“حزب بلا رجال”، هذا ما أشيع عن حزب “المرأة التونسية”.. بعض المعلّقين كتبوا أن هدف الحزب هو إقصاء الرجال تماماُ من الحياة السياسية، وبعضهم راح يتخيل متهكّماً مقارّ حزبية يُحظر على الرجال دخولها، وندوات يمنعون من المشاركة بها، وحكومة تتألف من ثلاثين وزيرة على رأسهن رئيسة وزراء.
ورغم أن هكذا حديث أقرب للفانتازيا منه إلى الواقع، لكنه ساهم في إثارة الأسئلة حول هذا التنظيم النسوي، واستراتيجيته في خوض غمار السياسة وإيجاد مكان ضمن خارطة الأحزاب.
“حزب بلا رجال”، هذا ما أشيع عن حزب “المرأة التونسية”.. بعض المعلّقين كتبوا أن هدف الحزب هو إقصاء الرجال تماماُ من الحياة السياسية، وبعضهم راح يتخيل متهكّماً مقارّ حزبية يُحظر على الرجال دخولها، وندوات يمنعون من المشاركة بها، وحكومة تتألف من ثلاثين وزيرة على رأسهن رئيسة وزراء.
ورغم أن هكذا حديث أقرب للفانتازيا منه إلى الواقع، لكنه ساهم في إثارة الأسئلة حول هذا التنظيم النسوي، واستراتيجيته في خوض غمار السياسة وإيجاد مكان ضمن خارطة الأحزاب.
“مراسلون” التقت مريم البلالي الأمين العام لحزب “المرأة التونسية” التي تحدثت عن أهداف الحزب والمغزى من تكوينه. وفي ما يلي نص الحوار:
مراسلون: لماذا حزب للمرأة؟ هل يعني أنه لا مكان للرجل داخل حزبكم و أنكم ستسعون إلى إقصائه من الحياة السياسية؟
البلالي: (ترد مريم ضاحكة) ليس لهذه الدرجة. نحن نؤمن بأن الرجل مكمل للمرأة والعكس صحيح. ولا يمكن أن نتحدث عن مجتمع متوازن وسليم إذا ما حاولنا اقصاء أي طرف من الأطراف. نحن لا نريد ولا ننوي أن نشن أي نوع من أنواع الحروب أو الضغوط على الرجال. بل على العكس، سنمد أيدينا للجميع. المهم أن يجمعنا هدف واحد هو الايمان بدور المرأة وقيمتها في بناء المجتمع و تماسك الأسرة و محاولة إصلاح المجتمع وتأطيره.
ألا تخشين أن يكون اسم الحزب عائقا أمام الرجال للانضمام إليكم والتعاون معكم؟
سأسر بحقيقة قد تكون صادمة للبعض وهي أن حزبنا يضم بعض القيادات الرجالية المعروفة. لن أكشف الآن عن الأسماء لأن ذلك سابق لأوانه و أنا أخير أن يتم ذلك في الوقت المناسب. و لكن ما أؤكده أن الهيئة التسييرية للحزب تضم حاليا خمسين عضوا من الجنسين والدعوة مفتوحة للتعاون مع الجميع.
ما الفائدة إذا من تكوين حزب نسائي؟
حزبنا كما يشير له الاسم يعنى بالمرأة التونسية. المرأة الأم والمرأة العاملة والمرأة سيدة الأعمال. باختصار المرأة بمختلف مستوياتها وتوجهاتها الفكرية والايديولوجية.
وسيفتح حزبنا أبوابه لكل امرأة تونسية تضع ثقتنا فينا وفي قدرتنا على التغيير وعلى إدماجها في الحياة و تؤمن أننا قادرون على الاصلاح والبناء شريطة تضافر الجهود وتوحيد الأهداف.
سنحاول أن نكون من خلال برنامجنا حاضنة لكل التونسيات وأن نرتقي بالمرأة ونساعدها على بناء شخصيتها والمشاركة في الحياة السياسية مثلها مثل الرجل خاصة وأنها قد تعرضت في الآونة الأخيرة للإقصاء ولمحاولات اللتهميش و حرمت من حقها في أن تتواجد في مراكز القرار بالرغم من أن بلادنا تزخر بعديد الكفاءات.
لذلك سنحاول أن نكوّن هيئة لاحتضان الكفاءات النسوية و تأطيرها لتسهيل مشاركتها لاحقا في الحياة السياسية والاقتصادية و خاصة الاجتماعية. والهدف الابعد هو العمل على المساواة بين المرأة والرجل لا في الخطابات السياسية والقوانين ولكن على أرض الواقع، وخاصة في مراكز القرار السياسي والاقتصادي.
ألم يكن تأسيس الحزب لغايات انتخابية أي لكسب أصوات النساء من خارج كل الأحزاب الاخرى؟
نحن لن نقدم البرنامج في إطار دعاية للفوز في الانتخابات وإنما وبحكم خبرتي في العمل الجمعياتي و جدت أن هذا المجال غير كاف ويبقى منقوصا. وهذا لا يعني أنني أقلل من أهمية وجود الجمعيات أو التشكيك في دور بعض الجمعيات ولكن للأسف الشديد صلاحيات الجمعية محدودة جدا إذا ما قارناها بالحزب لأن قانون الجمعيات لا يملك نفس قوة الحزب.
فالحزب يمكن أن يصل الى السلطة وبالتالي يساعد على امتلاك القوة والقدرة على بلورة الأفكار وتحقيق الأهداف التي رسمها مسبقا على أرض الواقع دون معوقات في حين أن عديد البرامج التي حددتها بعض الجمعيات بقيت مجرد حبر على ورق بسبب قلة الامكانيات وعدم امتلاك النفوذ.
لكنك لست من الرموز النسائية المعروفة بنضالها النسوي قبل الثورة وبعدها؟
(تبتسم مريم ثم تواصل) أنا في الأصل سيدة أعمال، تكويني العلمي كان في اختصاص التصميم الصناعي متخرجة من المدرسة العليا لعلوم و تكنولوجيات التصميم أسست شركتي الخاصة في مجال التسويق والاتصالات و لم أكن يوما ناشطة سياسية أو كانت لي أية توجهات من هذا القبيل.
أنا لست معروفة إعلاميا ولكنني ناشطة في الوسط الاجتماعي و الجمعياتي وأدعم عمل بعض الجمعيات الخيرية التي تعنى بجمع التبرعات لمساعدة الفئات المحرومة والتي بحاجة الى دعم مالي ومعنوي من تأطير وتوعية و مساندة.
إذا لم تكن لديك أية توجهات سياسية سابقا فكيف جاءت فكرة تكوين حزب نسائي؟
في الحقيقة فكرة تأسيس حزب كانت بمبادرة مني و بعد تفكير طويل و اطلاع على الأوضاع التي أصبحت تعيشها تونس بعيد الثورة. لقد استشرت عديد الشخصيات المعروفة والمختصين في عديد المجالات الاقتصادية والاجتماعية. اخترت في البداية اسم “الحركة النسوية ” ولكن بعد تفكير وبحث وسلسلة من النقاشات عدلنا عن التسمية الأولى لأننا وجدنا أنها خاصة جدا لذلك تم الاتفاق بالإجماع على اسم “المرأة التونسية” حتى يكون متماشيا أكثر مع توجهات حزبنا وأهدافه التي تصبو أساسا الى أن تكون سندا للمرأة التونسية.
مسألة الارتقاء بمكانة المرأة موجودة في برامج أغلب الاحزاب وخاصة اليسارية، ما هي الإضافة التي قدمها حزبكم؟
نحن لسنا كباقي الأحزاب التي تتهافت على أصوات النساء في الانتخابات لضمان أوفر الحظوظ للحكم. والمنصب الحكومي لن يكون غايتنا ولا الهدف الأساسي الذي نعمل على بلوغه. ولكن في المقابل لا يمكن أن أنكر أننا نعتبره وسيلة قوة لامتلاك السلطة التي تساعدنا على تذليل الصعاب وتجاوز العراقيل التي ستعترضنا في المستقبل. برنامجنا و أهدافنا على المدى البعيد هو أن تكون المرأة قوة حقيقية في مراكز القرار وخاصة القرار الحكومي.
ماهي الرسالة التي تودين توجيهها باسم حزب “المرأة التونسية”؟
سنعمل على تأطير المرأة التونسية ودعمها ومساعدتها للوصول الى السلطة. وأؤكد أن غايتنا ليست السلطة في حد ذاتها و إنما الإصلاح والتأطير ومصالحة المرأة مع ذاتها أولا ثم مع الرجل في مرحلة ثانية. كما سنسعى الى مساعدة المرأة التي هضمت حقوقها أو أقصيت من المجال السياسي خاصة وأننا لاحظنا وجود قيادات رجالية فاشلة في القرار السياسي بينما الكفاءات النسوية مهمشة.
أريد أن أشير في الختام إلى أن حزبنا هو حزب نسائي مئة بالمئة فقط في الإسم والأهداف والبرنامج ولكنه لم يؤسس ليحارب الرجل أو يقصيه. على العكس نحن نؤمن بالمشاركة في العمل و بأن التفاهم والتعاون هو أساس النجاح.