قبل عامين، تقدم القيادي الإخواني المهندس هيثم أبو خليل باستقالته من جماعة الإخوان المسلمين بعد 22 عامًا قضاها ضمن التنظيم، اعتراضًا على عدم اتخاذ إجراء “صارم وحاسم” ضد أعضاء من مكتب الإرشاد عقدوا اجتماعا سريا مع اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق خلال أحداث ثورة 25 كانون الثاني/ يناير.

في حواره مع “مراسلون” يطالب أبو خليل الرئيس محمد مرسي أن يستقل عن “جبروت” خيرت الشاطر، متحدثا عن إمكانية عودة مشروطة إلى صفوف الجماعة.

قبل عامين، تقدم القيادي الإخواني المهندس هيثم أبو خليل باستقالته من جماعة الإخوان المسلمين بعد 22 عامًا قضاها ضمن التنظيم، اعتراضًا على عدم اتخاذ إجراء “صارم وحاسم” ضد أعضاء من مكتب الإرشاد عقدوا اجتماعا سريا مع اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق خلال أحداث ثورة 25 كانون الثاني/ يناير.

في حواره مع “مراسلون” يطالب أبو خليل الرئيس محمد مرسي أن يستقل عن “جبروت” خيرت الشاطر، متحدثا عن إمكانية عودة مشروطة إلى صفوف الجماعة.

“مراسلون”: ما هي اللحظة التي خرجت فيها من الجماعة؟

أبو خليل: قدمت طلب استقالتي من جماعة الإخوان في 31 آذار/ مارس 2011 بعد أن تأكدت من معلومة اجتماع مكتب الإرشاد في الجماعة باللواء السابق عمر سليمان في الأول من فبراير/شباط، وهو الاجتماع الذي لم تغطه وسائل الإعلام كما حصل في لقاء السادس من فبراير/شباط الموسع، حيث جرت في اللقاء الأول مقايضة الانسحاب من الثورة مقابل الموافقة على تأسيس حزب للجماعة، وتم اللقاء في غياب مجلس الشورى العام للجماعة.

الإخوان يقولون إنك لم تكن عضوا في الجماعة بل مجرد منتسب أو محب لها؟

أنا عضو في الجماعة منذ ٢٢ عاما، كنت عضو الأمانة العامة المركزية للإعلام في الإسكندرية، وأحد الكتاب الرئيسيين بموقع “أخوان أون لاين”، وادعاءتهم بشأني هي للتشويش على استقالتي واستيعاب أثرها.

هل يعني ذلك انقطاع مجمل علاقتك بالجماعة وعدم الرجوع إليها مستقبلا؟

عودتي مشروطة بتمكين شباب الجماعة بثورة فكرية وإدارية، ففكر حسن البنا يحتاج لمراجعات عصرية، والجماعة الحالية خالفته بالفعل في تأسيس حزب سياسي ولم أتقدم باستقالتي إلا بعد كسر احتكار الجماعة للعمل الدعوي، وتأخرت رغم معارضتي التنظيمية منذ ٢٢ عاما لاستسلام جيلي للفزاعة الأمنية التي كانت تشيعها القيادات.

أفكارك تبدو قريبة الصلة بالتيار الإصلاحي القديم والمهمش الآن في الجماعة، ماهو موقع هذا التيار فيها الآن؟

بالفعل تم إقصاء التيار الإصلاحي لمصلحة تيار الانغلاق، لقد سمحوا للأول قبل الثورة بمساحة عمل إعلامي تمثلت في دور شخصيات مثل جمال حشمت وعصام العريان وعبد المنعم أبو الفتوح وحلمي الجزار، لكن تيار الانغلاق تعجل قطف الثمار وانفرد بالجماعة بعد الثورة.

تتحدث في مقالاتك عن معلومات تدعي أنها من المطبخ الداخلي للجماعة، من أين تستقي معلوماتك خاصة وأن علاقاتك بالمستوى القيادي مقطوعة؟

هناك مصادر لي داخل الجماعة تخاف عليها كما تخاف على مصر، لكنها تخاف أيضا على مواقعها، وهم يؤكدون أن د.محمد مرسي هو مجرد واجهة لإدارة خيرت الشاطر الحقيقة لمجمل السياسة الإخوانية.

تتحدث عن أخونة الدولة كما يتحدث عنها السلفيون، ماتحليلك للأزمة بين الإخوان وبين السلفيين؟

الأزمة نتاج طيش وتخبط مؤسسة الرئاسة، وبيانها زاد الجراح بينهما، لكن خيرت الشاطر سيتحرك للملمة هذه الجراح مع اتخاذها فرصة لزيادة الانشقاق بين السلفيين، أما عن الأخونة فتظهر في تعيين أيمن علي متحدثا عن إعلام الرئاسة، وهو الفتى المدلل لخيرت الشاطر والمسئول السابق عن ملف أوروبا داخل الجماعة.

ماهو البديل السياسي القادر الآن وقبل الانتخابات البرلمانية على هزيمة اللإخوان؟

لا أمل في السلفيين، كل الأمل في تحالف الليبراليين مع تيار الإسلام الوسطي كما يمثله عبد المنعم ابو الفتوح وأبو العلا ماضي، هذا التحالف قادر على الفوز في انتخابات البرلمان كما المحليات، وإن لم يتحقق فمشروع انفراد الإخوان بكل الدولة مستمر.

تضع أملا في مقالاتك على صحوة الرئيس مرسي واستقلاله عن إرادة خيرت الشاطر، هل الأمر بهذه البساطة والشخصنة السلطوية؟

الرئيس مرسي رئيس لكل المصريين، لكنه مازال عضوا بأسر الجماعة، يأتمر بأمر خيرت الشاطر، الذي يرأس مجموعة استشارية مهمتها التخطيط والرئيس ينفذ دون نقاش، هذه هي طبيعة الجماعة، الرئيس مجرد كومبارس، والمرشد قيادة روحية، لكن لا يمكن مقارنة مرسي بمبارك، قد يفتقد الخبرات التخطيطية، لانستطيع الحديث عنه كرئيس فاشل قبل عامين، مسئولية الحكم صعبة، لذا عليه التحرر من قيوده والتحلي بمسئولية زعماء اللحظة التاريخية.

لكن ماذا عن مسئوليته في إهدار أرواح المصريين والتعذيب وإعادة إنتاج نظام مبارك بمزيد من التسلط؟

ماحدث أمام الاتحادية ثمة أطراف أخرى وراءه، قد تكون مجموعات فلولية أو جهادية من أطلقت الرصاص على الجانبين، ثمة من يحاول الانتقام من الإخوان، المسئولية الجنائية لكل أحداث مابعد الثورة تقع على وزارة الداخلية، ولا أعفي الرئيس من مسئوليته السياسية.

تتحدث عن عدم تحميل الرئيس المسئولية الجنائية رغم أن مبارك تحملها، ماذا عن إصراره على تحمل الفشل السياسي لحكومة هشام قنديل؟

هشام قنديل ألعوبة في يد الشاطر، يسمع ويطيع، أعتقد أن المهندس أبو العلا ماضي من حزب الوسط قد يكون بديلا جيدا عنه، لقد طالب الرئيس بالاستقالة، كي يفيق وينتزع صلاحياته من الشاطر، لكني لن أقارنه يوما بمبارك وزمنه، نحن نحيا في فشل ٣٠ عاما من نتاج دماره وفساده، الإخوان يأخذهم الغرور ويعلمون أن الانتخابات ستكون مناسبة لاختبار شعبية باتت على المحك، ولا سبيل لازاحتهم الا عبر بديل قوي وبالصندوق.