طارق بو عزيز، النائب عن تيار العريضة الشعبية الأصغر سنا (31 عاماً)، لم يمنعه صغر سنه ولا حداثة تجربته السياسية من خوض المغامرة والحصول على كرسي تحت قبة المجلس الوطني التاسيسي عن دائرة نابل واحد.

كان لـ “مراسلون” لقاء مع بو عزيز الذي تحدث بإسهاب عن تجربته كرجل سياسة، وعن مدى حضور صناع الثورة في المشهد العام.

مراسلون: في البداية من هو طارق بو عزيز؟

طارق بو عزيز، النائب عن تيار العريضة الشعبية الأصغر سنا (31 عاماً)، لم يمنعه صغر سنه ولا حداثة تجربته السياسية من خوض المغامرة والحصول على كرسي تحت قبة المجلس الوطني التاسيسي عن دائرة نابل واحد.

كان لـ “مراسلون” لقاء مع بو عزيز الذي تحدث بإسهاب عن تجربته كرجل سياسة، وعن مدى حضور صناع الثورة في المشهد العام.

مراسلون: في البداية من هو طارق بو عزيز؟

أنا شاب تونسي من مواليد أبريل 1982 في سليانة، درست في المعهد الاعلى للدراسات التكنولوجية بسوسة وحصلت على شهادة تقني، وأنا الآن نائب بالمجلس الوطني التاسيسي عن نابل.

قبل خوضك التجربة السياسية هل عانيت البطالة؟

عانيت منذ تخرجي كباقي شباب جيلي من التهميش و البطالة لكني لم أكبر وضعت شهادتي الجامعية جانبا و قررت ان لا اتكبر على عروض الشغل مهما كانت و فعلا عملت في مجالات عدة في غير اختصاصي.

لقد رضيت بالقليل إلى أن أتى الكثير والحمد لله، فجاءت الثورة التي كانت فاتحة خير بالنسبة لي خاصة بعد ان ترشحت وحالفني الحظ وتمكنت بفضل الله أن أحصل على كرسي في المجلس وأصبح نائبا وممثلا عن دائرة نابل مسقط رأسي.

باعتبارك وجها سياسيا و شابا عاش الثورة التونسية بكل مراحلها هل تعتقد ان الشباب متواجد اليوم في المشهد السياسي؟

أين هو شباب الثورة اليوم؟ انه مغيب تماما عن الساحة السياسية ولا مكان له وسط هذا الزخم الكبير. أعطيك مثالا بسيطا اذا ما نظرنا داخل الاحزاب الموجودة اليوم في تونس بمختلف توجهاتها و سياساتها. فرغم كثرتها  نلاحظ غياب الشباب من الجنسين، اذ لا وجود لحزب يعتمد على قياديين من الشباب و لا حتى داخل الحكومة والوزارات. هناك اقصاء واضح لشباب الثورة الذي لا يزال يتخبط الى اليوم و أنا معهم.

لقد قدم الشباب ثورة مجيدة وحرر البلاد من دكتاتورية بن علي، وقدم الثورة على طبق من فضة الى “الجيل الذهبي” الذي تربع على العرش دون شكر او امتنان.

لم يتجرا لا الباجي قايد السبسي ولا الغنوشي زمن بن علي على الاطاحة بحكمه. و حده شباب ثورة الياسمين انتفض ونجح في اجتثاث الدكتاتور.

هل الشباب اليوم وبعد مرور قرابة ثلاث سنوات عن اندلاع الثورة هو افضل حالا من زمن حكم بن علي؟

لم يتغير شيء ولم يتحقق اي مطلب من مطالب الشباب. على العكس زاد التهميش، الاقصاء، البطالة، وارتفعت نسبة الفقر في تونس.. شبابنا لم يجن  شيئا من بن علي ولا من الحكومة الحالية التي لم و لن تعترف بفضل الشباب عليها. الشباب قبل الثورة كان يحلم بالعمل وبتكوين اسرة لكن اليوم اصبحت نظرته اكثر تشائما اصبح يتمنى الاحساس بالامان والاستقرار لا الاجتماعي فقط، وانما السياسي والامني وبتوفير قوت يومه، وان لا يفيق على حمام دم جديد.

حسب اعتقادي مهمة الشباب قد انتهت بانتهاء الانتخابات. انا شخصيا كشاب و نائب عانيت من التهميش والاقصاء سواء كان داخل العريضة الشعبية او داخل المجلس الوطني التاسيسي وخلال عملي في اطار اللجان. هناك محاولة واضحة من قبل السياسيين الاكبر سنا للهيمنة. لقد كنت افتكّ الكلمة بعد جهد.

هل يمكن للشباب ان ينجح في انقاذ البلاد من ازمتها الحالية والمراهنة عليه في المرحلة القادمة؟

لقد اثبت شبابنا للعالم قوة عزيمته وذكائه وكان قدوة البلدان العربية التي عاشت بدورها ثورات. الشباب التونسي من خيرة ما انجبت البلدان العربية؛ مثقف، واع، ذكي مبدع، و قادر على تحمل المسؤولية. وانا اراهن انه لو اعطيت قيادة البلاد الى الشباب لمدة خمس سنوات فسنلاحظ الفرق.

ما سبب هذا التحامل على الشباب برأيك؟

لقد لاحظت التهميش والإقصاء انا وزملائي الشباب داخل المجلس التأسيسي، من خلال سيطرة بعض الاطراف وانفرادها باخذ الكلمة والنقاش اثناء جلسات العمل، وحتى من خلال عملنا بالولاية. لكننا اصرينا على افتكاك مكاننا بالقوة واستطعنا ان نفرض وجودنا و نثبت اننا قادرون على النجاح. حسب رايي فان سبب حب السيطرة من قبل بعض السياسيين من غير الشباب راجع الى اختلاف العقلية، والى نشاتهم المبنية على احقاد وخلفية ايديولوجية اقصائية.

ما الذي تحقق بعد قرابة ثلاث سنوات من الثورة؟

لا شيء يذكر فيشكر، لكن حسب رايي هناك نقص في الفساد والرشوة عن ذي قبل خاصة بالنسبة الى مناظرات الانتداب في الوظيفة العمومية التي اصبحت اكثر شفافية.

هل انت راض عن ادائك الشخصي كشاب حديث التجربة السياسية؟

لقد حاولت جاهدا المثابرة في عملي وان اكون في مستوى الامانة والمهمة التي اوكلت إلي. في اطار عملي كنائب انا متواجد و بشكل دؤوب سواء كان في اللجنة المالية، لجنة الجماعات ، لجنة شهداء وجرحى الثورة، ونحن بصدد انهاء دراسة الملفات التي بين ايدينا.

في ما يخص دائرة نابل فانا احاول قدر المستطاع الاطلاع عن كثب على  مشاكل الجهة وجلب الاستثمارات والمشاريع للمنطقة.  واعطي مثالا بسيطا عن ميزانية المجلس الجهوي لسنة 2011 والتي كانت تقدر في حدود الثلاثة مليارات، فقد تمكنا اليوم من تحقيق رقم يحسب لنا ويقدر  بثلاثين مليارا ستخصص لبعث مشاريع و تشغيل اكبر عدد ممكن من الشباب العاطل عن العمل من ابناء الجهة.