أولاً: المنطقة الشرقية
أحيانا يلجأ تجار المخدرات إلى استخدام الساحل الليبي شرق طبرق لإيصال المخدرات إلى ليبيا من الدول المنتجة وتخزين بضائعهم، و نقلها فيما بعد إلى الصحراء للعبور بها شرقاً.
أهم الطرق التي يسلكها المهربون في صحراء شرق ليبيا تتمثل في عدة خطوط تبدأ من الساحل الشرقي لمدينة طبرق (500 كلم شرق بنغازي) بحسب ضابط المباحث المتقاعد عطية رجب ورئيس الدوريات الصحراوية في شرق ليبيا سابقاً.
يقول رجب إن المهربين يتجهون نحو “قارة الماجوري” (12) كم شرق صحراء الجغبوب الحدود المصرية،،ومن ثم إلى الأراضي المصرية كما هو مبين في الخريطة.
الخط الآخر يمتد من منطقة التميمي (90 كلم غرب طبرق) ، حتى المخيلي (180 كلم غرب طبرق) ومنها إلى الطوق (60 كم غرب الجغبوب)، في اتجاه وادي المرى وتنحني شرقاً في اتجاه (قارة الماجوري)، ويوضح الخبير المتقاعد أن هذين الخطين لتهريب المخدرات القادمة من الشمال الشرقي الليبي عن طريق البحر الابيض المتوسط.
هناك خط آخر يبدأ من “الطوق” مروراً بوادي “المرى” إلى منطقة تُعرف بالمحمصات (وهي عبارة عن صخور كبيرة تترقق من أسفل بسبب العوامل الجوية وتتعرض من الأعلى، وهى موازية لجبل عبدالمالك في الأراضي المصرية. وتمدد إلى الكفرة (1350 كلم جنوب غرب بنغازي) في الجنوب الشرقي.
ويأتي خط آخر من اجدابيا إلى المحمصات ويتقاطع مع الخطوط المذكورة، منها إلى الجغبوب أو إلى الكفرة، و اختيار هذه المسارات يأتي بعد تقييم مستوى التشديد الأمني في الصحراء.
الدوريات الأمنية تضع مساراً لتقصي الأثر يبدأ من الجغبوب حتى الأراضي السودانية.
هذا بالإضافة إلى خط آخر يسمى “سانية سيدي المهدي” وهي سيوف رملية وعرة تمتد في خط واحد من مشرق الشمس في ليبيا إلى مغربها، في اتجاه الجنوب الشرقي إلى الكفرة، بالإضافة إلى خطوط أخرى من عمق الصحراء الغربية الليبية كما هي موضحة على الخريطة بالأسهم الأحمر والازرق المتعاكسة، بحيث تتجه شرقاً بالقرب من الحدود المشتركة بين السودان ومصر لكنها تقصد مصر.
كل ذلك موضح في الخريطة التالية التي أعدها “مراسلون” بناء على ما ذكر من تفاصيل:
ثانياً : المنطقة الجنوبية
أما جنوبا فيكاد يكون هناك مسار واحد لتهريب المخدرات بداية من شمال النيجر بحسب تاجر المخدرات عمر (26عاماً)، حيث يقوم منذ أكثر من 6 سنوات بنقل بضاعته من المخدرات عبر الصحراء من شمال النيجر إلى وسط مدينة سبها (1200 كلم جنوب طرابلس)، ولم تتعرض رحلاته لأية عراقيل برغم مصاعب الطريق التي ازدادت بعد العام 2011، فبالإضافة للفلتان الأمني ومصاعب الصحراء، يواجه عمر مشكلة تعدد المجموعات المسلحة المحلية التي تنتشر بشكل معقد على طول الطريق.
تبدأ رحلة عمر من منطقة دركوه 400 كلم جنوب الحدود الليبية النيجرية، حيث يوجد البائعون وتجار الجملة في أماكن معينة من المدينة، يتجه بعدها إلى المثلث المعروف بمثلث السلفادور، وهو بذلك يبتعد غرباً عن منفذ التوم الحدودي بين ليبيا والنيجر، إلى مناطق قريبة من المثلث الحدودي بين ليبيا والنيجر والجزائر، وهو مثلث لاتملك الدولة أية سيطرة عليه منذ سنين طويلة.
بعد عبور أجزاء من المثلث يغير وجهته شرقا باتجاه المناطق القريبة من منفذ التوم، حيث يمكث في الجبال المحيطة يوماً أو إثنين على الأغلب حتى يتلقى ما وصفها بالتعليمات من صاحب البضاعة بالتحرك عبر الطريق الرئيسية.
بعد “التوم” يتنقل عمر إلى النقازة 100 كلم شمال التوم، ومنها يمر عبر “الويغ” التي تبعد قرابة 200 كم شمال منفذ التوم، ومنها يواصل شمالاً إلى “تجرهي” مسافة 30 كم ثم “القطرون” 75 كم، وتستمر الطريق عبر أم الأرانب 130 كلم جنوب سبها فتراغن 140 كلم فغدوة 60 جنوب سبها، وأخيراً سبها حيث يسلم بضاعته في حي المهدية أو الطيوري أو حجارة.
هذه الطريق ليست طريق عمر وحده بل هي الطريق التي يسلكها أغلب مهربي المخدرات عبر الجنوب الليبي، وفي سبها تتوزع أماكن تخزين وبيع المخدرات بحسب آمر وحدة مكافحة الجريمة محمد بوشعيفه.
يقول بوشعيفة لـ”مراسلون” إن البضاعة تتوزع في شوارع معينة بأحياء المهدية وحي القراد وسكرة وحي الـ 85، ويتم التوزيع بشكل منتظم عبر شبكة معقدة من البائعين الصغار، وبعضها تباع في محلات تجارية خفية، ويتم نقل كميات من البضاعة غير محددة الكمية عبر شبكة أخرى من المهربين الى الشمال، والتي تسلك نفس مسارب مهربي البشر، وادي الشاطئ، الشويرف، بني وليد ترهونة طرابلس.
الطريق الجنوبية موضحة في الخريطة التالية:
ثالثاً: المنطقة الغربية
بالإضافة إلى وصول المخدرات إلى طرابلس براً من الجنوب الليبي فإن هناك جبهة أخرى مفتوحة على العاصمة الليبية لدخول المخدرات إليها عن طريق البحر.
يقول العقيد محمد البكوش رئيس قسم التفتيش والمتابعة بوزارة الداخلية إن دخول المخدرات عبر المياه يتم عادة بالقرب من المياه الإقليمية بالمناطق القريبة من الحدود في كل من تونس ومالطا، وعادة مايتم التسليم والاستلام في قوارب الصيد.
وذكر البكوش أن أماكن توزيعها أو منطقة عبورها في الغالب تتم من طرابلس إلى تاجوراء فمسلاته ومنها إلى الجفرة ثم جنوب اجدابيا، لترجع مرة أخرى للصحراء حيث الطريق المؤدي للحدود المصرية .
ليس عن طريق البحر والبر فقط تصل المخدرات إلى طرابلس، فالجو طريق آخر آمن وسريع بحسب البكوش، فقد أكد أن مطار معيتيقة أكثر المطارات استقبالاً للمخدرات التي تصل مع المسافرين، إلى جانب مطار زوارة ومصراتة والزنتان، حيث يتم تهريبها بنفس طرق التهريب عبر البر في حليب وحفاظات الأطفال وغيرها من الطرق، وعادة ماتكون هذه الكميات إما للتعاطي او الاستنفاع البسيط كتعويض تكلفة رحلة وغيرها.
وأهم طرق غرب ليبيا موضحة في الخريطة التالية:
أعد هذا التقرير كل من: رزق فرج رزق (طبرق) – عبد المنعم الجهيمي (سبها) – مبروكة منصور (طرابلس).
مصدر مجسم خريطة ليبيا: موقع الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
قام برسم الخرائط ووضع البيانات: رزق فرج رزق.