في وسط تظاهرات 30 حزيران/يونيو بميدان سيدي جابر بوسط الإسكندرية، وقف النقيب محمد هريدي، الضابط بمديرية أمن الإسكندرية، مرتديا الثوب الأميري الأبيض لرجال الشرطة، والكاب الخاص به، وهو يردد بكل حماس “الشرطة والشعب إيد واحدة .. يسقط يسقط حكم المرشد.. أنزل يا سيسي مرسي مش رئيسي .. أرحل يا مرسي”. وقام المتظاهرين بحمله علي أعناقهم وهم يرددون خلفه هذه الهتافات الحماسية المنددة بسقوط النظام الاخواني. 

في وسط تظاهرات 30 حزيران/يونيو بميدان سيدي جابر بوسط الإسكندرية، وقف النقيب محمد هريدي، الضابط بمديرية أمن الإسكندرية، مرتديا الثوب الأميري الأبيض لرجال الشرطة، والكاب الخاص به، وهو يردد بكل حماس “الشرطة والشعب إيد واحدة .. يسقط يسقط حكم المرشد.. أنزل يا سيسي مرسي مش رئيسي .. أرحل يا مرسي”. وقام المتظاهرين بحمله علي أعناقهم وهم يرددون خلفه هذه الهتافات الحماسية المنددة بسقوط النظام الاخواني. 

[ibimage==7401==Small_Image==none==self==null]

رجال الشرطة يتظاهرون

اشتراك رجال الشرطة في مظاهرات ثورية، والذين وصل عددهم في الاسكندرية إلى العشرات، ليس بالمشهد المألوف في مصر. الضابط الذي خرج للتظاهر في وقت عمله يقول “الشعب فهم وعرف جيدا من هو الطرف الثالث الذي كان من مصلحته وهدفه إيقاع الشعب في الشرطة واستمرار الاحتقان بين الطرفين”. مؤكدا أن جموع الضباط في مختلف أنحاء مصر شاركوا الشعب في تظاهرات 28 و30 حزيران/يونيو وتعرضوا للضرب من جماعة الإخوان المسلمين مثلهم لأن الطرفين عرفوا الحقيقة.

ويضيف هريدي “ضباط الشرطة بالإسكندرية قاموا بالتلاحم مع الشعب خلال مشاركتهم في التظاهرات التي غطت أنحاء المدينة في حشد تاريخي يكتب لأول مرة منذ ثورة 25 يناير المجيدة”.

“الشرطة تعلمت الدرس”

مشاركة ضباط الشرطة في المظاهرات الشعبية، رغم قضايا قتل المتظاهرين المقامة ضد بعضهم، بادرة لكسر الجليد المتراكم بين الشرطة والشعب كما يرى ائتلاف ضباط الشرطة في الاسكندرية، المنادي بإعادة هيكلة وزارة الداخلية.

المقدم محمود عمران، عضو الائتلاف يوضح ذلك قائلا “أعتبر أن يوم 30 يونيو هو عيد الشرطة الحقيقي وليس 25 يناير، لأنه في هذا اليوم التحمت الشرطة مع الشعب وذاب الثلج بين الطرفين وعرف كل منهما من هو الذي كان يريد الوقوع بالشعب إلي التهلكة والخراب، بعد حالة الغضب التي كانت موجودة بداخل المتظاهرين لمجرد رؤيتهم لضابط شرطة”.

ويقول عمران “ضباط الشرطة تعلموا الدرس جيدا وعرفوا أن حماية الأنظمة شئ خطأ، لأنهم يكونوا تحت سلطة الحاكم حتى يتحولوا عصا للسلطة تستخدم فقط في حماية شرعية الحاكم وبطش وقمع المتظاهرين والشعب مثلما حدث في ثورة 25 يناير. فكانت الشرطة مغلوبة علي أمرها”.

وأكد عمران أن الضباط كانوا يعانون مثل الشعب بالضبط تارة من جبروت وقسوة وزارة الداخلية التي كانت متمثله في حبيب العادلي وتارة أخرى من اتهامهم بقتل الشهداء خلال ثورة الغضب، حسب قوله.

أهالي الشهداء يطلبون العدالة

لكن إعادة الداخلية إلى دورها، واسترجاع صورتها في المجتمع، لن يحسمه المشاركة في مظاهرة. فأهالي الشهداء لا يزالون ينتظرون العدالة والقصاص. سمير شحاته صبري، والد الشهيدة أميرة، 14 عاما، والذي يتهم المقدم وائل الكومي وائل الكومي رئيس مباحث قسم شرطة ثان الرمل، بقتلها خلال تظاهرات يوم 28 يناير أو جمعة الغضب. يقول إن القانون حتى الآن لم يأتِ بحق نجلته لأن القضية المتهم فيها مدير أمن الاسكندرية الاسبق اللواء محمد ابراهيم والضباط 5 المتهمين بقتل الشهداء مازالت في المحكمة ولم تحسم بعد. مؤكدا إلى أنه يتوقع براءتهم بعد مسلسل براءات الضباط المتهمين بقتل الشهداء.

ويقول صبري “أن ما يحدث من قبل ضباط الشرطة وخروجهم بعد تغيير جلدهم، وارتدائهم وجه جديد وهو أن الشرطة من الشعب وللشعب محاولة لطمس جرائمهم التي ارتكبوها ضد الثوار. لن أسامح ضابط شرطة الذي قتل ابنتي وسحق الثوار، ولابد من محاسبتهم وتوقيع أقصي العقوبات عليهم”. خاتما حديثه بجملة”على الشعب أن يعي أن الشرطة تحترف ارتداء الاقنعة الزائفة”.

غير أن أهالي شهداء آخرين كان لهم رأي آخر. فيقول محمد خميس، شقيق الشهيد أحمد خميس، والذي قتل خلال تظاهرات جمعه الغضب، إنه شارك في مظاهرات 30 يونيو وكان سعيدا سعادة شديدة بموقف رجال الشرطة وتكاتفهم وتلاحمهم مع الشعب والهتاف. مؤكدا أن من قتل شقيقه هم رجال شرطة العادلي و هولاء قضي أمرهم أما الضباط الذين نزلوا معنا فهم من أخواتنا الشرفاء.

“لابد من التفرقة بين الضباط المجرمين والشرفاء”

مشاركة الشرطة في المظاهرات تحظى بقبول حركة تمرد. تامر سعد الدين، أحد أعضاء حملة تمرد بالإسكندرية، يرى أن “ما قام به ضباط الشرطة بالالتحام مع الشعب ومشاركتنا التظاهرات موقف مشرف جعلنا سريعا نمد يد العون لجهاز الداخلية الذي لوثته الأنظمة الحاكمة بمحاولات استخدامه في حماية الحاكم وبطش الشعب”. مؤكدا أنه قام بحمل أحد ضباط الأمن المركزي علي أكتافه خلال التظاهرات بعد أن قام الضباط بالدفاع عن المواطنين ضد بطش الإخوان.

ويقول سعد الدين “الشعب أصبح أيد واحدة مع الشرطة والجيش لان الجميع شعر بأن التلاحم مع الشعب هو النجاح، مؤكدا أن هناك أكثر من 600 ضابط شرطة بالإسكندرية وقع علناً دون خوف استمارات سحب الثقة من الرئيس محمد مرسي التابعة لحملة تمرد”.

أما كريم عبد المجيد، الناشط السياسي وعضو إئتلاف ثوار الاسكندرية، فيؤكد على أنه من الضروري التفرقة بين رجال الشرطة المتورطين في جرائم قتل المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير وآخرين شرفاء شاركوا الشعب ودافعوا عنه خلال تظاهرات 30 يونيو. مؤكدا أن الحل الأمثل هو تقديم المجرمين من رجال الشرطة الذين ثبتت عليهم وقائع قتل المتظاهرين للعدالة.

ويضيف عبد المجيد، أنه لابد أن نتقبل فكرة أن هناك ضباط شرطة شرفاء كانوا مقهورين في عصر حبيب العادلي وحينما وجدوا الفرصة خرجوا مع الشعب يهتفون ضد سقوط النظام الاخواني ولابد من استيعاب الضباط الشرفاء لأنهم في النهاية جزء من الشعب المصري، حسبما قال.

الداخلية ترد!

وزارة الداخلية من ناحيتها اعتبرت ان مشاركة الضباط هو أمر شخصي. إذ قال اللواء أمين عز الدين، مدير أمن الإسكندرية، “إن رد فعل الضباط وخروج للتظاهر مع الشعب هو أمر طبيعي نتيجة الظلم الذي تعرضوا له قبيل ثورة 25 يناير واتهامهم بقتل الشعب، فضلا عن نظرات الاتهام والذل التي كانوا يلقوها من المواطنين، مؤكدا أنهم خرجوا بشكل سلمي تأكيد علي أنهم من الشعب وإلي الشعب لان في النهاية مهمة الضابط هي حماية أمن وأمان المواطن المصري أي كانت انتماءاته”.

ونفي عز الدين، ما أشيع حول قيام وزارة الداخلية بإحالة الضباط المشاركين في التظاهرات إلي نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق، مؤكدا أن كل ذلك مجرد شائعات مغرضة هدفها النيل من جهاز الشرطة.