في الوقت الذي تستعد السلطة والأجهزة الأمنية في مصر لعام دراسي جديد بالجامعات المصرية عن طريقة حملات أمنية داهمت عدد من منازل الطلاب والقبض عليهم وإخفائهم قسريَا في عدد من المناطق بالمحافظات المصرية على رأسها القاهرة وطنطا ، يستعد عدد من الطلاب الذين تحرروا من جدران أماكن الاحتجاز والمعتقلات مع نهاية العام الدراسي الماضي ويستعدون الأن لبداية عام دراسي مازال فيه شبح المعتقل حاضرا بقوة .
الجامعة هي من أبلغت عني أمن الدولة
في الوقت الذي تستعد السلطة والأجهزة الأمنية في مصر لعام دراسي جديد بالجامعات المصرية عن طريقة حملات أمنية داهمت عدد من منازل الطلاب والقبض عليهم وإخفائهم قسريَا في عدد من المناطق بالمحافظات المصرية على رأسها القاهرة وطنطا ، يستعد عدد من الطلاب الذين تحرروا من جدران أماكن الاحتجاز والمعتقلات مع نهاية العام الدراسي الماضي ويستعدون الأن لبداية عام دراسي مازال فيه شبح المعتقل حاضرا بقوة .
الجامعة هي من أبلغت عني أمن الدولة
انتهى العام الدراسي الماضي مع الطالب عبد الرحمن زيدان بخروجه من مكان احتجازه بعد فترة ما يقرب من شهر ، جاء القبض على عبد الرحمن بعدما شارك في حملة ” الطلبة مش هتبيع ” والتي كانت رافضة للاتفاقية الخاصة بجزيرتي تيران وصنافير التي أبرمتها الدولة مع المملكة السعودية .
30 يومًا أضاعت على “زيدان” المراجعات النهائية لامتحانات إتمام العام الدراسي، فقد قضى ذلك الوقت داخل أماكن الاحتجاز، وقضى أيضا جزء من امتحاناته داخلها ليلتحق بأخر مواده بالجامعة بعدما تم الإفراج عنه مع الأيام الأخيرة لإنتهاء العام الدراسي الماضي .
يتذكر الطالب بجامعة حلوان ” عبد الرحمن زيدان ” فترة إعتقاله قائلًا ” تم اعتقالي من المنزل بناءا على بلاغ من الأمن الإداري لجامعة حلوان للأمن الوطني بعدما تم التحقيق معى ومع عدد من زملائي داخل الجامعة، نتيجة أخر فاعلية الجامعة تم اعتقالي ما يقرب من شهر منهم 24 ساعة قضيتهم ما بين تحقيق وإهانة معنوية وجسدية وأنا معصوم العينين .
وأضاف زيدان قائلًا “ضاعت علي مادة بالامتحانات بسبب عدم انهاء اجراءات امتحاناتي في الفترة الأولى من احتجازي”، وعن المعاملة التي تلقاها داخل المعتقل قال: “الطلاب يعاملون مثلهم مثل أي مسجون سياسي وهناك مساعدات تتم من إدارات الجامعات لتسليم الطلاب واعتقالهم” .
أما عن المستوى النفسي واستقبال العام الدراسي الجديد يرى زيدان أن حالته النفسية أصبحت أفضل مما كانت عليه، وأنه استطاع أن يجتاز فترة اعتقاله بكل ما ورد بها ، لكن إستقبال العام الدراسي الجديد أصبح أصعب من قبل، وخصوصا أن السلطة أصبحت تتعامل معنا كأعداء وفي السنوات الأخيرة تستعد مع بداية كل عام بحملة اعتقال للطلاب من منازلهم دون أسباب واضحة .
علاقتي بالمستقبل والجامعة.. “مش فارقة”
هذا ما ذكره ” بسام” أحد الطلاب الذين اعتقلوا مع ما يقرب من 24 ناشط تم الحكم عليهم ب3 سنوات قضى منهم ما يقرب من نصف المدة بعد تظاهرة -شارك فيها الطلاب- لرفض قانون التظاهر ، ثم تم الافراج عن بسام بعفو رئاسي بعدما أمضى ثلاثة فصول دراسية داخل السجن وتم امتحانه من الداخل .
وأضاف “بسام” أنه استطاع أن يؤدي عدد من الامتحانات داخل أماكن الاحتجاز بعد ما ساعده أصدقائه في الانتهاء من الإجراءات من الجامعة ووزارة الداخلية حتى لا تضيع علي امتحاناتي لكني لم أتمكن من اتمام بعض الامتحانات الأخرى بسبب تكاسل وتعنت قوات الأمن التي كانت تنقلني من مكان احتجازي لمقر لجنة الامتحانات في مكان احتجاز أخر .
وأضاف بسام أنه اثناء فترة إحتجازه توفى والده وبعد محاولات من أصدقائه بالخارج استطاع أن ينقل بقوة من السجن لتلقى عزاء والده لمدة ساعات قليلة وعاد مرة أخرى الى زنزانته ومن هنا بدأت أرفض الاهتمام بالمستقبل. أما عن استعداده لاستقبال عام دراسي جديد يعود فيه للجامعة بعد فترة غياب قضاها في المعتقل أكد “بسام” على أن الجامعة بمستقبله الدراسي أصبح غير “فارقين” معه، وأنه بدأ يتعامل مع الحرم الجامعي بحظر شديد وخصوصا مع الهجمة الأمنية الشرسة التي تقوم بها أجهزة الدولة مع بداية العام الدراسي وخصوصا مع طلاب الجامعات .
يرى بسام على أن الدولة تعادي طلاب الجامعات. وهناك حذر شديد في أن يتواجدوا بمكان احتجاز واحد داخل السجون والهدف من كل هذا ليست فقط لضرب هيكل الحركة الطلابية وإحباط أمل الطلاب في مستقبل أفضل سواء بسبب مطالبهم الخاصة بتعليم حر ومجاني حقيقى أو بقضايا سياسية وإنما الهدف من كل هذا هو الإنهاء على إمكانية وجود وطن به شباب يبدع ويفكر في واقع افضل كما حدث في السنوات الماضية فهي تعتقل الطلاب حتى تستطيع السيطرة على المستقبل .
الأحلام تحطمت
عبد الرحمن سمير طالب بجامعة طنطا اعتقل بالعام الدراسي الجامعي من منزله مع توأمه إبراهيم، بعد مشاركتهما في فاعلية سياسية داخل الجامعة، وبالعفل انتهت الفاعلية بسلام لكن تم اعتقاله من منزله وتوجيه عدد من التهم لهم، لازم على اثرهم هو وشقيقه المعتقل لمدة 60 يومًا قضوا منهم يومان تحت تعذيب وتهديدات الأمن الوطني الذي ساومهم على الخروج فورا في حال اعترافهم على عدد من زملائهم الطلاب بالجامعة، الأمر الذي رفضه عبد الرحمن وشقيقه وهذا ما استدعى استكمال عبد الرحمن 60 يوما بالمعتقل ومن ثم الافراج عنه على ذمة القضية وبعد انقضاء العام الدراسي الماضي .
وأكد عبد الرحمن أن جامعة طنطا من اكثر الجامعات التي يلقى الطلاب فيها ملاحقات أمنية مستمرة وخصوصا منذ 2013 ، وأشار الى ان السلطة الحالية تحاول تدمير مستقبل الطلاب سواء على المستوى التعليمي أو النفسي حتى تستطيع السيطرة على المستقبل السياسي والابداعي في مصر حتى لا يتكرر ما حدث في السنوات الماضية وتجد نفسها أمام جيل يريد تغير الواقع للأفضل ، المستقبل أصبح بالنسبة لعبد الرحمن محطم، وهو أقل تفائلًا من الاعوام الماضية والحرم الجامعي أصبح “تقضية واجب وفقط” .
أزمات نفسية
أكدت الطبيبة النفسية سالي توما أنها من خلال تعاملها مع عدد من حالات الطلاب بعد تعرضهم للاعتقال أثبت أن هناك بعض من الأزمات النفسية التي يصاب بها البعض حتى وإن كانت بشكل مؤقت وعلى الرغم من تنوع الشخصيات إلا أن تلك الأزمات النفسية تكون متشابهة وتسمي ب”كربة ما بعد الصدمة ” والأعراض تتلخص في ” العنف وخصوصا مع الأهل والمقربين وانعدام الثقة والانعزال والاكتئاب شكلا وموضوعا بكل تفاصيله بما فيها محاولات الانتحار “.
وأكدت على أن الطلاب في الأساس يكونوا في فترة عمرية تشكل شخصيتهم الحقيقة التي على أساسها يتعاملون ها في الستقبل ودخولهم المعتقل وتعرضهم لعدد من الانتهاكات والملاحقة الامنية التي يتعرضون لها في هذه الفترة العمرية تتسبب في تغير مسار أفكارهم وطموحاتهم فمنهم من يخرج من المعتقل أكثر اصرارا على تحقيق أحلامه والكثير يخرج من المعتقل فاقد للمستقبل والطموح وهذا ما تريده السلطة بملاحقتهم للطلاب فهم مستقبل الوطن والسيطرة عليهم يضمن السيطرة على اى تغير في المستقبل .
وأشارت ” توما ” إلى أن الطالبات يواجهون أزمات أكثر من الطلاب عقب الافراج عنهم من المعتقلات بسبب ما يواجهونه من المجتمع والأسرة أولا الى جانب ما ذكرناه من أزمات وخصوصا الانتهاكات الجسدية التي يتعرضن لها داخل أماكن الاحتجاز ، وبالتالي تخرج أغلبية الطلاب من المعتقل دون الرغبة في أي تحدي أو حتى التخطيط للمستقبل .
