ساعة تدريبية واحدة كانت كافية للزبير خليل حتى يجيد فنون الملاحة، ويصبح مساعداً لسائق ظفر بكأس النسخة الخامسة من رالي ليبيا للسيارات الصحراوية، الذي أقيم أواخر مارس الماضي بمنطقة تكركيبة (140 كم غربي مدينة سبها) في عمق الصحراء الليبية.

جرى السباق الذي أقيمت النسخة السابقة منه في تونس بسبب مخاوف أمنية، تحت تغطية من قنوات تلفزيونية ووكالات أنباء و صحف ليبية، ووسط حضور كبير استمتع بجمال الصحراء ومهارات عشرات الهواة القادمين من مدن ليبية عدة.

ساعة تدريبية واحدة كانت كافية للزبير خليل حتى يجيد فنون الملاحة، ويصبح مساعداً لسائق ظفر بكأس النسخة الخامسة من رالي ليبيا للسيارات الصحراوية، الذي أقيم أواخر مارس الماضي بمنطقة تكركيبة (140 كم غربي مدينة سبها) في عمق الصحراء الليبية.

جرى السباق الذي أقيمت النسخة السابقة منه في تونس بسبب مخاوف أمنية، تحت تغطية من قنوات تلفزيونية ووكالات أنباء و صحف ليبية، ووسط حضور كبير استمتع بجمال الصحراء ومهارات عشرات الهواة القادمين من مدن ليبية عدة.

ومن بين هؤلاء الزبير الذي أبدى لمراسلون تعجبه من تفوقه، رغم قصر دورة الملاحة التي تلقاها صحبة مشاركين آخرين، تعلم خلالها تحديد الطرقات ونقاط العبور والأماكن الخطرة، وذلك قبل أربعة أيام فقط من انطلاق صافرة البداية.

تنوعت ماركات السيارات المشاركة في الرالي والبالغ عددها 24 سيارة دفع رباعي و4 دراجات نارية، بين الجيب والفورد والتويوتا، وحمل بعضها دعايات للشركات التي ساهمت في دعم المتسابقين.

وتبارى المتسابقون على قطع مسافة 70 كم على مرحلتين، ابتدأت الأولى من مخيم تكركيبة مروراً ببحيرة “ماقو” حتى بحيرة “أم الماء”، أما الثانية فبدأت من منطقة “تويوه” مروراً ببحيرة “المندلة” انتهاءً ببحيرة “أم الماء”، وهى المرحلة الأصعب لوجود الكثبان الرملية العالية.

الساحل ليس كالصحراء

رمضان الصمدي وكيل لسيارات شركة (جيب) رباعية الدفع في مدينة مصراتة، شارك في السباق وحاز الترتيب الثالث، وساعد امتلاكه ورشة لصيانة هذا النوع من السيارات عدداً من  شباب مدينته على الانخراط في اللعبة والمشاركة في السباق.

الصمدي الذي ترأس وفد مدينته في السباق قال لمراسلون أنه واجه “صعوبةً التأقلم مع طبيعة الصحراء، خاصةً وأن أغلب المشاركين من مصراتة اعتادوا التدريب على رمال منطقة العرعار (17 كم جنوب شرق مصراتة)، حيث الرمال التي تمتد لمسافة عدة كيلومترات بمحاذاة البحر”.

آمال كبيرة

إلا أنه أبدى آمالاً كبيرة في مستقبل هذه اللعبة بليبيا “مع وجود شباب يجيد القيادة” على حد تعبيره، رغم أن “معظم المتسابقين المشاركين لا يعرفون قواعد  اللعبة” بحسب الصمدي.

أما نزار اشنيشح وهو أحد الجمهور فقد قال لمراسلون” لقد حقق الرالي الرسالة التي ينشدها”، يضيف “لقد أٌعجبت بانسجام الفرق مع بعضها، حيث كانت من مختلف مناطق ليبيا وهذا ليس بالهين في وقتنا الحالي”.

لكن ما ينقص تنظيم رالي دولي في ليبيا بحسب نزارهو “قلة الأكفاء وذوي الخبرة حيث يصعب أن يدار سباق دولي بواسطة شخص أو أثنين أو حتى خمسة، فالتنظيم يحتاج لأكثر من ذلك”.

مذاق خاص

بعينين يملؤهما الفرح وقف الهادي البكاي وهو أحد المنظمين يراقب مجريات الرالي، ورغم أنه الموسم الخامس الذي يشارك فيه “إلا أن الفرح هذه المرة كان له مذاق خاص في غياب بيروقراطية القذافي ومزاجه المتقلب” يقول البكاي.

يروي البكاي ذو الأربعين عاماً لمراسلون “تعاونت مع شركة بلجيكية كانت تسعى للاستفادة من جماليات الصحراء الليبية في الترويج لسياراتهم ذات الدفع الرباعي على تنظيم أربع نسخ سابقة”.

ويضيف “لكن ممارسة رياضة الراليات إبان حكم القذافي كانت أشبه بمواجهة فوهة مدفع، حيث تستغرق المعاملات الورقية أشهراً نتيجة البيروقراطية، خاصة وأن التفكير في تنظيم سباق خلال تلك الفترة يعد غير مألوف، ما كان يضطرني إلى الضغط مراراً وتكراراً باتجاه تمرير الموضوع، رغم حجم المشقة”.

ويؤكد “إذا لم يكن لديك  إصرار فستحبطك قساوة البيروقراطية”.

طاقة متفجرة

اليوم اختلف كل شئ بالنسبة لعشاق اللعبة، فبحسب البكاي مع التغير السياسي الحاصل صارت طاقات الشباب تتفجر في مختلف المجالات، و”الأبواب مفتوحة” بحسب قوله في ظل دعم وزارة الشباب والرياضة.

وبعد أن كان عدد المشاركين في الدورات الأربعة الماضية التي نظمها قليلاً، زاد الاهتمام مؤخراً لكثرة مُلاك سيارات الدفع الرباعي والرغبة الجامحة لأصحاب هذه السيارات في الاستمتاع بقدرات سياراتهم، ما جعل البكاي يفكر في تنظيم راليات بصفة متكررة.

خاصة وأن ذلك العمل بحد ذاته “متعة ونشوة” بالنسبة له، كما أن “الهواة بحاجة لأن يكون لهم حلبة يفرغون فيها طاقاتهم” يقول البكاي.

صعوبات

تحدث البكاي لمراسلون عن مشاركة متسابقين ليبيين في سباقات نظمت في وقت سابق في تونس والمغرب، وعن استعدادات تتم للمشاركة في أبو ظبي، لكن ذلك “ليس لحصد الفوز و إنما رسالة مفادها أن ليبيا حاضرة في اللعبة” بحسب تعبيره.

وفي حين تستحوذ كرة القدم على اهتمام الغالبية العظمى من الليبيين، يقول البكاي أن وزارة الشباب و الرياضة قامت بدعم الأفكار الواعدة رياضياً، وذلك لتعزيز “المشاركات الليبية في كل المحافل الدولية”.

ورغم وجود متتبعين للعبة فإنه يشتكي من عدم وجود مدارس لتعليمها، وموجها اللوم نحو وزارة الشباب والرياضة أو المجالس المحلية للمدن، “لا توجد مدارس تعليمية، فقط يهتم الشخص بنفسه ويتعلم أنظمة السباقات. وتظل بيئة السباق هي الرهان الأكبر للمتسابق” يوضح البكاي.

هذا الرالي لم يكن الأول ولن يكون الأخير الذي أقيم وسيقام في مناطق ليبية مختلفة، فطبيعة البلاد وتضاريسها مناسبة تماماً لهذا النوع من الرياضات، والتي تكون مصدر جذب للسياح من ذوي الشغف بالصحراء ممن يجدون في هكذا نشاطات فرصة ثمينة للاكتشاف.