مثّل موقف الجبهة الشعبية من الدستور ومن الحكومة ومدى استعدادها للانتخابات القادمة محور اللقاء الذي جمع “مراسلون” بالناطق الرسمي للجبهة الشعبية ( يسار)، وأمين عام حزب العمال حمة الهمامي. وفي ما يلي نص الحوار.

ما هو تقييم الجبهة الشعبية للدستور التونسي الجديد؟

تعتبر الجبهة الشعبية الدستور المصادق عليه مكسبا للقوى الديمقراطية والتقدمية ولنساء تونس وللشعب التونسي عموما رغم ما يشوبه من نقائص وثغرات.

مثّل موقف الجبهة الشعبية من الدستور ومن الحكومة ومدى استعدادها للانتخابات القادمة محور اللقاء الذي جمع “مراسلون” بالناطق الرسمي للجبهة الشعبية ( يسار)، وأمين عام حزب العمال حمة الهمامي. وفي ما يلي نص الحوار.

ما هو تقييم الجبهة الشعبية للدستور التونسي الجديد؟

تعتبر الجبهة الشعبية الدستور المصادق عليه مكسبا للقوى الديمقراطية والتقدمية ولنساء تونس وللشعب التونسي عموما رغم ما يشوبه من نقائص وثغرات.

هذا الدستور الجديد أنقذ الطابع  الديمقراطي  والمدني  للدولة التونسية رغم  سعي حركة  النهضة إلى تأسيس دولة استبدادية على أساس ديني وهو ما يتّضح من خلال المشروع الاول  للدستور.  

وتعتبر الجبهة أن حركة النهضة انهزمت خلال هذه المعركة وفشلت في فرض دستور استبدادي، ورغم فشلها فهي تحاول أن تقدم الدستور الجديد على كونه من إنجازاتها من أجل  طمس مواقفها وفسح المجال لإمكانية الالتفاف على الدستور.  

ما هو موقف الجبهة الشعبية من حكومة مهدي جمعة بعد حصول الأخيرة على 149 صوتا من نواب المجلس الوطني التأسيسي؟

إن حصول حكومة جمعة على هذا العدد من الأصوات يعكس القوى الموجودة داخل المجلس الوطني التأسيسي الناتجة عن انتخابات 23 تشرين أول/اكتوبر 2011 وهي لا تعكس موازين القوى خارج  قبة المجلس وداخل المجتمع التونسي.

ونحن في الجبهة نؤكد التزامنا بخارطة الطريق التي نصّت على أن تكون الحكومة مكونة من كفاءات مستقلة لتنجز مهامَّ محددةً من شأنها التصدي للوضع المتأزم أمنيا وسياسيا واقتصاديا  واجتماعيا وخلق مناخ ملائم لأجراء انتخابات حرة ونزيهة.

ونعتبر تكليف مهدي جمعة بتشكيل الحكومة الجديدة، انتهاكاً خطيراً لخارطة الطريق باعتباره من حكومة علي العريض. لأن الرباعي الراعي للحوار الوطني أكد على “حكومة ورقة بيضاء”(لا تتضمن أي وزير من الحكومة السابقة)، تتكون من وزراء مستقلين يعملون على  تنفيذ ما ورد في خارطة الطريق.

وتعتبر الجبهة الشعبية حكومة مهدي جمعة متكونة من مجموعتين: الأولى تضم وزراء تكنوقراط لهم ارتباطات بالشركات الاقتصادية الكبرى، الثانية سياسية، وهي الأخطر لأنها  ستعد للانتخابات القادمة وهي محل محاصصة حزبية بين الترويكا.

لقد حاولت النهضة الحفاظ بكل الوسائل على وزراء السيادة من خلال الإبقاء على لطفي بن  جدو على رأس وزارة  الداخلية واستقدمت عبد الرزاق بن خليفة من حزب التكتل الديمقراطي  من أجل العمل والحريات وعينته على رأس الجماعات المحلية، داخل وزارة الداخلية.

كما عُيّن حافظ  بن صالح المرتبط بالنظام السباق في منصب وزير العدل، وأيضا تم تعيين  وزير للشؤون الدينية معروف بانتمائه إلى حركة النهضة، بالإضافة إلى تسميات أخرى قريبة  من حزبيْ التكتل الديمقراطي والمؤتمر من أجل الجمهورية، وهذا دليل على الانحراف عن  خارطة الطريق مما سيكون له انعكاسات سلبية على تنفيذ ما تضمنته خارطة الطريق.

كل هذا يجعلنا في يقظة مستمرة لمراقبة الحكومة ومحاسبتها على مدى تطبيقها لخارطة  الطريق والاستعداد للاستحقاقات الانتخابية المقبلة أواخر هذا العام.

هل ستبقي الجبهة الشعبية على تحالفها مع نداء تونس أم أنها ستبحث عن تحالفات أخرى استعدادا للانتخابات المقبلة؟

كان تأسيس جبهة الإنقاذ (تضم الجبهة الشعبية ونداء تونس وأحزاب وسطية) مباشرة إثر  اغتيال الشهيد محمد البراهمي يوم 25 تموز/يوليو 2011 حيث طالبت بحل المجلس التأسيسي ورحيل حكومة علي العريض وتعيين حكومة كفاءات وطنية مستقلة.

ومن هذا المنطلق يمكن اعتبار المهام التي تأسست من أجلها جبهة الانقاذ قد تحققت. ولكن هذا لا يعني أن مجال العمل المشترك بين مكونات الجبهة قد انتهى سواء باسم جبهة الانقاذ أو  باسم جديد لأن  الأطراف المكونة لهذا التحالف عبرت عن رغبتها في مواصلة العمل من  خلال هذه الجبهة، وهناك اجتماع مرتقب لمكونات جبهة الانقاذ سيعقد للحسم في الموضوع.

بالإضافة إلى ذلك هناك نقاشات مع أطياف أخرى خارج جبهة الانقاذ على غرار الجبهة الوطنية قصد توسيع تحالفنا مع اطراف ديمقراطية وتنسيق جهودنا للمحطات المقبلة.

هل ستشارك الجبهة الشعبية في الانتخابات المقبلة بقائمات مستقلة؟

نعم، الجبهة  الشعبية مستعدة للمشاركة في الانتخابات المقبلة من خلال قائمات مستقلة. وهي تقوم حاليا بنقاش مسالة تكوين تحالفات للتصدي لعودة الاستبداد ودعم مكتسبات الشعب التونسي.

ويظل القرار النهائي حول سبل المشاركة رهين تطورات الاوضاع السياسية والأمنية التي قد  تتطلب تحالفات على غرار تحالف الجبهة مع حركة نداء تونس، وهو أمر كان مرفوضا  بالنسبة لنا سابقا.

هل سيترشح حمه الهمامي للانتخابات الرئاسية القادمة؟  

ترشحي للانتخابات الرئاسية المقبلة لم يحسم نهائيا، رغم أن هناك مقترحات في هذا الاتجاه. وسيتم اتخاذ القرار خلال الاسابيع القادمة بعد استكمال النقاشات حول كيفية الاستعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمتين، والاتفاق أيضا على القائمات الانتخابية وأسماء المرشحين.