تتردد أخبار بين الحين والآخر عن القبض على العشرات أو المئات من المهاجرين القادمين إلى البلاد في ظل عجز لحكومة عن فرض سيطرتها الأمنية المطلقة على الكثير من المنافذ الحدودية.

وكانت الهيئة الليبية للإغاثة والمساعدات الإنسانية ذكرت مطلع هذا الشهر بأنها تتحمل تكاليف معيشة أكثر من 1217 مهاجراً غير شرعي مقبوض عليهم في مدينة بنغازي وحدها، إلى جانب 300 آخرين بمدينة طبرق، إضافة إلى المئات المنتشرين في بعض المدن الأخرى.

تتردد أخبار بين الحين والآخر عن القبض على العشرات أو المئات من المهاجرين القادمين إلى البلاد في ظل عجز لحكومة عن فرض سيطرتها الأمنية المطلقة على الكثير من المنافذ الحدودية.

وكانت الهيئة الليبية للإغاثة والمساعدات الإنسانية ذكرت مطلع هذا الشهر بأنها تتحمل تكاليف معيشة أكثر من 1217 مهاجراً غير شرعي مقبوض عليهم في مدينة بنغازي وحدها، إلى جانب 300 آخرين بمدينة طبرق، إضافة إلى المئات المنتشرين في بعض المدن الأخرى.

“مراسلون” حاول تسليط الضوء على هذه الظاهرة، فتوجه إلى إدارة الهجرة غير الشرعية التابعة لوزارة الداخلية، والتي لم يمض على تشكيلها سوى عام وشهرين، إثر دمجها مع الإدارة العامة للدوريات خلال شهر أبريل/ نيسان 2012، والتقت هناك العميد مسعود الرقوبي مدير إدارة الهجرة غير الشرعية الذي وضعنا في صورة ظروف عمل الإدارة، ضمن نص الحوار التالي:

“مراسلون”: ما سبب ازدياد عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يتدفقون على ليبيا برأيك؟

الرقوبي: السبب الرئيسي هو أن الأجهزة الأمنية عاجزة عن مراقبة حدود البلاد البحرية والبرية التي تمتد آلاف الكيلومترات، والوضع يزداد سوءاً في ظل انتشار السلاح بين المواطنين.

كم عدد مراكز الإيواء التي تتبعكم؟

عدد المراكز التابعة لإدارة الهجرة غير الشرعية هي 18 مركز إيواء منتشرة في كافة أنحاء ليبيا، وتخضع للإشراف المباشر من قبل الإدارة، إلا أن عدد الموظفين العاملين فيها غير كافٍ.

الإدارة بحاجة لزيادة العاملين وخاصة في أقسام مكافحة الهجرة غير الشرعية بالمناطق الجنوبية (سبها وغات والقطرون والكفرة وأوباري وغدامس)، كما أن الإمكانيات لازالت متواضعة ولا تلبي احتياجات الإدارة الفعلية بالمقارنة مع المهام والواجبات الموكلة إليها.

نحن مكلفون بتأمين وحماية الطوق الحدودي الثاني (حدود المدن)، ومكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، والتي تبدأ من عملية الضبط فالاستلام فالإيواء وأخيراً الترحيل، إلى جانب مكافحة التهريب بكافة أنواعه عبر الحدود البرية الليبية، والمشاركة في الخطط الامنية المركزية على مستوى الدولة

هناك الكثير من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية تتحدث عن سوء معاملة المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا بعد القبض عليهم، هل تتابعون هذه المسألة؟

أنا أنفي تماماً هذه الادعاءات، نحن نتعامل معهم انطلاقاً من مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، الذي يأمرنا بأن نعامل المهاجرين المتحفظ عليهم بمراكز الإيواء معاملة حسنة، ابتداء من عملية ضبطهم من قبل مكونات الإدارة، أو استلامهم من الجهات الأمنية والعسكرية وتوثيق كافة متعلقاتهم الشخصية ونقودهم وما في حكمها بحضور المهاجر غير الشرعي نفسه، وتسلم له عند ترحيله خارج البلاد وفق الإجراءات القانونية.

نحن نحاول توفير كل المستلزمات بمراكز الإيواء، من الملابس والأغطية والوسائد إضافة إلى الوجبات اليومية الصحية عن طريق شركات متخصصة، وحتى أفراد الشرطة العاملون في تلك المراكز يأكلون من نفس الوجبات التي تقدم للمحتجزين.

كما أننا نوفر الرعاية الصحية للمرضى وعلى الأخص النساء الحوامل والأطفال، بالتنسيق مع المستشفيات والمراكز الصحية، هناك العديد من المنظمات الدولية قامت بزيارات ميدانية لمراكز الايوء وأثنت على الجهود المبذولة وحسن معاملة المهاجرين.

كيف تتم إجراءات ترحيل المهاجرين إلى بلادهم؟

أود أن أؤكد أننا نتعامل مع المهاجرين غير الشرعيين وفقا للقانون، واحترام آدمية وكرامة الإنسان، أما آلية الترحيل فتبدأ من الضبط  أو الاستلام، ثم النقل إلى مراكز الإيواء على متن حافلات مخصصة لهذا الغرض، ثم التنسيق مع السفارات ذات العلاقة وإدارة مباحث الجوازات بشأن إتمام إجراءات ترحيلهم إلى بلدانهم براً أو عن طريق الجو، كما يتم التنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة غير اللشرعية في إجراءات الترحيل الطوعي للمهاجرين غير الشرعيين.

ما هو حجم الدعم الذي تلقيتموه من وزارة الداخلية حتى اليوم؟

خلال العام المنصرم تم صرف عدد من السيارات، وكذلك تغطية مصاريف ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وتم توفير الإمكانيات لمكاتب الأقسام  التابعة للإدارة ومراكز الإيواء، ولكن لازالت الإدارة تعاني من قلة الإمكانيات، نحن نحتاج مساعدة نوعية.

أيضاً مقرات الاقسام والتمركزات الأمنية تحتاج للصيانة وتجهيزها بالأثاث ومستلزمات العمل المختلفة، وصرف عهد مالية كافية وبشكل منتظم لتغطية المصروفات اليومية، ووضع حلول عاجلة لصيانة مراكز الإيواء الحالية وبناء مراكز إيواء حديثة، والتعجيل بترحيل المهاجرين الذين يتم ضبطهم من مختلف الجنسيات.

ما هي التجهيزات النوعية التي تحتاجونها؟

بالإضافة للآليات الصحراوية نحتاج الشاحنات والحافلات وسيارات الخدمات وسيارات الإسعاف، كذلك لا بد من تركيب منظومات مراقبة الحدود، ونحتاج أيضاً للأسلحة المتطورة والتجهيزات الأمنية المختلفة التي تفتقر الادارة إليها، مثل المناظير النهارية والليلية وأجهزة  تحديد المواقع G.P.S والمولدات الكهربائية.

والأهم هو تدريب وتأهيل أعضاء الإدارة بعقد دورات تدريبية لهم محلياً وخارجياً، في مجالات أمن الحدود ومكافحة التهريب والهجرة غير الشرعية وإدارة مراكز الإيواء.

هل يتلقى العاملون بالإدارة أي اهتمام صحي من نوع خاص على اعتبار أنهم يتعاملون مع الوافدين الذين قد ينقلون إليهم بعض الأمراض؟

احتياجات العاملين بالإدارة من حيث الدعم والحصانة الصحية هو أمر ضروري جداً، ولكن للأسف لم يتم اتخاذ أي إجراء بهذا الخصوص، ولم يتم إجراء التامين الصحي لهم، علماً بأن الإدارة قامت بمخاطبة الجهات المختصة بعدد كبير من المكاتبات في هذا الشأن، ولا زلنا في انتظار الرد واتخاذ إجراءات تنفيذية بالخصوص.