أعلنت الممثلة المسرحية ومديرة مهرجان بوقرنين ليلى طوبال التخلي عن إدارة الدورة 34 لمهرجان بوقرنين الثقافي واستقالة كل اعضاء الهيئة الإدارية، بسبب تعرض الهيئة الى “ضغوطات” ومجابهتها لعراقيل وصعوبات “على يد جهات لا تمت بأية صلة للفعل الثقافي” و”بتزكية من السلط المحلية والرسمية”.

أعلنت الممثلة المسرحية ومديرة مهرجان بوقرنين ليلى طوبال التخلي عن إدارة الدورة 34 لمهرجان بوقرنين الثقافي واستقالة كل اعضاء الهيئة الإدارية، بسبب تعرض الهيئة الى “ضغوطات” ومجابهتها لعراقيل وصعوبات “على يد جهات لا تمت بأية صلة للفعل الثقافي” و”بتزكية من السلط المحلية والرسمية”.

[ibimage==7509==Small_Image==none==self==null]

ليلى طوبال

وأكدت طوبال خلال ندوة صحفية انتظمت بالعاصمة يوم 25 حزيران/يونيو أنها وإن تخلت عن تنظيم مهرجان بوقرنين لهذا الصيف، فإنها لن تتخلى عن المشروع الثقافي والفكري الذي تدافع عنه في تونس بعد الثورة.

أسلمة المهرجان

واتهمت طوبال المعروفة بتوجهها العلماني لجان حماية الثورة بالجهة بتهديد أعضاء الهيئة مباشرة إن تم تنظيم المهرجان وفق البرنامج المقرر. وكشفت ان هذه المجموعات المدعومة من الحزب الإسلامي الحاكم طلبت تغيير بعض العروض وإدماج عروض أخرى مثل الفرق الدينية والتجليات الصوفية، “وإلا فانهم سيمنعون رواد المهرجان من الدخول”.

وبينت مديرة الهيئة المستقيلة أن السلطات الجهوية ومن ورائها وزارة الثقافة تعمدت تنظيم مهرجان المدينة  المخصص لشهر رمضان في موعد يتزامن مع تاريخ تنظيم مهرجان بوقرنين، و”الأدهى والأمرّ” حسب تعبير طوبال هو أن الدخول سيكون مجانا.

كما طالبت المندوبية الجهوية للثقافة الهيئة باقتسام مبلغ 15 الف دينار التي تمنحها للمهرجان كدعم، مع مهرجان المدينة وهو ما اعتبرته طوبال خطوة خطيرة لإفشال مهرجان بوقرنين وبالتالي ضرب مشروع ثقافي بمشروع بديل يسعى الى “أسلمة المجتمع”.

وفي وقت سابق صرّحت  طوبال على صفحتها الرسمية على موقع “فيسبوك” أن الهيئة المديرة قررت إلغاء الدورة 34 للمهرجان  المقررة من 11 تموز/يوليو إلى 6 آب/أغسطس 2013 إلا أن وزارة الثقافة أصدرت بلاغا تؤكد فيه تنظيم هذا المهرجان في موعده.

واعتبرت طوبال أن قرار وزارة الثقافة تنظيم المهرجان “بنفس البرنامج الذي قمنا بتحضيره دليل على أن مشكلتها مع الاشخاص وبالتحديد مع ليلى طوبال”. وبينت أنه “بمجرد الإعلان عن استقالة هذه الهيئة سارعت وزارة الثقافة لدعم المهرجان بعد أن كانت رفضت سابقا دعمه بعدم إعطائنا المنحة المخصصة للمهرجان والتي تحصل عليها في الدورة الماضية وقيمتها 50 ألف دينار (حوالي 30 ألف دولار أمريكي)”.

وقالت انه الى غاية يوم 20 حزيران/يونيو لم يتجاوز الرصيد البنكي، وفق كشف الحساب الجاري الخاص بميزانية المهرجان مبلغ 196 دينار وهو ما يعني محاولة تعجيز الهيئة الإدراية، حسب تعبيرها.

وأضافت “لقد تبين أن المعركة سياسية. ولطالما  تذمر وزير الثقافة من ارائي ومواقفي وتصريحاتي الناقدة للسياسة الثقافية التي تنتهجها الحكومة. واعتقد ان هذا من أهم أسباب رفضهم لي”.

وحمّلت ليلى طوبال “مسؤولية تعكّر صفو المشهد الثقافي في تونس اليوم إلى وزارة الثقافة مفسرة ذلك بعدم تدخل الوزارة للحسم في بعض المسائل ومساهمتها في تكريس التهميش والإقصاء للمثقفين والمبدعين مقابل دعم بعض الخيارات البديلة للإسلاميين”.

الوزارة تنفي وتوضح

وإثر إعلان هذا القرار أصدرت المندوبية الجهوية للثقافة ببن عروس بالضاحية الجنوبية للعاصمة (حيث يقام مهرجان بوقرنين) بلاغا عبرت فيه عن “أسفها” لقرار السيدة ليلى طوبال وكامل أعضاء الهيئة الإدارية للدورة 34 من مهرجان بوقرنين بحمام الأنف التخلي عن الإشراف عن تنظيم هذه التظاهرة.

وذكرت في البلاغ نفسه أنه ليس من حق وزارة الثقافة منع تنظيم أي تظاهرة ثقافية تكريسا لحق كل التونسيين في الفعل الثقافي، بل على العكس من ذلك فهي تشجع على ذلك وتدعو المجتمع المدني إلى الإسهام بفاعلية في إثراء الحياة الثقافية.

وأوضحت أن ليلى طوبال اختارت العمل والإعداد للدورة الجديدة من مهرجان بوقرنين دون التنسيق مع السلط الجهوية والمندوبية الجهوية للثقافة ببن عروس و”بمعزل عن أوسع التوافقات الممكنة مع مكونات المجتمع المدني بالجهة”.

وأوضحت المندوبية الثقافية لجهة بن عروس أن السنوات الأخيرة شهدت ميلاد جيل جديد من التظاهرات الثقافية تزامنا مع شهر رمضان وهي مهرجانات المدينة وذلك في جل الجهات بالجمهورية. وبينت أنه من حق أبناء ضاحية حمام الأنف (المدينة التي تحتضن المهرجان) أن يكون لهم مهرجان للمدينة. وأكدت أن نشأة مهرجان المدينة بحمام الأنف لن يكون على حساب مهرجان بوقرنين العريق لا دعما ولا تمويلا، خلافا لما قالته طوبال .

واكدت السلطات الجهوية حرصها على النأي بالتظاهرات الثقافية والمهرجانات عن كل التجاذبات التي لا صلة لها بالشأن الثقافي.

وأعلنت عن تولى المندوب الجهوي للثقافة إدارة الدورة 34 للمهرجان، التي ستقام في الموعد المحدد لها، وذلك بمساعدة بعض المسؤولين الإداريين التابعين للمندوبية الجهوية للثقافة.

الفنانون يقاطعون

المكتب الاعلامي لوزارة الثقافة أكد لـ “مراسلون” أن الوزارة قامت بتحويل الاعتمادات المخصصة لكل المهرجانات في اليوم نفسه أي يوم 20 حزيران/ يونيو بما في ذلك مهرجان بوقرنين. وأوضح أن والي (محافظ) بن عروس هو الذي عين الهيئة المديرة للمهرجان برئاسة ليلى طوبال وذلك على ضوء برامج تم  تقديمها، وبالتالي فإن الحديث عن رغبة في اقصاء طوبال تحديدا وتذمر وزير الثقافة منها، لا أساس له من الصحة.

وأكد أن المهرجان سيقام وفقا للبرنامج الذي قامت بتحضيره الهيئة المتخلية، دون أن ينفي إمكانية تغيير بعض العروض.

وعلمت “مراسلون” في هذا الصدد ان عددا من الفنانين قرروا الانسحاب من المشاركة في هذا المهرجان تضامنا مع الفنانة ليلى طوبال وكل أعضاء هيئتها، ومن بين هؤلاء المغنية التونسية ليلى حجيج والممثل ومغني الراب التونسي محمد علي بن جمعة.