن نوعا من الحماية إلى جانب دور القبيلة فى مجال السياسة و الإنتخابات.

يأتي ذلك علي الرغم من التوقعات التى كانت تشير إلى أن أبرز رموز الحزب الوطني المنحل في محافظات الصعيد لا تنوى المشاركة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة وأن مرشحى الحزب المنحل سيكونون من فئة صغار الفلول وعدد قليل من رجال الأعمال مع غياب الجزء الأكبر من النواب البرلمانيين السابقين بالحزب الوطنى المنحل.

كريم نصر الدين أمين عام حزب الأحرار بالأقصر يؤكد أن تحالف الحزب الوطني المنحل مع رموز قبائل وعائلات الصعيد منح هذه القبائل ثقل سياسي يستطيعون من خلاله السيطرة علي المشهد الانتخابي وتوجيه الناخبين المنتمين للقبيلة للتصويت لمرشح ابن القبيلة.

ويشير نصر الدين إلي أن كون ” الوطني” هو الحزب الوحيد الذى كان يمتلك حضورا حقيقيا فى الصعيد والمحافظات الحدودية قبل ثورة 25 يناير واعتماده منذ تأسيسه لجذب أصوات الناخبين علي الإنتماء القبلى للمرشح كرس سيطرت القبلية علي المشهد الانتخابي وهذا ما يفسر برأيه سعي أحزاب مثل المصريين الأحرار والمؤتمر والشعب الجمهوري ومصر بلدي وحتي الوفد لضم رموز الحزب الوطني الذين هم بالأساس رموز وكبار هذه القبائل والعائلات لتمتعهم بشعبية واسعة وسط قبائلهم.

فيما يرى أحمد محمد أحد رؤوس قبيلة ” العبابدة” في الصعيد أن سبب سيطرة القبلية علي الانتخابات في هذه المحافظات يعود إلي أن قبائل وعائلات الصعيد وجدت نفسها مسئولة عن اختيار ممثلين لها بالشكل القانوني وبالتنسيق مع باقي العائلات لتوصيل مطالبهم ومشاكل دوائرهم لصناع القرار والحصول علي نصيب عادل من عائدات التنمية المرتقبة الأمر الذي يدفع أبناء العائلة للوقوف صفا واحدا وراء مرشح ” القبيلة” أو “العائلة”.

منافسة بين القبائل لا بين الأحزاب

هكذا يبدو أن المشهد القبلي الذي يسيطر علي أجواء الانتخابات البرلمانية في صعيد مصر قد يعيد وجوه حزب الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك تحت عباءة أحزاب وتيارات سياسية جديدة. فقد وجد هؤلاء من العصبية القبلية بوابتهم للعودة الي المشهد السياسي في ظل تواري شباب الثورة وضعف الاحزاب السياسية الناشئة بعد الثورة التي استعان بعضها بهذه الوجوه لضمان الحصول علي مقاعد في البرلمان القادم .

ويتضح من ذلك ان الإنتخابات فى هذه المناطق لا تعد منافسة بين الأحزاب السياسية و أفكارها بل هى منافسة بين قبائل الهوارة والأشراف والعبابدة و الجعافرة أكبر قبائل جنوب مصر التي يعود أصولها إلى الأشخاص الذين أتوا من شبة الجزيرة العربية مع عمرو بن العاص خلال الفتح الإسلامى لوادى النيل فى عام ٦٤١ م أو حتى خلال القرون التى تلتها.

وفي النهاية يقول الناشط أبوبكر فاضل عضو مؤسس بحزب العيش والحرية (يسار) إن سلطة القبيلة لم تتغير بعد الثورة، ويضيف: “حذرت في مقال نشر لي بجريدة الأهرام العربي عام 2011 من عودة وجوه الحزب الوطني المنحل من محافظات الصعيد استنادا علي النعرات القبلية السائدة في تلك المحافظات”.

حمادة العماري عليه أن ينتظر حتى شهر مارس القادم عندما تبدأ الانتخابات البرلمانية لكي يرى إذا ما كان حلمه في مقعد في البرلمان سيتحقق.