يعيش فلاحو أكثر من 42 قرية بمركز بلقاس بالدقهلية مأساةً حقيقية تتكرر في مثل هذا الوقت من كل عام على مدار الخمسة عشر عاما الماضية، خاصة مع موسم الزراعات الصيفية بشكل راح يهدد الاراضى الزراعية بالتصحر وموت المحاصيل عطشا.
يعيش فلاحو أكثر من 42 قرية بمركز بلقاس بالدقهلية مأساةً حقيقية تتكرر في مثل هذا الوقت من كل عام على مدار الخمسة عشر عاما الماضية، خاصة مع موسم الزراعات الصيفية بشكل راح يهدد الاراضى الزراعية بالتصحر وموت المحاصيل عطشا.
“أنا اعمل في 5 فدادين، وقمت بزارعتهم هذا العام أرزا. لكن الارض عطشانة، وأصبح ارتفاع الارز 10 سم عن مستوى الارض وتنقصنا المياه. أراضينا مهددة بالبوار”، يشرح محمد منصور، أحد المزارعين، أزمة مياه الري. “فهناك اربعة ترع فقط مسئولة عن ري 63 ألف فدان، وهي لا تكفي لري مساحات الأراضي هذه فيموت عود الرز من شدة الحر وقلة المياه”.
ويواصل منصور ” أنا مضطر لانتظار موسم زراعة البنجر الشتوي لكي أسدد إيجار الارض الزراعية التي أزرع بها وعليه العوض في موسم الأرز”.
المطلوب محطة رفع
الأزمة ليست الأولى من نوعها كما يرى رزق فرج نقيب الفلاحين بالدقهلية. “الأزمة سنوية، وتظهر مع موسم الأرز لأنه يحتاج مياه كثيرة لمدة 6 أشهر مدة زراعة المحصول. والازمة تهدد 38 ألف فدان فى بلقاس وتهدد أصحاب الفلاحين بالسجن والخراب، فالفلاحين حصلو على قروض من البنوك على أن يتم سدادها من حصاد محصول الأرز أو القطن المهددين بالبوار”.
ويواصل فرج “فدان الارض الزراعية ينتج من 4 إلى 5 طن أرز ويتم بيع طن الارز أبيض ب 4500 جنيه بعد فتح باب التصدير من قبل الحكومة”. أي أن الفلاح محمد منصور الذي يزرع خمسة فدادين، قد يحصل على نحو 112 ألف جنيه إذا نجح في بيع محصوله بأكمله، يخصم منها تكلفة الزراعة من أسمدة وغيرها، والتي قد تصل إلى نحو 10 آلاف جنيه للفدان الواحد، أي 50 ألف جنيه لمساحة 5 أفدنة. أي ما يتبقى له هو نحو 60 ألف جنيه في الموسم الذي يستمر لمدة 6 أشهر.
ويضيف فرج “نطالب المحافظ ومديرية الري بمحطة رفع من بحر عبود وهي مياه صرف أول بلقاس ليصب فى الترع الاربعة “ترعة بصار وترعة الدرفيل وترعة التبن وترعة النقة”، والتى هى مسؤولة عن ري الأراضي الزراعية بقرى حفير شهاب الدين بلقاس كما نطالب بزيادة منسوب مياه بحر بلقاس”.
الزراعة المخالفة هي السبب
ويقول ابراهيم الحريرى ” أمتلك 5 أفدنة وقمت بزراعتها أرز هذا العام والأزمة بدأت من 10 أيام وجاءت المياه لمده 24 ساعة بقرار من المحافظ وكان نصيب ارضى منها نصف ساعة والارض مهددة بالبوار ولن نجني محصول هذا العام”.
أما مديرية الري فبررت الأزمة السنوية بأن المساحة المزروعة أكبر من المسموح بها فمن جانبه يقول محمد سلام وكيل وزارة الرى “الأزمة سببها كبر مساحة الأراضى المزروعة فالمسموح به هذا العام 300 ألف فدان، أما المزروع هذا العام 600 ألف فدان وهى مساحة مخالفة بحوالى 300 ألف فدان”.
ويواصل “أصدرنا قرارا بتجفيف مساحات الأرز المزروع بالمخالفة لردع من تسول له نفسة الزراعة بالمخالفة للدورة الزراعية، وقمنا بحملة شارك فيها أعضاء لجنة مشكلة من الادارة الزراعية بدكرنس و هندسة الري، وتم إجراء الرش لمساحة الارز المخالفة بمبيد هربازد بناحية الكرما وحوض الستين.”
ويواصل سلام “الازمة سنوية وكل عام يتم زراعة أراضى بالأرز بالمخالفة للدورة الزراعية تتسبب فى قلة وندرة المياه وعدم وصولها للاراضى المنزرعة”.
“لن أزرع الأرز بعد اليوم”
من ناحية اخرى أكد النائب فوزى الشرباصى عضو مجلس النواب عن دائرة شربين أنه سيتقدم ببيان عاجل الى المهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء والدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية حول النقص الحاد فى كميات الموارد المائية بمحافظة الدقهلية ونقل شكوى المزارعين من عدم وجود مياه لري أراضيهم مما يعرض المحاصيل الزراعية للتلف وبوار الاراضى الزراعية نتيجة عدم وجود مياه للري، حسبما يقول الشرباصي.
ومن جانبه قال محافظ الدقهلية “المزارعون على راسنا من فوق، وأمرت وكيل الوزارة بسرعة عمل مناوبه لوصول مياه الرى للمنطقة، وأمرت وكيل الوزارة برفع ثلاثة كبارى حجز مياه على ترعة النيل وإزالة الردم الموجود فى طريق وصول المياه للزراعات وتطهير كافة المجارى المائية والمصارف بالمنطقة”.
أما المزارع منصور فيختم كلامه قائلا “لن أقوم بزراعة محصول الأرز ثانية فى العام القادم بعد الخسارة التى خسرتها هذا العام، وسوف اتجه الى زراعة القطن العام القادم، وسأنتظر محصول البنجر هذا العام”.