للعام الثاني علي التوالي يأتي معرض القاهرة الدولي للكتاب متزامنا مع ذكرى الثورة، وفي ظل وضع اقتصادي مأزوم وتراجع الاهتما

للعام الثاني علي التوالي يأتي معرض القاهرة الدولي للكتاب متزامنا مع ذكرى الثورة، وفي ظل وضع اقتصادي مأزوم وتراجع الاهتمام بالثقافة في أتون الاحتفال/ الصدام الثوري تقلصت أهمية الفاعلية الأهم للثقافة المصرية.

[ibimage==4128==Small_Image==none==self==null]

“حوار لا صدام”

بعنوانحوار لا صدامافتتحت الدورة الرابعة والأربعين للمعرض، في ظل نصائح بتأجيله لموعد آخر لتفويت التزامن مع ذكرى الثورة، خاصة أن تجربة العام الماضي كانت سيئة، وهو ما انعكس هذا العام عن تراجع رقمي في حجم الدول والدور المشاركة به، ٢٥ دولة منهم ١٧ دولة عربية، و٦٣٥ ناشر منهم ٢١٠ ناشر عربي، و٢٧ ناشر أجنبي، مقارنة بدورة ٢٠١٠ التي شارك فيها نحو ٤٠ دولة ونحو ٧٢ ناشر أجنبي، فيما اختيرت ليبيا كضيف شرف هذا العام.

التظاهرات في الشوارع لا المعرض

[ibimage==4134==Small_Image==none==self==null]

خالد حجازي

الشاعر خالد حجازي يصف مبررات وزارة الثقافة بأن الأجندة الدولية للمعارض لا تسمح بتأجيله بأنها حجة واهية، فالتصميم على الموعد هو محاولة لإثبات الاستقرار الكاذب في أحوال البلد، خاصة وأنه ككرنفال ثقافي سنوي للمعارضة ونقد السلطة قد فقد قيمته، فالمثقفون في الميدان، لذا تجد المعرض خاليا إلا من عائلات جاءت للتنزه.

ما يقوله خالد ينطبق حرفيا مع ما شاهدناه، فرغم تواصل الصدامات في وسط العاصمة، ورغم الطقس الماطر والعواصف، لم يعدم المعرض جمهورا أسريا وطلابا للمدارس والجامعات، خاصة مع تزامنه مع إجازة منتصف العام، فيما اختفت وسائل النقل الجماعي من المحافظات خشية تقطع الطرق نتيجة الصدامات.

كساد ورقابة وخسائر

الناشر اللبناني حسن ياغي على العكس من الجميع كان سعيدا بالإقبال الجماهيري، ووفقا له هو يؤكد أن مصر لم تقع في الإضطراب الكامل، على الرغم مما رصده من انخفاض القوى الشرائية للمصريين والتي وصلت إلى مستوياتها الأدنى منذ سنوات، على العكس من الرقابة التي لم تضعف، فقد طلبت إدارة المعرض منه ذاك اليوم مراجعة عناويين روايات ميلان كونديرا وعبد الرحمن منيف.

يرتقي ضعف القدرة الشرائية لمستوى الأزمة في حالة آسيا موساي مسئولة دار الاختلاف الجزائرية، فكتب دارهاكما تصفهاأكاديمية متخصصة، وبالتالي مرتفعة الثمن على الباحث المصري، والذي هو بطبعه شريحة غير جماهيرية، وعلى الرغم من أن تسعير كتبها بالدولار كان على سعرها القديم قبل أن يقفز الدولار في مصر قفزته الاخيرة، وتعتبر آسيا هذا المعرض خاسرا بالنسبة لها فهي لم تغطي هامش حتى مصاريف الشحن وايجار مساحتها.

خوف استثمارات الكتاب

تأزم الأوضاع السياسية نفسها عبر عامين من الثورة قلص آمال حسن ياغي في مغامرته التي كان بصدد اتخاذها بالانتقال إلى مصر، هكذا يستعيد دفة الحوار فيما يخص علاقة ما يحدث خارج أسوار المعرض بقرارات صناعة الكتب، فدار التنوير التي يملكها وعلى عكس اتجاهات السوق كادت أن تنتقل بالكامل من مقرها البيروتي إلى القاهرة، ولكن معالجة الاسلاميين للوضع السياسي أجبرته علي تنفيذ حلمه بطريقة مصغرة عبر فتح ثلاثة فروع في مصر وتونس ولبنان، علي الرغم من مناخ الطموحات العظيمة الذي باشرتها الثورة المصرية في شهورها الأولى، فيما يذكره الوضع الآن بممارسات جماعة الاخوان بالوصول إلى حواف حرب أهلية على النمط اللبناني، وهو ما لا ينطبق حرفيا على مكونات المجتمع المصري.

الحمد للهكلمة يرددها بيأس نادر حسن مسئول دار صفصافة المصرية في رده على اسئلتنا، لكن وضع داره الحديثة النشأة (ثلاث سنوات) والتي تشارك دورا أخرى في مساحة واحدة مع ارتفاع أسعار إيجار المساحات يبدو سيئا، فيوم افتتاح المعرض كان مرضيا في زحامه الشرائي، لكن ما حدث في بورسعيد أصاب المعرض بالخواء، مراهنا على تهدئة قد تعيد الروح للمعرض في أسبوعه الاخير، فكتبه تحت هواء العواصف وسوء حالة الأسقف قد تضررت بشدة.

صلاة الرئيس وصداع المثقفين

عدم لقاء الرئيس محمد مرسي بالمثقفين على عادة الرئيس المصري السابق، لم تخلف اندهاشا عند شباب المثقفين، فهو لن يؤمهم في الصلاة كما يسخر الروائي الشاب والصحفي حسن عبد الموجود، واقتصار مقابلته على اتحاد ناشرين تضاعف فيه عدد الدور الاسلامية بعد الثورة يبدو منطقيا وتجاوزا لصداع وصدام متوقع مع طائفة المثقفين، فالمعرض هذا العام تقريبا يبدو حكرا في عدد الدور الاسلامية التي ازدهرت وازدهر جمهورها بالمعرض بمعدلات فاقت سيطرتها الطبيعية في سنوات سابقة.

[ibimage==4140==Small_Image==none==self==null]

حسن عبد الموجود

حسن عبد الموجود كان حاضرا بالمعرض كمناقش في ندوة بيت النار للروائي محمود الورداني، ويعلق على انشطة وزارة الثقافة بأنها مستنسخة برداءة من السنوات الماضية، فما زال الاعتماد على دور المنصة وجلسة الدفء في مخيمات جمهورها عابر، يبحث عن راحة أكثر من بحثه عن ندوة، فالجمهور الذي يدخل مساحة شاسعة كالمعرض دون دليل أو خريطة يبدو هائما على وجهه، ويتعامل مع مخيمات أنشطة وزارة الثقافة كمقهى للاستراحة، ومع مناخ عاصف وأمطار وعدم استعداد التجهيزات لهكذا طقس، يتكرر سقوط الواجهات وانقطاع الكهرباء، وكأن المعرض يعاني اعراض الاستقرار المزعوم والكاذب الذي يحاول به النظام وصف عشوائية معالجاته لمجمل الحياة في مصر، كما يرى عبد الموجود.