لم يتخيل الرجل الأربعيني أن خروجه من موطنه “سوريا” التي دمرتها الحرب متجها إلى القاهرة سيكون بداية لتحقيق حلمه واستكمال مشواره الرياضي من خلال أكاديمية جديدة لاكتشاف المواهب، بعدما فقد البيت والوظيفة كـ”لاعب كرة قدم “، أصبح قائدًا ومكتشفًا لعشرات المواهب من جنسيات ليست فقط سورية وإنما أيضا من جنسيات عربية.

 

بدأت فكرة الأكاديمية في شهر ديسمبر عام 2013، عندما جاء لاعب كرة القدم السوري أنس الحصري إلى مصر قادمًا من سوريا، بدأت الأكاديمية بعشرة أفراد منهم أولاد الكابتن أنس حتى أصبحت اليوم تضم 170 طفلًا  من جنسيات مختلفة تتراوح أعمارهم ما بين 5 إلى 17 عامًا.

 

الشغف بلعب كرة القدم لا يعرف الحدود وكذلك الجنسيات وهو ما دفع عدد كبير من الأطفال المصريين إلى الانضمام لأكاديمية “نجوم سوريا”.

 

تقوم الأكاديمية بتنظيم فاعلية باسم “كأس النجوم” مدارس السورية بمصر، لاكتشاف أكبر عدد ممكن من المواهب الكروية، ويضم ” كأس النجوم” أكثر من 110 طفل سوري.

 

ساعدت أكاديمية “نجوم سوريا” العدد من المواهب الكروية في الاحتراف محليًا ودوليًا، حيث نجح أحد اللاعبين وهو اللاعب أحمد سليمان في الاحتراف بالبرازيل.

 

مواعيد عمل الأكاديمية مرتين خلال الاسبوع تبدأ في الرابعة وتستمر حتى السادسة مساءً، وتستطيع خلال اللعب رؤية شغف الأطفال ومدى سعادتهم في تحقيق حلمهم بلعب كرة القدم.

لا يوجد أي دعم مادي من أي جهة، وتعد هذه واحدة من أكبر المشاكل التي تواجه الأكاديمية.

 

كابتن أنس حصري مؤسس الأكاديمية عمره 40 سنة، بدأ لعب كرة قدم في سوريا بأشبال الوحدة ناشئين الجيش وناشئين المجد في سوريا، احترف في نادي قبرصي بالدرجة التالتة.

 

حلم أنس الوصول بمنتخب سوريا إلى كأس العالم، وأن هدفه من تدريب هؤلاء الأطفال هو إعداد جيل قادر على تحقيق هذا الحلم في المستقبل، وأن يصبح وقتها هو المدير الفني للمنتخب السوري.

 

أحلام

عدد كبير من الأطفال يحلمون بالعودة إلى وطنهم، وأن يصبحوا لاعبين في الفريق الأول لمنتخب سوريا.

أيضا حلم الاحتراف في أندية كبرى في العالم يراود كتيرًا من الأطفال، ويحاول كابتن أنس تحقيق هذا الحلم عن طريق مراسلة الأندية الأوروبية.

كما يقيم كابتن أنس يوم رياضي للأطفال ويقدم لهم الجوائز، كما يساعد الأطفال غير المقتدرين على دفع الاشتراك أو تكاليف الملابس.

 

غالبية الأطفال الموجودون بالأكاديمية من سوريا وجاءوا إلى مصر بعد إندلاع الحرب، كما يوجد آخرين من ليبيا ومصر.

 

يتمنى أنس أن يكون هناك دعم لهؤلاء الأطفال، حتى تتمكن الأكاديمية من مساعدتهم وتطوير مستواهم الفني والبدني، والوصول بهم إلى مكانة كبيرة في عالم كرة القدم.