الوضع في المنطقة الصناعية بقويسنا بالمنوفية (100 كلم شمال القاهرة) ينذر بالخطر بسبب عدم معالجة الصرف الصناعي لمصانعها. فالمنطقة التي تم إنشاءها في عام 1995 وكان يطلق عليها “منطقة مبارك الصناعية بقويسنا”، وتم تغييرها بعد ثورة 25 يناير إلى ” المنطقة الصناعية بقويسنا”، ليس بها محطة صرف صحي لجمع صرف المصانع وتنقيته.

الوضع في المنطقة الصناعية بقويسنا بالمنوفية (100 كلم شمال القاهرة) ينذر بالخطر بسبب عدم معالجة الصرف الصناعي لمصانعها. فالمنطقة التي تم إنشاءها في عام 1995 وكان يطلق عليها “منطقة مبارك الصناعية بقويسنا”، وتم تغييرها بعد ثورة 25 يناير إلى ” المنطقة الصناعية بقويسنا”، ليس بها محطة صرف صحي لجمع صرف المصانع وتنقيته.

تعتبر المنطقة التي تبلغ مساحتها 103 فدان، وبلغ رأس المال المستثمر فيها في عام 2005 مايقرب من 82 مليون جنيه، تعتبر اليوم من كبريات المدن الصناعية في مصر، حيث يوجد بها أكبر مجموعة في مصر لصناعة الإلكترونيات والأجهزة المنزلية وهي مجموعة العربي (والتي تعد أكبر مجموعة صناعية للأجهزة المنزلية والألكترونيات في الوطن العربي) ومصنع سيجما للأدوية. يعمل بالمنطقة أكثر من 4908 عاملا كما يوجد بها 100 ورشة خصصت للصناعات المغذية والمكملة للصناعات القائمة.

المعاناة التي يعيشها الأهالي حلها بسيط للغاية، وهو إنشاء محطة صرف، حسبما أكدوا لنا. فالمصانع ليس أمامها سبيل لصرف مخلفاتها سوي طريقتين إما بصرف مخلفاتها مباشرة فى باطن الأرض من خلال آبار ارتوازية، أو إلقائها بشكل مباشر في الترعة التي تروي الأراضي الزراعية وتخترق القرية.

وباء بدلا من طفرة صناعية

“منذ أكثر من 15 عاماً تم إنشاء المنطقة الصناعية بقويسنا بالقرب من قريتي كفور الرمل وعرب الرمل. وانتظرنا الطفرة التي ستحدث في المنطقة والتنمية التي ستحل علينا، إلا أنها سرعان ما تحولت إلي بؤرة لنقل الأمراض بسبب مخلفات المصانع التي يتم إلقاؤها فى الترع التي تروي الأراضي الزراعية” هذا ما أكده هشام حسني – محاسب- والبالغ من العمر28 عاماً.

ويضيف هشام ابن قرية كفور الرمل الأكثر تضررا : “تسببت مخلفات الصرف الصناعي في تبوير ما يقرب من 80 فداناً من أفضل أراضي المنطقة فضلا عن الأمراض التي أصابت الأهالي بسبب تلوث مياه الشرب لاختلاطها بمياه الصرف التي غمرت القرية، بسبب ارتفاع منسوب مياه صرف المصانع بعد توقف أعمال ماكينات ضخ المياه التي تلقى بمخلفاتها فى مشروع صرف القرية الذي يروى قرابة الـ 80 فدانا”.

سموم في أجساد السكان

سعيد حسين – فلاح 50عاماً – من أهالي القرية يقول إن المنطقة الصناعية تبث السموم فى أجساد الأهالي، بل تسببت في انهاء مشروع الثروة السمكية. ويضيف “تجاهلت الحكومات مشروع إنشاء محطة صرف صحى لإنقاذ حياة أكثر من 20 ألف مواطن بالقرية، فقد تفشى الفشل الكلوي في القرية وغالباً ما تحدث 3 حالات وفاة كل 10 أيام بسبب الإصابة بالأمراض الوبائية التي أصبحت مزمنة”.

الدكتور _ أحمد فتحي _ طبيب بالمستشفي الجامعي بشبين الكوم أكد أن المخلفات المتخلفة عن الأنشطة الصناعية بالمنطقة خاصةً الصناعات الكيميائية والتصنيع الغذائي تمثل “خطراً حقيقياً علي مياه الشرب بالقرى المحيطة بالمنطقة، وكذلك مياه الري التي تذاب بها الكيماويات والمبيدات الضارة التي تنتقل إلى التربة، وينتج عنها كثير من الأمراض التي أصابت بالفعل عشرات الأهالي وظهرت بالقري المجاورة أعراض مظاهر الحساسية الصدرية والربو تصلب الشرايين وتضخم الكبد بالإضافة إلي بعض حالات الأمراض الجلدية وأمراض العيون”.

الأخطر من هذا حسبما أكد الدكتور مجدي خليل أشهر أطباء قويسنا استمرار التلوث على المدى البعيد، مما قد يؤدي إلى تدمير عناصر وراثية في الخلايا مما قد ينتج عنه أجنة مشوهة. بينما قال الطبيب صفوت عبد الجليل إن أيا من المحافظين لم يزر القرية، ويكتفون فقط بالتحدث  للفضائيات، بينما زار الرئيس السابق محمد مرسى المنطقة الصناعية اثناء حملته الانتخابية دون التعرض لمشاكل القرية.

“لأموال غير متوفرة”

“نحن ندرك حجم الكارثة لكننا لا نملك أموالا للحل”، هكذا بدأ العقيد محمد الصاوى مدير المنطقة الصناعية رده على كلام الأهالي مؤكدا أن محطة معالجة الصرف الصحي والصناعي لم تكتمل بسبب الأزمة المالية حيث أنها فى حاجة إلى 120 مليون جنيه لتشغيلها وحال البلد لايسمح فى هذا الوقت. مضيفا “ناشدت رئيس الوزراء والمحافظ ولديهم علم بذلك وفى حال توفير الأموال سنعمل على الفور على حل الأزمة”.

وحول المخاطر التي تتعرض لها المنطقة بسبب التصعيد الذي يلجأ له الأهالي أحيانا بغلق المصانع قال الصاوي “الخسائر الاقتصادية جراء غلق المنطقة تفوق تكلفة إنشاء المحطة. فالخسائر على مدى يومين إحتجاج فقط تم غلق المنطقة فيهما منذ شهرين بلغت مليون و600 ألف جنية  بالاضافة الى إغلاق عدد من المصانع الحيوية مثل مصنع الجلود وسيجما للأدوية”.

وكحل جزئي قررت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمنوفية بتوفير  سيارات “كسح” لرفع المياه عن المنطقة المحيطة بالمنطقة الصناعية  لحين إنشاء محطة الصرف.

ولا يبدو أن أزمة الأهالي في طريقها للحل السريع، فالأوضاع الأمنية لا تتسم بالاستقرار، مما يزيد صعوبة إنشاء محطة الصرف المنتظرة.