بعد وصول الإسلاميين إلى سدّة الحكم في تونس يطالب رجال دين بإحياء التعليم الزيتوني التقليدي (نسبة إلى جامع الزيتونة).
لكن عبد اللطيف عبيد، وزير التربية التونسي، يؤكد في حديث مع موقع “مراسلون” إن حكومته لا تعترف بالتعليم الديني الزيتوني أو أية منظومة تعليمية بديلة. وهنا نص المقابلة:
س: ما موقفكم من دعوة حسين العبيدي إمام جامع الزيتونة إلى إحياء التعليم الديني الزيتوني عبر مدارس ابتدائية خاصة؟
بعد وصول الإسلاميين إلى سدّة الحكم في تونس يطالب رجال دين بإحياء التعليم الزيتوني التقليدي (نسبة إلى جامع الزيتونة).
لكن عبد اللطيف عبيد، وزير التربية التونسي، يؤكد في حديث مع موقع “مراسلون” إن حكومته لا تعترف بالتعليم الديني الزيتوني أو أية منظومة تعليمية بديلة. وهنا نص المقابلة:
س: ما موقفكم من دعوة حسين العبيدي إمام جامع الزيتونة إلى إحياء التعليم الديني الزيتوني عبر مدارس ابتدائية خاصة؟
ج: لا وجود في تونس لنظام تعليمي موازٍ. فقانون 4 نوفمبر/كانون الثاني لعام 1958 الذي ينسب للمرحوم محمود المسعدي ثالث وزير تربية بعد الاستقلال، كان قد وحد الأنظمة التعليمية التي كانت سائدة في ذلك الوقت. وبموجب ذلك القانون ألغي التعليم الزيتوني (نسبة إلى جامع الزيتونة) كنظام تعليمي وإن كانت دروسه قد استمرت وتخرجت الأفواج منه إلى غاية سنة 1964. لذلك لا أعتقد أن بلادنا تحتاج الآن إلى نظام تعليمي آخر، فمنظومتنا التربوية الحالية تحتاج إلى إصلاح لا إلى تغيير. كما أني شخصيا لا أرى موجبا للعودة إلى التعليم الزيتوني الذي تجاوزه الزمن، بل حتى القائمين عليه في الخمسينات لطالما كانوا يدعون إلى إصلاحه.
س: تتخوف النخب التونسية اليوم من إمكانية توظيف التعليم الزيتوني لتمرير خطاب ديني جديد كيف ترون ذلك؟
ج: وزارة التربية لم تسمح ببعث مدارس ابتدائية زيتونية واعتبرتها خارج القانون. أما بخصوص حركة النهضة فهي بدورها لا تحبذ التعليم الزيتوني بل أن السيد حسين العبيدي خارج عن النهضة وهو الذي يريد فرض هذا التعليم، كما أن النهضة لا تحتاج إلى المدارس الزيتونية لتمرير أفكارها وخدمة مصالحها الحزبية.
س: هل يمكن الحديث عن إصلاح المنظومة التربوية قبل صدور الدستور؟
ج: إصلاح المنظومة التربوية عملية طويلة متشعبة تحتاج إلى الوقت والجهد والتخطيط على أسس علمية إلى جانب الإمكانات المادية والبشرية.
كما أن الإصلاح لا يتم دفعة واحدة لذلك لا غرابة إطلاقا أن تبادر الحكومة الحالية المتشكلة على أساس انتخابي إلى البدء بإصلاحات عديدة وفي مقدمتها قطاع التربية والتكوين المهني والتعليم العالي.
إن الإصلاح الذي نقوم به لا يزال في بدايته ونحن الآن بصدد إرساء البنية التحتية المؤسسية للإصلاح، المتمثلة في إحداث المجلس الأعلى للتربية والمعهد الوطني لإصلاح المنظومة التربوية ولجنة قيادة الإصلاح التربوي.
كما أننا أجرينا في 18 حزيران/يونيو الماضي استشارة شاملة بمشاركة مدرسي التعليم الابتدائي في 4517 مدرسة لمعرفة مواقف المربين مما هو موجود ومقترحاتهم للمستقبل.
س: واجهت وزارة التربية في السنة الدراسية المنقضية صعوبات في امتحانات الباكالوريا واستهلت هذه السنة بإضرابات. ما المشكلة؟
ج: الإضراب أبغض الحلال وندعو كل المربين إلى العمل وتحمل الأمانة كاملة. ونحن لا نتمنى الإضراب ولا نرى أي موجب إليه في افتتاح هذه السنة الدراسية. أما بخصوص موقفنا من اقتطاع ثلاثة أيام من مرتبات المعلمين نتيجة إضرابهم أيام 16 و 30 و31 أيار/مايو الماضي فقد عبرنا عنه مرارا وقالت الحكومة إن الإضراب يكون بدون أجر رغم انه شرعي وهذا ما يقوله القانون في تونس وفي الخارج.
س: باعتبارك تنتمي حزبيا للتكتل، هل سيؤثر انتماء حزبكم لحكومة الترويكا على شعبيته في الانتخابات القادمة؟
ج: كان انتماء التكتل للحكومة الائتلافية الحالية انتماء واعيا مدروسا وحقق منافع كثيرة للوطن ونحن في التكتل نضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. أما ما ستحققه مشاركتنا للحكومة من مكاسب انتخابية مستقبلا فهذا أمر ثانوي بالنسبة إلينا ونحن في التكتل أبعد ما نكون عن الحسابات الحزبية الضيقة ولا نخلط إطلاقا كوزراء بين صفتنا الحكومية وصفتنا الحزبية وإن كان هذا الأمر يغضب الكثير من مناضلينا و أصدقائنا.