“أن تعطي مشاعرك لمن تحب فهذا جميل ولكن الأجمل أن تتبرع له بقطعة من جسدك عندما يحتاج”، يقول بلقاسم محمد وهو يستعد لمغادرة المستشفى بعد إجرائه عملية تبرع من خلالها بكليته لوالدته.

[ibimage==7208==Small_Image==none==self==null]

بلقاسم محمد

“مراسلون” التقى بلقاسم (27 عاماً) في التاسع من يونيو/حزيران، وهو يستعد لمغادرة قسم زراعة الأعضاء بمستشفى طرابلس المركزي وهو بحالة صحية جيدة بحسب  طبيبه المعالج.

عملية ناجحة

“أن تعطي مشاعرك لمن تحب فهذا جميل ولكن الأجمل أن تتبرع له بقطعة من جسدك عندما يحتاج”، يقول بلقاسم محمد وهو يستعد لمغادرة المستشفى بعد إجرائه عملية تبرع من خلالها بكليته لوالدته.

[ibimage==7208==Small_Image==none==self==null]

بلقاسم محمد

“مراسلون” التقى بلقاسم (27 عاماً) في التاسع من يونيو/حزيران، وهو يستعد لمغادرة قسم زراعة الأعضاء بمستشفى طرابلس المركزي وهو بحالة صحية جيدة بحسب  طبيبه المعالج.

عملية ناجحة

“شجعني المرضى الذين كانوا يترددون على القسم في اتخاذ قرار إجراء العملية هنا، فقد أكدوا أن هذا النوع من العمليات ناجح في ليبيا”، يقول بلقاسم الذي تابع حديثه “لم أتردد أبداً، فالمريضة كانت أمي وكنا نتابع بكل أسى مراحل مرضها وما تعانيه من ألم بسبب عمليات الغسيل المتكررة”.

أما السيدة عجيلية علي التي تلقت كلية ابنها فتمنت أن تكون هذه المرحلة هي نهاية المطاف لرحلة المرض والغسيل التي رافقتها ثلاث سنوات.

[ibimage==7214==Small_Image==none==self==null]

السيدة عجيلية

ورغم إقرارها بأنها تحظى برعاية صحية ممتازة داخل القسم، إلا أنها لم تخف أنها كانت تتمنى إجراء العملية خارج البلاد لكنها لم تحصل على فرصة لذلك.

صغير ومتقدم

الملاحظ من خلال تجوالنا داخل القسم أنه ورغم صغر مساحته كان في حالة جيدة ويقدم خدمات لا مثيل لها في المرافق الصحية الأخرى داخل ليبيا، فالقسم الذي يحتوي غرفة عمليات وحيدة وغرفة عناية واحدة كذلك يقوم باستقبال مرضى الفشل الكلوي في عياداته ويجري عمليات زراعة كبد أيضاً.

وبالإضافة لجناح العمليات يحوي القسم مختبراً لتطابق الأنسجة ومختبراً لكيمياء الدم والأحياء الدقيقة ومصرفاً للدم وصيدلية خاصة بالمترددين على القسم، فضلاً عن غرف الأجهزة التشخيصية بمختللف أنواعها.

في إدارة القسم التقى “مراسلون” كلا من الدكتور عبد الحفيظ الشيباني المنسق العام للبرنامج الوطني لزراعة الأعضاء، والدكتور الطيب الشاوش استشاري الجراحة العامة وزراعة الأعضاء اللذين أكدا “أن البرنامج سيستمر لكل الحالات التي لديها متبرع متطوع، أما الحالات التي ليس لديها متبرع فيسعى البرنامج إلى تطوير آلية التبرع من الأموات في داخل ليبيا، حتى يستطيع كل المرضى الاستفادة من برنامج زراعة الأعضاء”.

واستعرض الشيباني عدد الحالات التي تتردد على القسم والتي تتوزع بين المتابعة وقصور وزراعة الكلى وقد بلغ عددها 1090 حالة، أما حالات زراعة الكبد فقد بلغ عددها 540 حالة تقريباً.

مراحل التطوير

[ibimage==7226==Small_Image==none==self==null]

دكتور الشيباني

يروي الشيباني المراحل التي مر بها برنامج زراعة الأعضاء داخل القسم بعد التحرير، حيث تغير طاقم الإدارة الذي “قام بإعادة تنظيم واستكمال الكوادر الطبية، وتجهيز حجرتي العمليات والعناية الفائقة، وصيانة المبنى وتصليح الأجهزة الطبية ومن ثم المباشرة بإجراء أول عملية زراعة كلية من متبرع حي في 20 شباط/ فبراير 2012” بحسب الشيباني.

يقول الشيباني إن أول عملية أجراها القسم تمت بالاستعانة بخدمات أستاذ ليبي زائر هو الدكتور المهدي الخمس، وتلت تلك العملية “عدد من ورش العمل لزراعة الكلى والكبد على الأغنام، كان لها أثر كبير في الرفع من كفاءة العناصر الوطنية، وزُرعت فيما بعد أول كلية بأيدي طاقم طبي ليبي في 18 تموز/ يوليو 2012”.

وقد وصل عدد العمليات التي أجريت في القسم حتى الآن من متبرعين أحياء إلى 29 عملية بحسب الشيباني.

حالات وافدة

ويؤكد الشيباني أن طبيعة المرض “تجبرنا على التعامل مع بعض المرضى الذين أجروا عمليات زراعة خارج البلاد، ويعانون من رفض أجسامهم للعضو المزروع، حيث أنه في حالة إجراء العمليات في الخارج عادة ما يعجز المريض عن تحمل تكاليف المتابعة بعد العملية”.

ويستطرد “هذا فضلاً عن المرضى الذين يعودون محملين بأنواع غريبة من الفيروسات والبكتيريا، وخاصة من يجري منهم العملية في دول كالهند وبكستان، وهذه الحالات تشكل خطراً على المرضى والقسم بسبب سرعة انتشار العدوى، إلا أننا نتعامل معها بحسب الإمكانيات”.

ويستشهد مدير القسم بحالة مريض يدعى ابراهيم النعمي الذي عاد مؤخراً من الهند بعد إجراء عملية زراعة للكلى كلفته 40 الف دينار (30 ألف دولار)، ولعدم نجاحها بسبب عدم تطابق الأنسجة ألحقها بعملية أخرى بتخفيض بلغ 15 الف دينار.

يروي الشيباني أن المريض “وصل قسم زراعة الأعضاء بحالة صحية حرجة، بسبب رفض الأجسام المضادة للمضادات الحيوية، وهو نوع غريب من البكتيريا يصاحب حالات فشل الزراعة لعدم الدقة في اختيار المتبرعين من حيث تطابق الأنسجة وغيرها”.

إلا أن النعمي الآن بحالة صحية جيدة ونسبة البكتيريا قلت بنسبة كبيرة في جسمه بعد تلقيه العلاج لفترة داخل القسم، بحسب ما يؤكده الشيباني.

الكلى فقط

أما الحالات التي تحتاج لزراعة الكبد والتي بدت في مجملها قليلة (20 ) حالة، “يجب أن تتم خارج البلاد في الوقت الحالي”، بحسب الدكتور الطيب الشاوش أحد أعضاء فريق زراعة الكلى بالقسم، مستبعداً إمكانية إجراء عملية زراعة كبد في مبنى بهذه الإمكانيات.

[ibimage==7220==Small_Image==none==self==null]

دكتور الشاوش

يقول الشاوش لـ” مراسلون”، “نحن بحاجة إلى أن ننقل التقنية، وندعم الكوادر الطبية بالتأهيل خارج البلاد، والانخراط في دورات تدريبية على مستوى عالٍ جداً من الكفاءة، فزراعة عضو كالكبد يحتاج لفريق مؤهل ومتكامل”.

فيما يعلن الطيب من خلال “مراسلون” بان برنامج زراعة الأعضاء لديه القدرة والإمكانيات التي تجعله قادراً على إجراء عمليات زراعة الكلى لمرضى الفشل الكلوي من كافة المدن الليبية، مشيراً إلى أن الحالة الأخيرة التي أُجريت لها العملية حضرت للقسم من مدينة الجميل غرب ليبيا.

أما عن الأدوية فيقول الشيباني، “نقوم بتوفير الأدوية من الميزانية المخصصة للقسم في حال لم نستطع الحصول عليها من إدارة المستشفى، فحالة المرضى لا تحتمل التأخير في البحث عن الأدوية الخاصة بهم، والأمر بصفة عامة تحت السيطرة”.

وجود مرفق طبي بهذه الكفاءة لا يشكل بطبيعة الحال حلاً لمشكلة المرضى على امتداد الرقعة الجغرافية لليبيا، فعناء السفر لآلاف الكيلومترات لا يستطيع كل مريض تحمله، خاصة في ظل الوضع الأمني غير المستقر في البلاد.

وفيما تبقى وزارة الصحة مطالبة بتوفير أقسام مماثلة في المدن الليبية الأخرى، حديثنا مع المترددين على القسم والممتنين من مستوى الخدمات يؤكد بان ثمة بارقة أمل في الطب في ليبيا.