دخلت لعبة الرقبي إلى ليبيا في الستينات أثناء تواجد الجاليات الأجنبية بشكل كبير في طرابلس ومنها الجالية الفرنسية والبريطانية (الويلزية والإنجليزية)، وكانت هذه الجاليات تمارس العديد من الأنشطة الثقافية والرياضية من ضمنها لعبة الرقبي، لكن بخروج تلك الجاليات لاحقاً في السبعينات اختفت اللعبة التي لم يهتم بها الليبيون كثيراً.
برابرة طرابلس
دخلت لعبة الرقبي إلى ليبيا في الستينات أثناء تواجد الجاليات الأجنبية بشكل كبير في طرابلس ومنها الجالية الفرنسية والبريطانية (الويلزية والإنجليزية)، وكانت هذه الجاليات تمارس العديد من الأنشطة الثقافية والرياضية من ضمنها لعبة الرقبي، لكن بخروج تلك الجاليات لاحقاً في السبعينات اختفت اللعبة التي لم يهتم بها الليبيون كثيراً.
برابرة طرابلس
عاودت اللعبة الظهور عام 1998 بشكل أقوى، أيضاً على يد الجاليات الأجنبية من العاملين بليبيا في مختلف القطاعات، حيث أسسوا فريقاً للرقبي حمل اسم (برابرة طرابلس للرقبي Tripoli Barbarians R.F.C)، وكان مصطلح “البرابرة” شائعاً في اللعبة حيث يلقب منتخب العالم للرقبي التابع للأمم المتحدة بالبرابرة “Barbarians”، كناية عن قوة التحمل والشراسة في اللعب.
فريق برابرة طرابلس الذي كان مكوناً من 20 لاعباً تتعدد جنسياتهم بين ليبيين وفرنسيين وبريطانيين وألمان وهولنديين واستراليين ومالطيين وطليان، بدأ أول مشاركة خارجية له سنة 1999، بلعب مباريات ودية في كل من مالطا وتونس، ورسمية في كأس مالطا حيث تم تسجيل الفريق رسمياً ضمن كأس مالطا للرقبي، وشارك في منافسات الكأس لسنة 1999، وقد تم اختيار أحد لاعبي الفريق من الجنسية المالطية للمشاركة مع منتخب بلاده، كما تحصل في هذه الكأس اللاعب الليبي محمد المجبري على كأس أفضل ناشئ، وكان أول كابتن للفريق هو الليبي عماد التركي.
حتى سنة 2007 كان فريق البرابرة هو الفريق الليبي الوحيد الذي يمارس هذه اللعبة وكان قد ضم إلى صفوفه 17 لاعباً ليبياً، وقد لعب خلال مسيرته مع العديد من الأندية المعروفة وحقق نتائج جيدة جداً.
محاولات تنظيمية
محاولات تنظيم اللعبة داخل ليبيا بدأت منذ عام 2004، حيث سجلت أولى محاولات تأسيس لجنة فنية خاصة بها، وقاد المبادرة في وقتها رياضيون ليبيون ومهتمون باللعبة سعوا لاعتماد فريق البرابرة للحفاظ على منجزاته، واتخاذ خطوات لتطوير اللعبة محلياً، إلا أن اللجنة الأولمبية في ليبيا المسؤولة عن وضع التشريعات والقوانين المنظمة لقطاع الرياضة اشترطت في وقتها أن يتكون الفريق من رياضيين ليبيين بالكامل حتى يتم اعتماده، فضلاً عن تحفظها على لعبة الرقبي بحد ذاتها كونها مصنفةً من الرياضات العنيفة التي كانت ممنوعة في ليبيا إبان حكم النظام السابق.
من هنا بدأ المهتمون بنشر اللعبة في البلاد، وأطلقوا حملة للبحث عن لاعبين ومدربين لها، وتشكلت النواة الأولى لفريق ليبي جديد في كل من طرابلس وبنغازي، وبحلول عام 2007 شاركت اللجنة الفنية للعبة في بطولة مالطا الدولية للرقبي بفريق من اللاعبيين المحليين ومدرب أجنبي.
اهتمام الأندية
تعد هذه المشاركة الأولى في تاريخ الرقبي الليبي، بعدها شهدت مدينة بنغازي تأسيس أول فريق باسم فريق بنغازي للرقبي سنة 2007، حيث كان يتمرن بنادي الهلال، وكان نادي الترسانة بسوق الجمعة في العاصمة طرابلس، أول نادي يحتضن الرقبي رسمياً في قائمة ألعابه عام 2007، بعده نادي الملاحة البحري بمدينة بنغازي.
وقد أقيمت أول بطولة تنشيطية للرقبي العشاري في بنغازي بالملعب الجامعي للمدينة الرياضية سنة 2009 بمشاركة نادي الترسانة و الملاحة وشركة الخليج العربي، تم بعد ذلك تأسيس اللجنة الفنية للرقبي ببنغازي، والتي انضمت إليها مجموعة من الأندية العريقة في مدينة بنغازي كالأهلي بنغازي، والنصر والنجمة.
وكانت أول مشاركة دولية لأندية بنغازي عام 2010، حيث شارك كل من فريق النصر والأهلي ببنغازي في بطولة الإسكندرية للرقبي العشاري، وفي سنة 2013 بإشراف اللجنة الفنية للرقبي قام منتخب بنغازي بزيارة لتونس ولعب مباراة ودية مع فريق نابل بطل تونس في ذلك الوقت.
ظهور المنتخب
سنة 2009 تم فيها تأسيس لجنتين فنيتين للعبة، الأولى في بنغازي والثانية في طرابلس، وكانت كل لجنة تعمل منفصلة عن الأخرى، ورغم ذلك ظهر أول منتخب ليبي للرقبي عام 2010، بإشراف اللجنة الأولمبية الليبية وبالتنسيق مع اللجنتين الفنيتين بطرابلس وبنغازي.
شارك المنتخب الوليد في البطولة الأفريقية التطويرية بجمهورية مصر، والتي كانت مخصصة للدول الحديثة في اللعبة والتي لايوجد بها اتحادات عامة، وكان مدرب المنتخب حينها التونسي محمد الصحرواي ويساعده المدرب اللليبي عبد كريم الفرجاني، وأول قائد للمنتخب كان وائل العرادي.
لجنة موحدة
في 2012 تم تأسيس لجنة موحدة بين اللجنتين الفنيتين بليبيا تكونت من جمال العابد رئيساً، وجاب الله بن هلوم نائباً للرئيس، وعبد الكريم الفرجاني أميناً عاماً، وعبد الهادي طريفة أميناً للصندوق، وكل من عبد الفتاح العقوري وطارق بن روين ومصطفي الحوتي أعضاء في اللجنةأعضاء.
وهي لازالت حتى الآن تعمل على تأسيس الاتحاد الليبي للرقبي، الذي لا زال معرقلاً بسبب كون النظام الأساسي للجنة الأولمبية ينص على ضرورة وجود 3 اتحادات فرعية للعبة كي يتم تأسيس اتحاد عام لها، والرقبي تملك اتحادين فرعيين في طرابلس وبنغازي فقط.
إلى جانب ذلك نظمت اللجنة عدداً من البطولات أهمها عام 2013 كأس المدن للرقبي، بين طرابلس وبنغازي، وكان بنظام الذهاب والإياب، وانتهت بتتويج فريق طرابلس بالكأس.
كذلك نظمت الدوري المحلي الذي فاز به فريق الهلال بنغازي، وكأس ليبيا وكأس الاستقلال وكأس 17 فبراير وكأس التحرير التي فاز بها جميعها فريق الأهلي بطرابلس.
جمعيات للعبة
ولكن في ظل عدم وجود اتحاد عام للعبة في ليبيا استمر تأسيس الكيانات التي تهدف لرعاية اللعبة وتطويرها في البلاد، ضمن هذا الإطار تشكلت في بنغازي جمعية “مجموعة أصدقاء الرقبي”، و”جمعية الرقبي” بطرابلس التي قامت بتأسيس فريق نجوم طرابلس للرقبي، وتم اختيار لاعبيه للمشاركة في البطولات الخارجية.
وقد شارك هذا الفريق في بطولة لسباعيات الرقبي في اسطنبول بتركيا، وتحصل على الترتيب الثالث، كما شارك في بطولة دبي لسباعيات الرقبي.
وفي سنة 2013 نظمت الجمعية مباراة بين منتخب طرابلس وفريق البارجة الإنجليزية إيكو التابع للقوات الملكية البحرية البريطانية، والذي كان في زيارات عمل للكشف عن الألغام ومخلفاتها في السواحل الليبية، وانتهت بفوز منتخب طرابلس (43-17).
وقد نظمت الجمعية العديد من الأنشطة منها، بطولة طرابلس الأولى والثانية للرقبي السباعي التي فاز بالأولى منها فريق الأهلي طرابلس والثانية فريق الأسود، وبطولة طرابلس الأولى والثانية للرقبي الشاطئي التي فاز بهما الأهلي طرابلس، ودوري التاتش الموسم الأول والثاني والثالث، وفاز بها على التوالي الترسانة فالشباب الوحدوي فالأهلي طرابلس.
ولضمان استمرار هذا الزخم وعدم خفوته كان لا بد من الاهتمام بالفئات السنية الأصغر وتدريب لاعبين ناشئين، وهو ما تم بإشراف كل من مشروع “رقبي 2018” في بنغازي، ومشروع “لنجرب الرقبي في طرابلس” بإشراف جمعية الرقبي، واستهدف هذا المشروع المدارس بصفة خاصة من خلال زيارات نظمت خلالها محاضرات للتعريف باللعبة، وبالفعل تم تجميع عدد من الناشئين ويجري تدريبهم حالياً في نادي الترسانة بطرابلس، ونادي السد ببنغازي.