لم تكن مذبحة قرية أبو مسلم لتحدث لولا هزيمة قوى المعارضة السورية في معركة القصير سوريا، هكذا يضع المفكر الشيعي المصري أحمد راسم النفيس حادثة القتل الأولى لشيعة مصريين في مفترق لحظة اقليمية متضاربة الاهواء.

كان لقتل أربعة مواطنين مصريين بطريقة بشعة بقرية بمحافظة الجيزة، القريبة من العاصمة المصرية تحت سمع الشرطة المصرية، وبعد أسبوع من خطاب الرئيس مرسي الداعي للجهاد في سوريا، وتصاعد تصريحات السلفيين من على منصة الرئيس المنتخب الداعية لتطهير مصر من الشيعة، أن يجعل من حادثة العنف الشهيرة تلك منطلقا لتحليل المفكد الشيعي المصري أحمد راسم النفيس في حواره مع “مراسلون”.

لم تكن مذبحة قرية أبو مسلم لتحدث لولا هزيمة قوى المعارضة السورية في معركة القصير سوريا، هكذا يضع المفكر الشيعي المصري أحمد راسم النفيس حادثة القتل الأولى لشيعة مصريين في مفترق لحظة اقليمية متضاربة الاهواء.

كان لقتل أربعة مواطنين مصريين بطريقة بشعة بقرية بمحافظة الجيزة، القريبة من العاصمة المصرية تحت سمع الشرطة المصرية، وبعد أسبوع من خطاب الرئيس مرسي الداعي للجهاد في سوريا، وتصاعد تصريحات السلفيين من على منصة الرئيس المنتخب الداعية لتطهير مصر من الشيعة، أن يجعل من حادثة العنف الشهيرة تلك منطلقا لتحليل المفكد الشيعي المصري أحمد راسم النفيس في حواره مع “مراسلون”.

“مراسلون”: كيف تحلل حادثة هي الاولي من نوعها كمقتل الداعية حسن شحاتة وثلاثة من رواد منزله، كأول فعل عنيف ضد شيعة مصر؟

النفيس: لايمكن فصل تلك الحادثة عن حالة الصدام السني الشيعي الممتدة والمتواصلة من العراق إلي سوريا إلي لبنان، فبعد هزيمة قوي المعارضة السنية الارهابية في القصير، جري اقتحام قرية شيعية اسمها “حطلة” وقتل احد علماء الشيعة بها هو وابناءه تحت هتاف “يوم بيوم القصير”، وفي اللحظة التي كان السلفيون يقتحمون منزل الشيخ شحاتة، كان أحمد الاسير قائد سلفيي لبنان يقود هجوما عنيفا علي الجيش اللبناني في صيدا.

بعض المحللين ربطوا بين الحادث ومقايضة الاخوان للدعم السلفي قبل احتجاجات 30 حزيران/يونيو؟

العامل الخارجي مرتبط غالبا بالعامل الداخلي، فالاخوان يحتاجون السلفيون في الحشد لمواجهة 30 يونيو، علي الرغم من مساحات الاختلاف بينهم، الامر سياسي، وإن يقال إن هناك صراعا بين الشيعة والسنة فهذه مسألة مختلف عليه. هذه صراعات سياسية، وهناك جماعات يمكن وصفها بالسنية المتطرفة هي التي تخوض هذه الصراعات، بدليل البيانات المتعددة التي صدرت لتشجب ما حدث في ابو مسلم، وهو ما يظهر التباين الجوهري بين مجموعات ما يسمى بأهل السنة، وبالتالي الصراع يجري تسخينه من وقت لاخر لتحقيق اهداف لحظية.

هل ترى ان هذا المخطط مبيت من قبل ام دفعت اليه ظروف المنطقة الان؟

في اعقاب حرب الـ 2006 على لبنان اعلنت اسرائيل اقامة تحالف سني اسرائيلي، وهذا الكلام كان اقتراحا امريكيا بالاساس، واقصد بالسنة هنا السعودية ومن ترعاهم من الوهابيين المنتشرين في دول المنطقة وهذا التحالف تقف وراءه اسرائيل.

لكن  كيف كانت اوضاع المصريين الشيعة في الفترة التي سبقت الثورة؟

خلال فترة نظام حسني مبارك كان هناك اعتقالات متتابعة واستدعاءات ومضايقات في السفر، كل هذا كان قائم، فخلال سفري للخارج كان يتم تفتيشي قبل السفر ولابد من قضاء عدد من الساعات في المطار عند العودة، ويأخذ مني كل الاوراق التي احملها معي.

هل بسبب ان الشيعة في مصر يعلنون بشكل علني عن هويتهم كشيعة؟

المسألة غير معلنة بشكل رسمي، الأمر شخصي وموكل إلي اختيار كل شيعي، فهناك اشخاص ارتضوا عدم الاعلان عن تشيعهم، ولكن هناك الكثيرين اعلنوا عن ذلك بحكم مواقعهم، فأنا معروف بتشيعي عبر كتاباتي ومؤلفاتي، وبالتالي فمسألة عدم الاظهار كانت مستحيلة.

لكن لم يكن هناك في تلك الفترة اتجاه لشكل تنظيمي معين؟

بداية فكرة التنظيم عند الشيعة ليست ذات أولوية، ومن ناحية أخرى طبيعة تكويني وعملي ضد فكرة الاجتماعات والتنظيمات، فاغلب وقتي بمنزلي من القراءة والبحث والكتابة، وتم اعتقالي اكثر من مرة بتهمة انشاء تنظيم شيعي لمجرد اني كنت اجتمع ببعض الاشخاص، وكانت اخر قضية زج بي فيها كانت في 1996، لذا لم تصبح مسألة التنظيم من الاولويات. وعندما قامت الثورة فكرنا في تأسيس حزب التحرير.

هل مثلت لكم الحالة الثورية أملا في التعبير السياسي عن افكاركم؟

بالفعل، لكن خلال فترة حكم المجلس العسكري كان هناك شراكة بين العسكر والاخوان، وخلال هذه الفترة تعرضت لمحاولة اغتيال في التاسع من أيلول/سبتمبر 2011، ونجوت بأعجوبة، ثم بدأت التهديدات بعد ذلك ترتبط بالحزب، وعندما تعرض الحزب للايقاف والمحاكمات بدأنا ندرك ان الوقت مازال غير ملائما، وان بذل مزيد من الجهد في هذا الاتجاه لن يقدم أي نتيجة، فجمدنا المشروع ولكن بقيت التهديدات بشكل أو باخر.

لكن قوى الاسلام السياسي السني ترصد انتشارا للحسينيات الشيعية من بعد الثورة

الحسينيات لا تعدو أكثر من دار مناسبات، يجتمع فيها الناس للاحتفال بالمناسبات السعيدة والحزينة على السواء، وهي ليست مساجد أو دور عبادة ولكن تم تصوير المسألة هكذا، حتى يتم تصوير الشيعة على انهم اصحاب دين مختلف. ولكن المسألة ببساطة هي ان احد الاشخاص اعد قاعة داخل منزله ودعا اصدقاء له للمقابلة هناك فتم تضخيم الامر واستغلاله بهذا الشكل المسيء.

ولكن ما الذي يدفعك لرؤية الامر على انه صراع دولي يتم فيه استغلال الشيعة؟

هذا ما يقوله الوضع في مصر الان. فإذا رأيت التقرير المنشور عن الوضع الداخلي في مصر على احدى المواقع الاستخباراتية الاسرائيلية فستجد التقرير يتحدث عن ان المجموعات المسلحة بدأت تطل بأعناقها، في السابق كان نظام مبارك يتعامل معهم بحزم، ولكن بعد قيام الثورة وخاصة بعد وصول الاخوان للحكم تغير الوضع واصبحوا مدللين، ولم تعد امريكا تطالب بقمعهم كارهابيين بل على العكس، فالولايات المتحدة تتعامل سرا مع “جبهة النصرة” وتمدها بالسلاح وهي احد فروع تنظيم القاعدة، بينما في العلن تعدها منظمة ارهابية.

وامريكا تدعم هؤلاء لانهم ذراع في مواجهة ايران خاصة والشيعة عامة، .الحرب الحقيقية هي حرب كونية، اكثر من كونها صراع على اقامة حسينيات او غيرها، فامريكا مصيرها معلق بما يحدث في سوريا، والسعودية وقطر وانظمة اخرى في المنطقة. مصيرها معلق ايضا بما يحدث في سوريا.