على بعد 25 كيلو متر من مدينة الفيوم (80 كلم غرب القاهرة)، وعلى طريق القاهرة –الفيوم الصحراوى، يعيش عدد كبير من أبناء قبيلة “القذاذفة” التي ينحدر منها العقيد معمر القذافي، الرئيس الليبي الراحل، في عزبة يطلقون عليها اسم “نجع الأصفر”. القرية عبارة عن عدد من المنازل ذات الطابق الواحد ويحيط كل منها مساحات واسعة من الأرض الجبلية المالحة وملاصقة للمدينة الصناعية بكوم أوشيم.

الهجرة إلى الشرق

على بعد 25 كيلو متر من مدينة الفيوم (80 كلم غرب القاهرة)، وعلى طريق القاهرة –الفيوم الصحراوى، يعيش عدد كبير من أبناء قبيلة “القذاذفة” التي ينحدر منها العقيد معمر القذافي، الرئيس الليبي الراحل، في عزبة يطلقون عليها اسم “نجع الأصفر”. القرية عبارة عن عدد من المنازل ذات الطابق الواحد ويحيط كل منها مساحات واسعة من الأرض الجبلية المالحة وملاصقة للمدينة الصناعية بكوم أوشيم.

الهجرة إلى الشرق

بدأ قدوم أفراد عائلة “القذاذفة” من دولة ليبيا الشقيقة إلى مصر منذ حوالى 150 سنة، كما يقول الشيخ سالم المهدى، شيخ البلد، وكبير قبيلة “القذاذفة ” فى الفيوم. ويضيف أنهم استقروا فى نجع الأصفر بعد أن اشتروا حوالى 18 فدان من الأراضي ليقيموا نجعهم الذى يحتويهم بأبنائهم حيث يعملون فى الفلاحة من أجل الحصول على قوت يومهم.

ويتابع الشيخ المهدي قائلا: “اخترنا الفيوم لأنها محافظة هادئة وربما لقربها أيضا جغرافيا من الحدود الليبية، وقد جئنا على مراحل منذ حوالي 150 عاما حيث كانت محافظة المنوفية هي مقصدنا في البداية ولم نبق فيها سوى ثلاثة أو أربعة سنوات فقط ثم توجهنا إلى محافظة بنى سويف(100 جنوب القاهرة) وقضينا فيها حوالى ١٠ سنوات، ومنها استقرينا فى محافظة الفيوم”. مشيرا إلى أن الأرض التي أقيمت عليها النجع كانت مملوكة لبنك فرنسى حيث كتبت عقود ملكياتهم للأرض باللغة الفرنسية.

وأضاف “المهدى ” نحن نعرف القبائل البدوية جيدا، وهناك صلة نسب مع عدد من هذه القبائل مثل “البراعثة ” و”العبيدات ” و”الفوايد ” –ولاد فايد – و”الجوابيس” بوادي النطرون ولهم تواجد فى الفيوم، فضلا عن وجود نسب بين قبيلة “القذاذفة ” و”الهنادى” بمحافظتي الفيوم والشرقية بالإضافة إلى وجود إمتداد للقبيلة فى محافظتي المنيا والبحيرة. و هم يفضلون الارتباط بالعائلات البدوية.

مصريون حتى النخاع

حياة أفراد قبيلة القذاذفة في نجع الأصفر ليست بالسهلة، فالقرية التي يقطنها نحو ألفي نسمة تخلو من المباني التعليمية وشبكات الصرف الصحي. ويقوم معظم سكانها بالعمل في الفلاحة أو في المناطق الصناعية القريبة، وبعضهم يفضل السفر إلى دولة ليبيا للعمل هناك. لكن رغم ذلك يشعر معظم سكانها بالانتماء إلى مصر التي يحملون جنسيتها وأدوا الخدمة العسكرية في جيشها.

فعندما بدأنا الحديث مع عبدالرحمن مصطفى خلف الله عمار “٥٠ سنة ” ويعمل فى الفلاحة من عائلة “القذاذفة ” أيضا، حول دولة ليبيا، لم ينتظر كثيرا حتى نكمل سؤالنا وقال “أنا مصري ..مصر دي أمي ..مصر هي دمي، أنا ولدت هنا وعائلتي هنا، وعندما زرت ليبيا لمدة شهر ولم أحتمل البقاء فيها فعدت إلى بلدي التي أعتز بها وهي مصر”.

قرية بدون وحدة صحية

وعن الصعوبات التي تواجه أهل القرية في المعيشة يقول عبد الرحمن خلف الله: “نحن نعانى فى العزبة من نقص الخدمات فلا توجد سوى مدرسة واحدة بها المرحلتين الإبتدائية والإعدادية، وليس لدينا مستشفى في العزبة ولا صيدلية، وعندما يصاب أي منا بالمرض يذهب إلى الوحدة الصحية بقرية قصر رشوان التي تتبعها العزبة للكشف عليه طبيا، مشيرا إلى عدم إهتمام الدولة بالخدمات فى العزبة.

وبخصوص هذه المشاكل التي يواجهها أفراد عائلة “القذاذفة ” يؤكد عشرى محمد رئيس الوحدة المحلية لقصر رشوان بمركز طامية، والتي تتبعها العزبة، أن الوحدة حاولت إنشاء وحدة صحية وأرسلت خطابا إلى مديرية الصحة بالمحافظة من أجل ذلك، والأرض متوفرة لتقديم الخدمة الصحية لنحو ألفي مواطن يقطنون بالعزبة، ولكن المديرية رفضت بحجة أن قرية “الجمهورية” القريبة من العزبة بها وحدة صحية يمكنها أن تخدم أيضا أهالي “الأصفر”.

الإصلاح والوحدة لليبيا

لكن كيف ينظر أبناء قبيلة القذاذفة في الفيوم إلى ليبيا مسقط رأس أجدادهم؟ شيخ البلد الشيخ المهدي يقول: “أتمنى الإصلاح لليبيا، وأن يتم معاملة “القذاذفة” فيها معاملة طيبة وأن ينالوا حقوقهم مثل الآخرين لأنهم ليبيون وليس لهم وطن آخر”. وأضاف: “أتمنى أن يكون مستقبل ليبيا مشرق بعد الثورة وأن يتم تشكيل حكومة تضم جميع أطياف الشعب الليبي وتكون منتخبة”.