بين المركز الوطني لضمان جودة واعتماد المؤسسات التعليمية والتدريبية  في تقريره الصادر عام 2013 أنه وبالرغم من أن ظروف الإصلاح والتغيير كانت مواتية بعد ثورة فبراير إلا أن معظم الجامعات الليبية لم يطل التغيير فيها سوى الجانب المتعلق بالإكراه أو الإجبار على الآداب أو الأخلاق، ولم يترجم العلم إلى عمل في بلد في حاجة ماسة لكل الكوادر والأطر.

د. أسامة الفزاني مدير المركز الوطني لضمان جودة واعتماد المؤسسات التعليمية والتدريبية يوضح في لقاء مع مراسلون التحديات التي تواجه مؤسسات التعليم العالي في ليبيا.

س- ما هو الهدف من إنشاء المركز الوطني لضمان جودة واعتماد المؤسسات التعليمية والتدريبية  ؟

ج- المركز الوطني لضمان جودة واعتماد المؤسسات التعليمية والتدريبية  مخول حسب قـــانون (18) لسنة 2010، بتطبيق الجودة وضمانها في كل المؤسسات التعليمية وهو الجهة التي تمنح الاعتماد، وأن عدم الاعتماد يؤدي إلى إغلاق المؤسسة أو البرنامج، والمركز يقوم بذلك فقط حال وجود أوجه خلل أو قصور، وقد يوصي بالاعتماد المشروط ، وذلك بإعطاء أو منح المؤسسة مدة زمنية محدودة لتحسين أوجه الخلل والقصور مع عدم  قبول  طلبة جدد حتى استيفاء المطلوب، أو سحب الاعتماد إلى أن يتحسن البرنامج.

س- يقوم المركز باعتماد المؤسسات التعليمية بكل مستوياتها ومعادلة المؤهلات الصادرة من مؤسسات غير ليبية لكل المستويات، ما هي الجامعات الليبية والمعاهد العليا العامة والخاصة المعتمدة لدى مركز الجودة وما هي معايير تلك الاعتمادات ومتى أجريت آخر دراسة لمعايير الجودة ؟

ج- الجامعات المعتمدة لدى المركز الوطني لضمان الجودة هي جميع الجامعات الحكومية والتي كان عددها 13 جامعة في 2013 والآن زاد عددها إلى ما يقارب 20 جامعة بسبب الدمج والفصل المستمر.

والجامعات هي جامعة بنغازي وجامعة سرت وجامعة مصراتة والجامعة الأسمرية بزليتن وجامعة الجبل الغربي وجامعة عمر المختار بالبيضاء وجامعة طرابلس وجامعة الزاوية التي انفصلت عنها جامعة صبراتة والجامعة المفتوحة وجامعة سبها وجامعة المرقب بالخمس وجامعة الزيتونة بترهونة التي انفصلت عنها جامعة بني وليد وجامعة الإمام السنوسي وجامعة طبرق والأكاديمية الليبية للدراسات العليا وأخيراً جامعة الجفارة وجامعة الزنتان إضافة للكليات التقنية وكذلك المعاهد العليا العامة.

أما الجامعات الخاصة المعتمدة لدي المركز فلا يتجاوز عددها 5 أو 6 جامعات  فقط وهي جامعة الرفاق والجامعة الليبية الدولية للعلوم الطبية بنغازي وجامعة أفريقيا الأهلية بنغازي وجامعة أفريقيا المتحدة الأهلية الزاوية وجامعة طرابلس الأهلية وكلية صقر للحاسبات ببنغازي والجامعة الليبية للعلوم الإنسانية والتطبيقية طرابلس ولديها اعتماد لبعض من برامجها الأكاديمية إضافة لجامعة الحاضرة وجامعة التحدي وجامعة أفريقيا طرابلس لديها اعتماد مؤسسي فقط، ولا يوجد أي معهد عالي خاص معتمد لدى المركز.

من الواضح جداً لدينا أن هناك توسعاً استعجالياً في عدد من الجامعات  والكليات كماً لا كيفاً، كما أن الجامعات تعاني حالياً من تكدس مخيف للطلاب خاصة في كليتي الطب والهندسة، فمثلاً كل الجامعات الليبية يوجد لديها كليات طب بشري، هذا إضافة إلى وجود بعض الفروع لنفس الكليات في بعض المناطق.

أما معايير الجودة للاعتماد فهي كثيرة وتشمل التخطيط والقيادة والحوكمة وهيئة أعضاء التدريس والكوادر المساندة والبرامج التعليمية والشؤون الطلابية والمرافق وخدمات الدعم التعليمية والبحث العلمي وخدمة المجتمع والبيئة وأخيرا ضمان الجودة والتحسين المستمر، وقد تمت مراجعة المعايير في العام 2016 وأصدرنا حزمة متكاملة من المعايير لكافة المؤسسات التعليمية في ليبيا، الأساسي والمتوسط، التقني والعالي والمعاهد المتخصصة.

س- ما هي فائدة اعتماد مركز الجودة لأي مؤهل إذا كان الخريج من مؤسسة خاصة يكون بإمكانه العمل بمؤهله دون تصديق الجودة إو إكمال دراسته العليا في الخارج بنفس المؤهل؟

ج- أولاً الفائدة للمجتمع لكي يضمن أن المؤسسات التعليمية التي يدرس فيها الطلاب هي ذات جودة عالية، وثانياً لأولياء أمور الطلبة لكي يضمنوا أن أبنائهم يدرسون في مؤسسات ذات جودة، وثالثاً لسوق العمل فعندما يكون المؤهل التعليمي للطالب من مؤسسة معتمدة من المركز تكون فرصة حصوله على العمل بعد التخرج أكبر، وكذلك فرصة حصوله على قبول أكاديمي للدراسة العليا بالخارج.

يقوم تصنيف شانغهاي على فحص ألفي جامعة في العالم من أصل قرابة عشرة آلاف جامعة مسجلة في اليونسكو يتم تصنيف ألف جامعة منها وتخضع مرة أخرى للمنافسة على مركز في أفضل 500 جامعة يتم نشرها.

بداية قبل أن نسعى للحصول على تراتيب متقدمة في التصنيفات المختلفة يتوجب علينا أن نبني منظومة تعليمية تلبي الاحتياجات حسب المعايير الدولية لها القدرة على تطوير نفسها، هناك معايير عالمية لتصنيف الجامعات منها كيو أس وشانغهاي وهما أكثر تصنيفين شهرة في العالم وللأسف ترتيب الجامعات الليبية في هذه التصنيفات متأخر جداً.

تبقى السمة البارزة لجُل الجامعات الليبية هي حداثة العهد، إذا تم استثناء جامعتي طرابلس وبنغازي، حيث أُنشئتا خلال الخمسينيات من القرن الماضي، إلا أن 90% من الجامعات الليبية أنشئت في الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي، حيث لا يتعدى عمر 70% منها عشرين عاماً، ونحن نعلم بأن الجامعات تحتاج إلى وقت كي ترسخ بنيتها المؤسسية وتُجّود دورها المعرفي.

هناك تصنيف الاخر هو ويبوميتركس والذي يعتمد على بيانات الجامعات عبر مواقعها الالكترونية ومؤشرات اوراقها البحثية ومحتواها العلمي. في يوليو 2017 تم تجميع بيانات أكثر من 22 ألف جامعة من العالم، وتحصلت جامعة بنغازي على الترتيب الاول من بين الجامعات و3998 عالمياً وهو ترتيب متأخر.

س- هل يمكن الاعتماد على هذا التصنيف؟ وهل يوجد تصنيف محلي للجامعات؟

ج- ويبوميتركس يعطي مؤشراً نسبياً فقط وذلك لاعتماده على بيانات الجامعة الالكترونية من خلال موقعها الالكتروني والاوراق البحثية المنشورة على الويب ولا توجد فيه زيارات ميدانية لمعرفة الجودة الحقيقية للجامعات من حيث جودة التعليم وجودة اعضاء هيئة التدريس وحجم المؤسسة وإلى الآن لا يوجد تصنيف محلي للجامعات الليبية

س- هل يعتبر عضو هيئة التدريس في الجامعات الليبية مؤهلاً من ناحية كفاءته في إيصال المعلومة لطلابه وهل يستعمل التقنية الحديثة في تدريسه؟

ج- يعاني بعض أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الليبية من عدم حصولهم على برامج التنمية المهنية، مثلاً لا تقدم الجامعات برامج أو دورات تدريبية متعلقة بتطوير طرق التدريس، أو التعامل مع التقنية الحديثة، وغيرها من البرامج التي تساهم في الارتقاء بالعملية التعليمية، مما أدى إلى عدم قدرة أعضاء هيئة التدريس من الاستفادة من برامج تقنية المعلومات ووسائلها الحديثة في تطوير العملية التعليمية  والاعتماد على أسلوب الحفظ والتلقين ، مما يستدعي إنشاء مراكز بالجامعات لتنمية وتطوير قدرات أعضاء هيئة التدريس . كما أن دخول العديد من غير ذوي العلاقة أو المتخصصين مهنة التدريس، عرقل تأصيل الجودة وضمانها في الجامعات.

س- هل تعتبر القيادات الجامعية جزءاً من الأزمة التي تعيشها الجامعات الليبية؟

ج- لا تخلو القيادات الجامعية في بعض الجامعات من استثناءات جيدة، لكن هذه الاستثناءات لا تنفي القاعدة، حيث لوحظ من خلال الزيارات والمقابلات الميدانية مع عدد من القيادات الجامعية بأنها جزء من تركة الدكتاتورية وإرثها، حيث لم تنجُ في جانب كبير منها من مرض إنتاج الدكتاتورية من الناحية الذهنية ، وهذه القيادات قد تكون عالمة بما للعبارة من دلالة العلم بالشيء وحفظه، لكنها ليست قيادات مثقفة بما للعبارة من دلالات، وهذا في حقيقة الأمر هو الجانب الأكبر من الأزمة الحالية التي تعيشها الجامعات الليبية.

س- كيف تأثرت الجامعات من سياسة النظام السابق؟

ج- الجامعات ليست مؤسسات منفصلة عن كيانات الدولة، بل هناك تأثير متبادل، فمجريات الأحداث في ليبيا خلال أربعين عاماً كان لها تأثير سلبي واضح على مجريات العملية التعليمية، فكان تسييس التعليم العالي من خلال عمليات توزيع الجامعات على المناطق، فيزداد عدد الجامعات مرة ويقل مرة أخرى، مثلاً: ضم جامعة الزاوية إلى جامعة الجبل الغربي، وضم جامعة مصراته إلى جامعة المرقب.

لقد تأثر التعليم في الجامعات الليبية الحكومية بعوامل عديدة منها عدم وضوح الرؤية والأهداف، وهذايعني عدم وجود خطط تحكم العملية التعليمية.

—————————————————–

ننشر لكم مرفقاً بالحوار تصنيف ويبوميتريكس للجامعات الليبية:

الترتيب المحلي الجامعة الترتيب العالمي
1 جامعة بنغازي (قاريونس) 3998
2 جامعة مصراتة 4914
3 جامعة طرابلس 4931
4 الجامعة الليبية الدولية للعلوم الطبية بنغازي 6387
5 جامعة عمر المختار 6522
6 جامعة الزاوية 11636
7 جامعة الجبل الغربي 14500
8 جامعة المرقب 14674
9 جامعة سرت 14762
10 الجامعة الأسمرية 16893
11 كلية التقنية الهندسية هون 19378
12 الأكاديمية الليبية للدراسات العليا 19754
13 معهد النفط للتأهيل والتدريب 21806
14 جامعة طرابلس الأهلية 23836