زواولة اسم اختاره بعض شباب تونس من رسامي “الغرافيتي”. وهي كلمة من العامية التونسية تعنى محتاجين أو بسطاء أو ما شابه. احيل مؤخراً اثنان من شباب زواولة إلى القضاء بتهم مثل الكتابة على العقارات العامة دون رخصة، مخالفة قانون الطوارئ ونشر أخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام. 

أسامة بوعجيلة هو أحد المتهمين بظاهرة الغرافيتي. قابله موقع “مراسلون” وكان معه الحوار التالي:

س- أنت ورفاقك متهمون بمخالفة قانون الطوارئ وتعكير صفو النظام العام. ما ردك على ذلك؟

زواولة اسم اختاره بعض شباب تونس من رسامي “الغرافيتي”. وهي كلمة من العامية التونسية تعنى محتاجين أو بسطاء أو ما شابه. احيل مؤخراً اثنان من شباب زواولة إلى القضاء بتهم مثل الكتابة على العقارات العامة دون رخصة، مخالفة قانون الطوارئ ونشر أخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام. 

أسامة بوعجيلة هو أحد المتهمين بظاهرة الغرافيتي. قابله موقع “مراسلون” وكان معه الحوار التالي:

س- أنت ورفاقك متهمون بمخالفة قانون الطوارئ وتعكير صفو النظام العام. ما ردك على ذلك؟

ج: هي تهم كيدية في مجملها. نحن لم نخالف قانون الطوارئ، الذي لم يكن موجوداً أصلاً، والدليل أنه أثناء قيامنا بالرسم على جدار المؤسسة كان هناك عرس بجوارنا وكان الشارع ممتلئ بالمارة. وبالنسبة لتهمة الكتابة على جدران عقارات عامة دون رخصة، فنحن لم نكتب شيئاً، نحن نمارس نوعاً من الفن وهو مباح في عديد بلدان العالم؛ لذلك لا يمكن تجريمه. وأما تهمة نشر أخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام فنحن لم نروج شيئاً، بل طالبنا فقط بحق “الزوالي”، ورسومنا – علاوة على قيمتها الفنية – محبوبة لدى الشارع التونسي، وهذا الأمر نلاحظه في تعليقات المارة دوماً، إذ يقولون إنها  تعبر عن همومهم.

س: تلقيتم مساندة من عدد من الأشخاص والمنظمات، فكيف تمكنتم من التواصل بكل هذه الجمعيات والحصول على دعمها في غضون فترة وجيزة؟

ج: نعم حظينا بمساندة عدة منظمات وجمعيات مثل IFEX ورابطة حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية ونقابة مهن الفنون التشكيلية، بالإضافة إلى قائمة طويلة من الفنانين والحقوقيين. أما عن كيفية حصولنا على مساندتهم أقول إن قضيتنا عادلة وبلادنا تعيش هجمة على حرية التعبير، لذلك فكل المنظمات والجمعيات والمبدعين في حالة تأهب قصوى للدفاع عن حرية التعبير. وأنا نفسي ذهلت من توافد المساندين إلينا ودعمهم قضية “زواولة”.

س- تم تأجيل قضيتكم إلى يوم 23 يناير/كانون ثان 2013، ولم يتم البت فيها الآن، فما تعليقك؟

ج- لا أظن أن القرار سيكون سياسياً كما يعتقد العديد من أصدقائي. لدي ثقة في نزاهة القضاء التونسي اليوم، بالإضافة إلى ثقتي التامة في مشروعية العمل الذي قمنا به، وأعتقد أن المحكمة ستبرأني مما نسب لي عن جهل بما كنت أفعل. قرار التأجيل لم يربكني، وسأواصل ما كنت أقوم به.

س-  لو تحدثنا عن سر اختياركم لهذا الشكل من أشكال التعبير بالذات؟

ج- في الحقيقة هي هواية قبل كل شيء، كما أننا نعبّر عن أنفسنا ومواقفنا من خلال هذه الكتابات، ونحاول إظهار المشاكل الحقيقية التي تعاني منها البلاد والتي تخالف تماماً ما يسعى الساسة إلى ترويجه من خلال حصر المشاكل في إطار الصراعات الإيديولوجية.

س- ألا يمكن أن تعبروا عن أنفسكم بطرق أخرى: مثل العمل السياسي أو الاجتماعي أو من خلال المدونات الإلكترونية؟

ج- كل هذه الطرق التي ذكرتها لم تفلح في إظهار المشاكل الحقيقية التي نعاني منها، فالأحزاب تحكمها ضوابط إيديولوجية تعمى عن حقائق الأمور أحياناً، كما أن الجمعيات مرتبطة بمجال معين، وهي في معظمها بعيدة عن هموم المواطن اليومية. أما فيما يخص المدونات وغيرها، فهي موجهة لجمهور بعينه، وهذه الشريحة ليست من نسعى لمخاطبتها. لذلك نكتب على الجدران ليتمكن أكبر عدد من الناس من الاطلاع على أفكارنا مجاناً. وباختصار ثقتنا في الجدران أكثر من ثقتنا في الساسة.

س- لكنكم تعلمون أن طلاء الجدران هو اعتداء على ملك الغير؟

ج- نعلم ذلك جيداً، ونحن لا نكتب على الجدران الخاصة، إنما نستعمل جدران المؤسسات العامة. كما أننا لا نستعمل تعابير مخلة بالآداب أو عبارات تخدش الحياء.

س- هل حصلتم على تراخيص من إدارة المؤسسة قبل أن تكتبوا على جدرانها؟

ج- لا نعتبر الكتابة على جدران المؤسسات العامة جريمة ، ولا يمكن وصفها بالغلطة حتى، فهناك من يستعمل هذه المساحات للإعلانات التجارية دون الحصول على ترخيص مسبق، بينما نحن نحاول استغلال هذه المساحات لإيصال فننا إلى الجمهور،  فهذه هي الطريقة الوحيدة لإيصال صوتنا، ونتساءل لماذا لا ينتشر هذا النوع من الفن باعتباره دفع لحرية التعبير؟