أنشئت المؤسسة الليبية للاستثمار في 2006 لإدارة الفائض المتزايد من إيرادات النفط الليبية وهي أكبر صندوق ثروة سيادي في أفريقيا ، و تقدر قيمة أصولها بنحو 68 مليار دولار بنهاية العام 2015 ، ويتبعها نحو 550 شركة وتشمل أرصدة نقدية مجمدة تشكل نحو 50 %من قيمة الأصول والباقي موجود في شكل استثمارات طويلة الأمد في عدد من المؤسسات الليبية.

تشكل استثمارات المؤسسة حوالي 35 % من إجمالي الاستثمارات الليبية في الخارج والمقدر بحوالي 198 مليار دولار.

يأتي حوالي 36% من هذه الاستثمارات ( 24.584  مليار دولار) في شكل صناديق ومحافظ استثمارية ، أما 64% (43.416 مليار دولار) من الاستثمارات فتديره المؤسسة بنفسها وهي عبارة عن أرصدة نقدية وودائع لدي البنك المركزي وبنوك أجنبية واستثمارات في سندات وأدوات استثمارية ذات عوائد ثابتة.

توجه الاستثمارات والأموال الليبية في الخارج نحو قطاعات مختلفة كما في الشكل التالي :

أولاً: الاستثمارات غير المباشرة (الصناديق والمحافظ الاستثمارية )

وهي تشكل حوالي 36% من استثمارات المؤسسة ( 24.584  مليار دولار) في شكل صناديق ومحافظ استثمارية متمثلة في الشركة الليبية الاستثمارات الخارجية (LAFICO)، والمحفظة الاستثمارية الليبية الأفريقية (LAP)، والمحفظة الاستثمارية طويلة المدى (LTP)، وشركة الإستثمارات النفطية (OilInvest)، والصندوق الليبي للاستثمار الداخلي والتطوير (LLIDF) ويوضح الشكل البياني التالي رأس مال الصناديق والمحافظ المختلفة.

1.الشركة الليبية للإستثمارات الخارجية  (LAFICO)

تــأسست الشركة الليبية للاستثمـارات الخارجية سنة 1981 (كشركة مساهمة ليبية) مملوكة بالكامل للدولة الليبية، وفي سنة 2006 آلت ملكية الشركة إلى المؤسسة اللييبية للاستثمار ويقدر رأس مال الشركة بحوالي 2.063 مليار دولار.

تتوزع مساهمات المحفظة الاستثمارية جغرافياً في (30) دولة بـالقــارات ( أفريقيا ، آسيا ، أوروبا والأمريكيتين ) في شركات صناعية وخدمية وسياحية وعقارية وقابضة وتجارية.

2.محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار 

يصل رأس مال الشركة إلى 5.187  مليار دولار وتتركز الحصة الأكبر من استثماراتها في أفريقيا على شكل شركات تملك أصول في أفريقيا على سبيل الذكر لا الحصر ويتبعها العديد من الشركات مثل الشركة الليبية للاستثمارات الأفريقية (LAICO) وشركة ليبيا للنفط القابضة المحدودة  وشركة نفط ليبيا المحدودة وشركة تام أويل أفريقيا القابضة وشركة لاب قرين للاتصالات والقمر الافريقي ستارقاف والشركة الليبية الأفريقية القابضة.

3.المحفظة الاستثمارية طويلة المدى  (LTP) ويصل رأس مالها إلى 8.517  مليار دولار ويتبعها العديد من الشركات.

4.شركة الاستثمارات النفطية (OilInvest)، مجموعة أويلينفست هي لاعب رئيسي في صناعة النفط خاصة في اوروبا من خلال علامتين تجاريتين رئيسيتين – تام أويل و هيم – لديها عمليات في ستة بلدان مختلفة وتمتلك مصافياً في المانيا وايطاليا و3000 محطة توزيع في كل من ايطاليا والمانيا واسبانيا وسويسرا وتشيكيا وسلوفاكيا ومصر ويقع مقرها الرئيسي في لاهاي في هولندا.

5.الصندوق الليبي للاستثمار الداخلي والتطوير (LLIDF)  

يصل رأس مال الصندوق إلى 7.834  مليار دولار ويتبعه عدد من الشركات مثل شركة تطوير للاستثمار الصناعي وشركة تطوير للاستثمار السياحي والعقاري

ثانياً: الاستثمارت المباشرة

تصل قيمة الاستثمارات المباشرة والتي تديرها المؤسسة إلى 24.416 مليار دولار على سبيل الذكر لا الحصر مثل:

كما يوجد ما قيمته 19 مليار دولار لدى مصرف ليبيا المركزي في صورة وديعة نقدية.

التحديات التي تواجه المؤسسة

من أخطر التحديات التي تواجه المؤسسة الليبية للاستثمار هو الاستحواذ المحتمل على الاستثمارات الليبية في بعض المناطق من العالم، بعد أن أعلنت  العديد من الحكومات الأجنبية تاميمها للعديد من الشركات التي تملكها المؤسسة  مثل إعلان حكومة ساحل العاج في يونيو 2016  تأميم ثلاث شركات للهاتف المحمول، بينها شركة لاب غرين المملوكة للمؤسسة  وتأميم فندق 2 فبراير من قبل الحكومة التوجولية وتأميم فندق لايكو غامبيا من قبل الحكومة الغامبية وتأميم الشركة الرواندية الليبية لتنمية وتطوير الفنادق من قبل الحكومة الرواندية.

وحسب التقارير السابقة لديوان المحاسبة فإن معظم استثمارات المؤسسة تتكبد خسائر وأصبح رأس مالها يتآكل ومنها ماحقق أرباحاً لا تتناسب مع حجم رأس المال وأن عدم وجود سياسات تحوط وإدارة مخاطر معتمدة لدى العديد من الشركات التابعة للمؤسسة او عدم وجود دراية وقدرة على تنفيذ تلك السياسات سبب تراكماً للخسائر في تلك الشركات وتراكم ديونها.

كما أوضحت تلك التقارير عدم تحقيق الصناديق والمحافظ الاستثمارية لأغراضها التي نصت عليها قرارات إنشائها ولم تتمكن من توظيف الأموال التي ضخت في رؤوس أموالها بالكيفية المطلوبة.

صعوبة الحصول على المعلومة

بدأنا تقريرنا بالبحث عن أصول المؤسسة  الليبية للاستثمار في مواقع الانترنت أولاً ثم ما نشر عنها في حلقات تلفزيونية مختلفة ثم الاتصال المباشر مع مسؤوليها السابقين والحاليين والبداية كانت بالاتصال برقم هاتف رئيس المؤسسة الحالي د.علي حسن المعين من قبل المجلس الرئاسي عبر الفايبر فكان الرد أن الرقم ليس لرئيس المؤسسة وإنما لشركة ليبية عملت على تقديم المساعدة الإعلامية للمؤسسة وقد تم إيقاف عقدها وقد وعدتنا الشركة الاتصال برئيس المؤسسة وإعطائها مهلة يومين للاتصال بالمؤسسة وبعد حوالي أسبوع ردت الشركة بأنه “قد تعذرالاتصال برئيس المؤسسة لكي يطرح عليه موضوع التقرير الصحفي والشركة ليس لديها أي طريقة للتواصل معه”.

في نفس الوقت حاولنا الاتصال برئيس المؤسسة المعين من قبل البرلمان السيد فوزي فركاش وأننا نحتاج لبعض المعلومات عن المؤسسة فكانت الإجابة انه استقال من المؤسسة فأكدنا عليه أننا نريد فقط إحصائيات لاستثمارات المؤسسة فأجاب ” الوضع أسوأ مما تتوقع والمعلومات المنشورة لا تعبر عن الواقع الفعلي للمؤسسة والموضوع غير سهل” مضيفاً أنه مشغول وفي سفر ووعد بإمكانية اللقاء.

وبعد بحث مستفيض تحصلنا على رقم هاتف السيد عبد المجيد بريش الرئيس السابق للمؤسسة عبر الفايبر وراسلناه بخصوص المؤسسة فأجاب “أنا خارج الوطن وليس لدي المعلومات المطلوبة واقترح الاتصال بإدارة المساهمات في مقر المؤسسة بطرابلس”.

ذهبنا الى مقر المؤسسة في طرابلس سألنا أولا عما إذا كان للمؤسسة مكتب إعلامي فكانت الإجابة بالنفي وبعد مشوار من مكتب إلى مكتب انتهى بنا المطاف إلى مكتب الامتثال بالمؤسسة حيث تقابلنا بمديرة المكتب السيدة بلقيس بجاجة التي رحبت بنا وأعطتنا قصاصة صغيرة مكتوب فيها إيميلها الالكتروني وطلبت منا توجيه أسئلتنا عبر الأيميل وبالفعل أرسلنا كل تساؤلاتنا عبر الإيميل المكتوب لكن فشلت محاولات الإرسال قمنا بالاتصال مجددا بالمؤسسة لإبلاغهم بأن الإيميل لا يعمل لكننا لم نتلق ردا.

قمنا أيضا بمراسلة السيد هيثم الهادي المسؤول عن إدارة المساهمات بالمؤسسة فكان رده “للأسف أنا غير مخول بالإجابة على هكذا أسئلة نظرا لتوقيع اتفاقية سرية معلومات لكل موظف، بالتالي أنصح لو عندكم تساؤلات معينة  عن المؤسسة واستثماراتها من الأفضل إحالتها بخطاب رسمي لإدارة المؤسسة وتوضيح أسباب طلب هكدا معلومات وبالتالي للممثل القانوني للمؤسسة حق إعطاء المعلومات في حال كان خطابكم وحاجتكم لها مقنع جدا”

قمنا بالتواصل مع بعض اعضاء مجلس النواب في لجنة المالية ومنهم د. عبد السلام نصية الذي نصحنا بقراءة تقارير ديوان المحاسبة للحصول على أية معلومات تخص المؤسسة.

…………………………………………………………………………

المصادر

تقارير ديوان المحاسبة الليبي 2014، 2015، 2016

تقرير “الادارة الرشيدة للاستثمارات والاموال الليبية في الخارج”

المواقع الالكترونية للشركات المعنية بالتقرير

حلقات تلفزيونية لمسؤولين في المؤسسة وأعضاء في المؤتمر الوطني ومجلس النواب