مرحبا بكم في “جمهورية المنوفية المستقلة”. هذا هو الشعار الذي رفعه أهالي محافظة المنوفية التي لم يتم تعيين محافظا لها منذ أكثر من ثمانية أشهر. وتُركت منذ عهد الرئيس المعزول محمد مرسي وحتى الآن تدير شئونها بنفسها بعد أن تم نقل سكرتيرها العام ياسين طاهر نائبا لمحافظ القاهرة وسكرتيرها المساعد اللواء محمد عزت سكرتيرا عاما لمحافظة بني سويف.

فراغ إداري

مرحبا بكم في “جمهورية المنوفية المستقلة”. هذا هو الشعار الذي رفعه أهالي محافظة المنوفية التي لم يتم تعيين محافظا لها منذ أكثر من ثمانية أشهر. وتُركت منذ عهد الرئيس المعزول محمد مرسي وحتى الآن تدير شئونها بنفسها بعد أن تم نقل سكرتيرها العام ياسين طاهر نائبا لمحافظ القاهرة وسكرتيرها المساعد اللواء محمد عزت سكرتيرا عاما لمحافظة بني سويف.

فراغ إداري

كانت بداية الفراغ الإداري بالمحافظة عندما رحل عن المنوفية الدكتور محمد علي بشر – القيادي الإخواني وآخر محافظيها – متجها إلى وزارة التنمية المحلية في يناير 2013، تاركاً خلفه المنوفية بكل ما فيها من غليان، ومظاهرات، وإضرابات.

واعتقد البعض أن المحافظة لن تستمر طويلاً بدون محافظا لأهميتها. وفي منتصف مايو 2013 تذكر الإخوان أن المحافظة بلا محافظ وأن المشاكل بدأت تتفاقم، فقامت الجماعة بتعيين أحمد شعراوي المعروف عنه أنه مسؤول قسم الإخوات بها محافظا، وهو ما رفضه المنايفة وتوعدوا المحافظ الجديد وأعلنوا عدم قبوله. وبدؤوا اعتصاما لمنعه من دخول المحافظة أمام الديوان العام من منتصف مايو وحتى هروبه للقاهرة عبر بحر شبين الكوم في 3 يوليو الماضي بعد عزل رئيسه مرسي.

وجاءت حكومة الببلاوي التي أعلنت عن الوفدي ياسر الهضيبي محافظا للمنوفية في حركة المحافظين الأخيرة، وهو ما رفضه المنايفة أيضا معتبرين أن الرجل “متلون، ومتعدد الإنتماءات”، فهو إخواني بحكم إنتماءه العائلي لعائلة إخوانية، ثم أصبح عضوا في الحزب الوطني وعضوا بلجنة سياساته، وأخيرا انضم لحزب الوفد.

وهددت الحركات الشبابية بأن الهضيبي سيلقي نفس مصير شعراوي الإخواني وهو ما دفعه للإعتذار عن المنصب. وتم تأجيل تسمية محافظا لأجل غير مسمى، كما تم أيضا سحب السكرتير العام من المحافظة وتعيينه نائبا لمحافظ القاهرة.

عقاب أم إهمال؟

أهالي المنوفية رفضوا فكرة أن يكون عدم تعيين محافظ طوال تلك المدة هو نوع من العقاب، مؤكدين أن ترك المحافظة بدون محافظ ونقل السكرتير العام يعنى أن المنوفية لم تصبح فى البال وهو نوع من أنواع الاهمال الذى بدأته جماعة الاخوان المسلمين حيال المحافظة. أحمد عبد السميع صفة أحد أبناء قرية شنوان رفض تسمية شغور مقعد المحافظ بالعقاب قائلا “لا أحد يستطيع معاقبة المنايفة الذين كانوا شرارة 30 يونيو بإعتصامهم أمام الديوان العام لأكثر من 17 يوما، ونرفض  الاهمال الإداري والسياسي للمحافظة لكونها كانت محافظة حسني مبارك ورجال نظامه”.

معروف أن الرئيس المخلوع الأسبق حسني مبارك انحدر من محافظة المنوفية، هو وعدد من رجاله مثل كمال الشاذلي وزكي بدر وغيرهم. وهو ما يلقي الضوء على بعض طبيعة أهالي المنوفية. إذ يقول أحمد الهلباوي المتحدث الإعلامي باسم تنسيقية 30يونيو في المنوفية إن طبيعة المنايفة “مختلفة وفريدة فأهل المنوفية عاطفيين بطبعهم ويعشقون الميري العسكري والالتزام. ويعمل أغلبهم من أجل الإنتماء السياسي. كما أن نسبة التعليم المرتفعة فى المحافظة وتولي عدد كبير من أبنائها مناصب قياديه خلقت روح إداريه تلقائية واعية تعلم جيدا التمييز بين الأداء الجيد للادارة و الأداء السيء لها فتتمرد على من لا يجيد الإدارة و تدعم من يستطيع الإدارة”.

إدارة ذاتية

الانضباط المنوفي قد يفسر عدم ظهور كوارث كبيرة بسبب شغور مقعد المحافظ. حيث يواصل الهلباوي القريب من موظفي الديوان العام حديثه قائلا “المحافظة تدار بقوة الدفع الذاتي النابعة من عشق الشعب المنوفي للميري والتكاتف العاطفي ضد نظام سابق جعلهم مصرين على النجاح رغم عدم وجود محافظ منذ أكثر من ثمانية أشهر وحتى بعد غياب السكرتير العام أيضا”.

من ناحيته قال السكرتير العام السابق للمحافظة اللواء ياسين طاهر ونائب محافظ القاهرة الحالي “المواطن المنوفي لديه وعي عال وحب شديد لأرضه وبلده وأكثر فطنه ووعياً وتعبيره مختلف تماما عن أي مجتمع آخر، فالمنايفة يفكرون دائما في أي شئ قبل عمله وعدم التخريب والحفاظ علي المؤسسات العامة والهدوء في الشارع هو أكبر دليل على التوازن والوعي الذي يتمتع به المنايفة”.

غضب بسبب الإهمال

وبالرغم من ذلك فإن ترك المحافظة وإهمالها يثير غضب الأهالي والقوى الثورية، فحركة 6 إبريل المستقلة بالمنوفية أعربت عن غضبها الشديد من إهمال المحافظة حيث أكد محمد كمال منسق الحركة بالمنوفية أن “المحافظة كانت الرائدة فى توقيعات حملة تمرد، الداعية لعزل مرسي، وكانت أول المعتصمين رفضا لمحافظي الجماعة. وترك المحافظة بدون محافظ أو سكرتير عام هو نوع من الإهمال زائد، ونشعر انها تورتة تقسم على الأحباب”.

وأضاف كمال “هناك علامات استفهام كثيرة حول اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية الحالي لأنه يعمل أيضا بمبدأ المكافاة ويعمل على خطى الجماعة حيث رشحوا لنا محافظ سابق فشل فى إدارة المحافظة وآخر من الفلول ولابد أن يعينوا شخصية تكنوقراط لا اخوان ولافلول. ومن الأفضل أن يكون مستقلا بدون انتماءات”.

المنايفة يعشقون الجيش

هيثم شرابى أمين عام حزب التجمع بالمنوفية قال إن أزمة المنوفية أنها كانت تمتلك عدد كبير من القيادات في الحكومات السابقة منذ عهد الرئيس المخلوع مبارك ولكنها كانت لا تقبل محافظين أصحاب إنتماءات سياسية واضحة كما أنهم يعشقون رجال الجيش وهو مالم يفهمه الإخوان واستوعبه نظام مبارك. فكان كل محافظي المنوفية في عهد مبارك لواءات. أما في عهد مرسي فلم يتم الإستعانة إلا بالإخوة. ونفس الخطأ وقعت فيه حكومة الببلاوي، كما يقول شرابي. مضيفا “أرفض تماما تعيين محافظين لديهم إنتماءات إخوانية أو تابعين للحزب الوطني، كما أننا لن نقبل بمحافظ يأتي في اطار من العشوائية الادارية والسياسية، نريد محافظ لديه خبرة ادارية وله أفق للتعامل مع القوى الشعبية والثورية خبرة بالعمل العام تؤهله لإدارة شؤون المحافظة”.