الشعارات السياسية وصلت إلى جدران مكتبة الإسكندرية مؤخرا، فقد تحولت الجدران للمرة الأولى إلى ساحة لمعركة سياسية بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضيه، حيث قام المؤيدون بتدوين وكتابة عبارات مسيئة للقوات المسلحة وللفريق السيسي، مما تسبب في تشويه الجدران بشكل كبير وتسبب في تكلفة إدارة المكتبة ملايين الجنيهات من أجل إعادته كسابقة. في حين قام المعارضون لمرسي بحملة لتنظيف جدران المكتبة من تلك الشعارات، مما تسبب في إتلاف بعض الأحجار العتيقة.

حملات تشويه إخوانية 

الشعارات السياسية وصلت إلى جدران مكتبة الإسكندرية مؤخرا، فقد تحولت الجدران للمرة الأولى إلى ساحة لمعركة سياسية بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضيه، حيث قام المؤيدون بتدوين وكتابة عبارات مسيئة للقوات المسلحة وللفريق السيسي، مما تسبب في تشويه الجدران بشكل كبير وتسبب في تكلفة إدارة المكتبة ملايين الجنيهات من أجل إعادته كسابقة. في حين قام المعارضون لمرسي بحملة لتنظيف جدران المكتبة من تلك الشعارات، مما تسبب في إتلاف بعض الأحجار العتيقة.

حملات تشويه إخوانية 

[ibimage==9506==Small_Image==none==self==null]

Traces of graffiti are still visable on the walls of the building

“يوم الجمعة 6 سبتمبر الجاري خلال التظاهرات التي نظمها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، فوجئنا بقيامهم بكتابة وتدوين عبارات وجمل مناهضة للجيش والفريقعبد الفتاح السيسي ومؤيديه من الشعب وتمثلت في “يسقط يسقط حكم العسكر.. أمشي يا سيسي مرسي رئيسي .. الشرعية ..الشرعية لا بديل للشرعية” مستخدمين دهانات الحوائط الحمراء والخضراء والزرقاء، وذلك على جدران مكتبة الإسكندرية العريقة، مما شوه منظرها الحضاري والتاريخي والجمالي”، هكذا وصف المهندس المعماري محمد فتحي، الذي كان مشاركا ضمن حملة تنظيف جدران المكتبة.

ويقول فتحي “الكارثة أن أنصار مرسي لا يعرفون أن تلك الأحجار الرخامية الموجودة بمكتبة الإسكندرية ترجع لعصور قديمة وتُعد من حضارة وتاريخ المكتبة الثقافية العريقة والمعروفة بها المحافظة أمام العالم أجمع”، مؤكدا أنهم استخدموا في حملات الإساءة للجيش ولمؤيديه دهانات الحوائط الثقيلة والأحبار التي يصعب إزالته لكتابة
الشعارات.

ويوافقه في الرأي تامر عبد العال، أحد الناشطين السياسيين بالإسكندرية، ومن المشاركين في حملة تطهير تشويه الإخوان للمكتبة، ويقول “إن الإخوان يفتقرون إلى الخوف على الدولة وممتلكاتها، وأن كل خوفهم وحبهم فقط للجماعة دون الاعتبار للدولة مصر التي هي أكبر من الجماعات الإرهابية المزعومة”. مؤكدا أن حملة تنظيف جدران

ا
لمكتبة ضمت نحو 100 شابا قاموا بمحاولات تنظيف الجدران من تشويهات شعارات الإخوان، على حد وصفه.

ويؤكد عبد العال أن شباب الحملة جميعهم من طلاب الجامعات والنشطاء الثوريين، وقاموا بجمع أموال لشراء مستلزمات الإزالة والتي تمثلت في “مياه نار وتنر وبنزين وفوط كبيرة” والتي تمكنت من خلالها بالفعل من طمس تلك العبارات ولكنها تركت علامات الدهانات الملونة والمفترض من إدارة مكتبة الإسكندرية أن تكمل عمليات التنظيف بالمواد المخصصة لذلك، حسب قوله.

“كل الأطراف تلوث الجدران”

“العبارات المسيئة كان تكتب من قبل المؤيدين والمعارضين للرئيس المعزول محمد مرسي أثناء فترة توليه الحكم، حيث أنه قبل ثورة 30 يونيو كنا نجد العبارات المناهضة لجماعة الإخوان المسلمين تملأ جدران وحوائط الإسكندرية، فالأمر نجده من الطرفين وليس تحاملا علي طرف دون الأخر”، هكذا فسر الدكتور محمد فرج، أستاذ بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية.

ويقول فرج إن المشكلة تقع على الطرفين، أي على المؤيدين للرئيس محمد مرسي والذين شوهوا جدران المكتبة بعبارات مناهضة للجيش، وعلى المعارضين الذين أيضا شوهوا الجدران الأخرى في المدينة بعبارات مناهضة لجماعة الإخوان. مؤكدا أن الاثنين تسببوا في تشويه جدران مدينة جميلة لها رونق خاص يتمتع بالحضارة والتاريخ.

ويوضح فرج، إلي أنه لابد من قيام اللواء طارق المهدي، محافظ الإسكندرية، باتخاذ إجراءات عنيفة ومشددة ضد مشوهي الجدران سواء كانت بعبارات سياسية أو إعلانات دعائية لمحال وغيرها ولابد من أن توقع غرامة مالية علي المواطنين الذين يتم ضبطهم حال قيامهم بارتكاب تلك الجرم وهو تشويه المدينة.

“الكتابة علي الجدران تعبر عن السخط السياسي”

لكن بعض الناشطين يرى أن كتابة الشعارات على الجدران ظاهرة طبيعة في المجتمعات التي تمر بموجات ثورية. ويري محمد المصري، الناشط السياسي، وعضو ائتلاف ثوار الإسكندرية، أن الكتابة علي الجدران والحوائط “ليست جرما لأنها تنفيس عن المواطن الذي يريد أن يحتج على الوضع الراهن، ولا يجد له منفذ للتعبير سوى على الرسم وكتابة العبارات أي كانت انتماءاته معارضة أو مؤيدة للنظام فهو له مطلق الحرية في التعبير”.

علامات على الجدران

مكتبة الإسكندرية التي ظلت جدرانها بعيدة عن الصراع السياسي تستعد الآن لمسح أثار المعركة. ويؤكد الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، أن مهندسي ومشرفي المكتبة والخبراء يقومون ببحث الطرق المثلى لإعادة إصلاح ما تم تكسيره وتهديمه من المكتبة، وإزالة العبارات المسيئة للجيش والشرطة التي كتبها أنصار الرئيس المعزول على جدرانها، مؤكدا أن أمن المكتبة منع مجموعة من الشباب الذين كانوا يحاولون مسح تلك الجمل وذلك لعدم تشويهها أكثر.

و يضيف سراج الدين أن المنع جاء خوفا من زيادة تشويه تلك الجدران الهامة، لأن مواد صناعاتها مستخدمة من مواد وأحجار رخامية وجرانيت نادرة مجلوبة من أسوان. ويتابع “للأسف لم يدرك منظمو مبادرة تنظيف جدران المكتبة ندرة هذه الصخور، وعدم وجود المواد المناسبة لإزالة معالم التشويه دون إضرار بإنشاءاتها، مما أدى إلى ترك علامات على الجدران”.

“لن نتهاون مع مشوهي الجدران”

الشعارات على الجدران، ليست سياسية فقط وإنما تجارية أيضا، على شكل إعلانات دعائية. فقد ذهبنا بأسئلتنا إلى اللواء طارق المهدي، محافظ الإسكندرية، والذي أكد في البداية أنه سيبلغ النيابة العامة عن القائمين بالكتابة المستمرة على الحوائط إذا لم يتوقفوا وأنه لن يتهاون مع مشوهي الجدران، مؤكداً أن  ذلك يقع علي كل ملوثي ومشوهي الجدران سواء كانوا يكتبون عبارات سياسية أو إعلانات دعائية.

ويضيف المهدي، إلي أنه أصدر قرارا لأول مرة يفيد بإلقاء القبض علي صاحب محلات “التيتي بلياردوا” والذي يعتبر من أكبر ملوثي الجدران بالمحافظة لتشويه الجدران بإعلاناته مما تسبب في تشويه جدران المدينة الجميلة وتخريب الشكل العام، مؤكدا إلى أن الملاحقة الشرطية مستمرة لكل من يشوه جدران.