في الجزء الأخير من لقائه مع “مراسلون”، يتحدث رئيس تحالف القوى الوطنية محمود جبريل بالتفاصيل عن مصير مشروع “رؤية ليبيا 2025″، وعن رسالة الدكتوراه التي اتهم بتمجيد القذافي فيها. ويقول إن نظام القذافي كان محميا من الولايات المتحدة الامريكية التي كانت تبلغه بعمليات الانقلاب المحضرة ضده.
المزيد في نص الحوار التالي:
س– أين أصبحت الآن رؤية 2025؟
ج- موجودة في الأدراج
في الجزء الأخير من لقائه مع “مراسلون”، يتحدث رئيس تحالف القوى الوطنية محمود جبريل بالتفاصيل عن مصير مشروع “رؤية ليبيا 2025″، وعن رسالة الدكتوراه التي اتهم بتمجيد القذافي فيها. ويقول إن نظام القذافي كان محميا من الولايات المتحدة الامريكية التي كانت تبلغه بعمليات الانقلاب المحضرة ضده.
المزيد في نص الحوار التالي:
س– أين أصبحت الآن رؤية 2025؟
ج- موجودة في الأدراج
س– هل ستبدؤون تطبيقها في حال وصلتم إلى السلطة؟
ج- طبعا .. لابد أن تترجم إلى برنامج عمل .. برنامج عمل التحالف الذي قدم إلى المؤتمر الوطني جزء منه – وليس كله – مشتق من رؤية 2025 .
س– وهل لا زال اسمها 2025 أم أن الوقت الضائع (حوالي أربع سنوات) حتى الآن قد أثر على المدة المتوقعة لتنفيذها؟
ج- كل المطلوب هو تجديد بعض الإحصاءات.. لأن المشروع انتهى في نهاية 2008 يعني لدينا الآن “ثلاثة سنوات فرق”، لابد أن تُعاد مراجعة الأرقام وما إذا كانت باقية كما هي أو لا.. لأن الرؤية كانت تطرح ثلاثة سيناريوهات محتملة في ذلك الوقت .. وهذه في حد ذاتها كانت جرأة.
السيناريو الأول أن تستمر أمور النظام كما هي من انسداد سياسي وعدم إصلاح وعدم تنمية .. وهذا سيؤدي إلى نهاية النظام .. وهذا مذكور ..
الأمر الثاني أن يحاول النظام القيام ببعض الإصلاحات التجميلية لا الحقيقية .. وهذا سينتهي بالوضع إلى السيناريو الأول مرة أخرى .. وتؤدي إلى نهاية النظام
السيناريو الثالث أن يكون هناك إصلاح حقيقي سياسي أولاً .. بدستور وبحياة سياسية كاملة وبتنمية حقيقية .. هذا هو الذي كان من الممكن أن يؤدي إلى استمرار عمر النظام .. وهذا الأمر لم يتبع ..
س– وماذا عن رسالة الدكتوراه التي أعددتها؟ ألم يكن فيها ثناء على معمر القذافي؟ كان فيها نص يقول إن شخصية معمر القذافي هي مزيج من تأثره بشخصيتي جمال عبد الناصر والنبي محمد؟
ج- الرسالة كانت عن السياسة الأمريكية الخارجية تجاه ليبيا .. وهذا النص هو اقتباس من كتاب لمحمد حسنين هيكل .. اقتباس موضوع بين قوسين .. قلت إن بعض الناس وصفوه بكذا ووضعتها بين قوسين .. ولكن بعض الليبيين يفسرون بطريقة “ولا تقربوا الصلاة”.. يأخذون الأشياء من مضمونها ثم يقولون أنظر إلى محمود جبريل ماذا كتب.
أنا أدعو فعلا أن يترجم هذا الكتاب للعربية حرفياً ويطرح لليبيين، حتى تُدحض الافتراءات الموجودة على فيس بوك وفي وسائل الإعلام عن أن محمود جبريل وضع رسالته عن معمر القذافي، وأن رسالته كلها تمجيد له .. بالعكس .. الرسالة فيها شيء يقول أن معمر القذافي كان عميلاً للمخابرات الأمريكية منذ بداية 1969.
س– وهل أنت الآن مقتنع بهذا الشيء؟ هل ترى فعلاً أن معمر القذافي كان عميلاً للمخابرات الأمريكية؟
ج- أنا حتى هذه اللحظة لست مقتنعاً أن شابا عمره 17 سنة يكون لديه القدرة على إنشاء تنظيم بهذه الكيفية وبهذا التعقيد .. هناك عدة علامات استفهام غير مجاب عنها حتى هذه اللحظة .. ما مصلحة المخابرات الأمريكية أن حوالي 28 محاولة انقلاب منذ ديسمبر 1969 إلى 1976 تُكتشف كلها من المخابرات الأمريكية ويبلغ عنها معمر القذافي .. كلها ما عدا واحدة اكتشفها الموساد وبلغ بها القذافي عن طريق المخابرات الإيطالية ..
ما مصلحة الأمريكان أن يبلغوا معمر القذافي ثم يخرج هو في التلفزيون ووسائل الإعلام يقول إن الامبريالية تريد أن تسقطني .. ويتكلم عن الأمريكان ومؤامرات الأمريكان والعكس هو الذي يحدث .. في أول محاولة انقلاب – محاولة آدم الحواز وموسى أحمد – في ديسمبر 1969، أيقظه السفير الأمريكي “بالمر” في الساعة الثالثة ليلاً ليسلمه قائمة بمن أسماهم المتآمرين .. آدم الحواز وموسى أحمد وبقية المجموعة .. حوالي 32 اسماً أعطاهم له في قائمة ..
الذين تكلموا عن رسالة محمود جبريل لماذا لا ينشرون هذا الكلام؟ النظام السابق غبي لا يقرأ – مع أن الرسالة موجودة وطبعتها جامعة بيتسبرج وهذا الكتاب لايزال يدرس في الجامعات الأمريكية -، إذا كنت تريد أن تقول الحقيقة فاذكرها كاملة واترك لليبيين الحكم .. الحقيقة هي أن هذا السطر اقتباس وضعته لأدلل به على شي معين، وهو اقتباس من كتاب هيكل “حديث المبادرة”.
س- عندما أقتبس من كتاب شيئا فإني غالبا أسوقه ” كشاهد” على شيء أريد إثباته إلا إذا سقت ما يخالفه في سياق الحديث؟
ج- أنا قلت إن الشخصية نظر إليها من جوانب مختلفة .. تكلمت عن مارسيلا بيانكو وتكلمت عن ريغان الذي كان يقول عن القذافي إنه مجنون وعن محمد حسنين هيكل الذي يقول إنه مزيج من كذا وكذا ..
س– الحديث عن رؤية 2025 يجرنا إلى السؤال عما إذا طرحتم على أطراف أخرى من الذين يعدون خصوماً سياسيين لكم اليوم الحوار بشكل أو بآخر .. خاصة أنكم تشتركون في أشياء كثيرة تتعلق بهذه الرؤية؟
ج- في يوم 8 يوليو 2011 وجهت دعوة للحوار الوطني، ثم كررت هذه الدعوة عدة مرات، وقمت بالاتصال بالأحزاب الرئيسية وهي ما لايقل عن 7 أو 8 أحزاب، وأذكر أن ذلك كان في رمضان الماضي، وقد حجزنا قاعة في فندق المهاري بطرابلس بعد صلاة التراويح وكان المفروض أن يتم الحوار الساعة 11 مساء.
ورغم أننا بعثنا برسائل مكتوبة وأجرينا مكالمات تليفونية للتأكيد لم يحضر أحد، لا حزب العدالة والبناء ولا حزب الجبهة الوطنية ولا حزب الوطن ولا الاتحاد من أجل الوطن، الذي جاء هو علي زيدان وكان يرأس حزب الوطن للتنمية والرفاه، وعلي الترهوني وكان يرأس التيار الوطني الوسطي.
س– وهل وقع التيار الوطني الوسطي على ميثاق التحالف .. أنتم دعوتم للتصويت له في الدوائر التي لم يكن لكم فيها قوائم؟
ج- نعم .. فكره اقترب من فكرنا .. علي الترهوني أخبرني أنه وقع على وثيقة التحالف ..وبشأن فكرة الحوار فإنه لا مخرج لليبيين سوى أن يقبل بعضهم بعضاً.. الليبيون اتفقوا على رفض معمر القذافي ولكن أسوأ شيء يمكن أن يحدث لهم هو رفض بعضهم البعض.. لأن هذا سوف يكون كارثة.
س– ألن تتعرض رؤية 2025 إلى العرقلة لأنكم بطبيعة الحال لن تكونوا في السلطة وحدكم مدة تمكنكم من تنفيذ هذا المشروع .. فيجب أن يكون هناك اتفاق على الرؤية؟
ج- إن كانت رؤية 2025 لا تصلح، أتمنى على أية حكومة أن تتبنى أي برنامج تنموي حقيقي يهدف إلى كسر الاعتماد على النفط لضمان حياة كريمة للأجيال القادمة..
الشعب الليبي – وأنا دائما أكرر هذا – هو شعب شاب و 65 إلى 67 في المئة من تركيبته هم شباب .. هؤلاء يحتاجون إلى الوظائف والتعليم والسكن والزواج، هذه احتياجات حقيقية وأي شخص يتصدى لمهمة قيادة المرحلة عليه تقديم برنامج وأن يقوده بنفسه.
التحالف ليس حريصاً على أن يقود بنفسه .. نحن قدمنا البرنامج ولأي أحد أن يعدل فيه ويضيف إليه .. عليه فقط أن يقدم شيئا لليبيين ونحن سوف نكون سعداء بذلك.