لا تزال بحيرة مريوط، والتى تقع جنوب غرب محافظة الاسكندرية، تعاني من الفوضي والاهمال والفساد، مما أدى إلى تقلص مساحة البحيرة من 60 ألف فدان إلي 17 ألف فدان فقط، وذلك بسبب أعمال الردم التي قام بها رجال الاعمال على أجزاء كبيرة منها لبناء مشروعات سياحية.
في الوقت نفسه توقفت البحيرة بشكل شبه كامل عن إنتاج الثروة السمكية، بسبب شركات البترول التي تفرغ مخلفاتها داخل البحيرة مما جعل أطنان من الاسماك تموت سنويا بسبب التلوث.
لا تزال بحيرة مريوط، والتى تقع جنوب غرب محافظة الاسكندرية، تعاني من الفوضي والاهمال والفساد، مما أدى إلى تقلص مساحة البحيرة من 60 ألف فدان إلي 17 ألف فدان فقط، وذلك بسبب أعمال الردم التي قام بها رجال الاعمال على أجزاء كبيرة منها لبناء مشروعات سياحية.
في الوقت نفسه توقفت البحيرة بشكل شبه كامل عن إنتاج الثروة السمكية، بسبب شركات البترول التي تفرغ مخلفاتها داخل البحيرة مما جعل أطنان من الاسماك تموت سنويا بسبب التلوث.
الوضع المتردي الذي تعانيه البحيرة بدأ منذ تحولها إلى مستقر لصرف مدينة الإسكندرية قبل قرن من الزمان: ومع استمرار تلوثها بمخلفات المصانع المختلفة، أخذت مساحتها في التآكل بسبب عمليات الردم المستمرة والتي فشلت الحكومات المتعاقبة في وقفها. هذا الوضع المتردي لم يتغير بعد ثورة 25 يناير، بل ازداد ترديا.
25 يناير كلمة السر لاستيلاء المستثمرين علي البحيرة
ثورة 25 يناير كانت هي كلمة السر لقيام المستثمرين وأصحاب الشركات المجاورة لبحيرة مريوط للاستيلاء عليها بسبب الفوضى وغياب الرقابة من قبل المسؤولين بمحافظة الاسكندرية، هكذا فسر أحمد خميس، أحد الباحثين بكلية الزراعة بالاسكندرية استمرار التجاوزات في محيط البحيرة.
ويضيف “منذ 30 عاما والبحيرة يتم نهبها وسرقته، وعقب الثورة تم ردم نحو ألفي فدان من البحيرة لصالح أحد رجال الاعمال الكبار دون حصوله علي أية أوراق رسمية لقيامه ببناء منتجع سياحي ولم يعترضه أحدا بفضل غيبوبة المسؤولين وفسادهم المتعمد والمقنن علي حد قوله”.
ويمضي خميس قائلا إنه في عهد اللواء عادل لبيب، محافظ الاسكندرية الاسبق، كانت البحيرة تقدم أجزاءً منها كهدايا للمستثمرين ورجال الاعمال، مشيرا الي انه خصص جزءً من حوض الـ 6 آلاف فدان من البحيرة الي محطة التنقية الغربية لشركة الموانيء النهرية لتسقيع الأراضي(أي تركها بدون استثمار حتى يرتفع سعرها فُيعاد بيعها) والخاصة بأحد الوزراء التابعين للنظام السابق دون أن يدفع المستثمر مليما واحدا.
صيادون مع وقف التنفيذ
عبر قارب صيد صغير، وبرفقة الحاج ، قدري عبد السلام، 75 عاما، أحد صيادي بحيرة مريوط قامت مراسلة موقع المراسلين بجولة داخل البحيرة، حيث يطفو القارب فوق مياه ليست طبيعية بل لونها أسود ملطخ ببقاع الزيوت وشوائب ومخلفات الشركات التي تفرغ بها ورائحة الصرف الصحي والملوثات تحاوطها من كل مكان.
“كل يوم بنشوف اللوادر بتردم أجزاء كثيرة من البحيرة ولم نسأل الردم ليه يا جماعه.. يكون الرد أصل هنبني مساكن للشباب عشان نساعدهم في الحياة .. وطبعا ده كلام بيضحكوا به علينا عشان نسكت ونطاطي”، بهذه الكلمات البسيطة عبر بها عبد السلام عن إستيائه الشديد مما يحدث للبحيرة.
ويؤكد عبد السلام الي أن الحياة بعد ثورة 25 يناير توقفت تماما في البحيرة بعد أن تم ردم مئات الافدنة منها، فضلا عن الإلقاء بالقذورات والقمامة ومخلفات البناء بها والذي ساعد علي قتل الثروة السمكية، مشيرا الي إن السمك الذي يقومون بصيده يخرج من المياه ميت ذو رائحه عفنه.
ويوافقه في الرأي حمدي سعداوي، أحد الصيادين، ويضيف الي أن عمله كصياد توقف منذ عامين بعد أن أصبحت البحيرة خاوية لا يوجد بها سوي السمك الفاسد الميت بسبب المخلفات البترولية التي تصرفها الشركات المجاورة داخل المياه، مؤكدا الي إنه عندما قاما بصيد تلك الاسماك وبيعها في السوق حرر له مباحث التموين محاضر غش وفساد وتم حبسه وإنه كان لا يعلم أن تلك الاسماك سامه، مرجعا ذلك لانه ليس طبيبا أو باحثا.
حزمة من المشروعات لإنقاذ البحيرة
ومن أجل الوقوف على موقف المسؤولين من وضع البحيرة المتردي ذهبنا إلى محافظة الإسكندرية وتوجهنا بأسئلتنا إلى اللواء أسامة الفولي محافظ الاسكندرية الذي تحدث عن حزمة من المشروعات التنموية والعقارية والإستثمارية لتحقيق الاستفادة القصوي من البحيرة خلال المرحلة القادمة.
ويشير الفولي في خطته إلي أن أعمال تطهير البحيرة تتم بتقديم كافة المساعدات والخبرات الفنية من قبل الأساتذة بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد وجامعة الإسكندرية والهيئة العامة للثروة السمكية لصيادي البحيرة، مؤكدا الي أن ذلك ضمن الخطة المعهودة والتى تهدف الي رفع معدل الانتاج السمكي بالبحيرة من 8 آلاف طن سنويا إلي 20 ألف طن سنويا.
لكن الفولي لم يقدم جدولا زمنيا لحل مشاكل البحيرة، وإلى أن تثمر المحاولات التي تخططها محافظته لا يزال على أهالي البحيرة وصياديها الإنتظار.
تابعونا على تويتر @micteg
#micteg #savethelake