استقبلت مدينة دمنهور (١٨٠ كلم شمال القاهرة) نبأ اختيار ابنها الصيدلاني وجيه صبحي باقي سليمان، لمنصب راعي الكنيسة الأرثوذكسية والبابا رقم 118، بفرحة عارمة. واعتبره أهالي “دمنهور” تكريمًا للرجل المحبوب من أهالي المحافظة المسلمين قبل المسيحيين.

وبدأ البابا تواضروس الثاني، حياته بكنيسة مار جرجس الواقعة في ميدان الساعة وسط دمنهور، بعدها انتقل إلى كنيسة الملاك ميخائيل ليكون خادماً بها، ودرس بكلية الصيدلة جامعة الإسكندرية، وعقب تخرجه منها عمل بمصنع أدوية “دمنهور” التابع لوزارة الصحة، وتدرج في حياته المهنية حتى أصبح مديراً للمصنع.

استقبلت مدينة دمنهور (١٨٠ كلم شمال القاهرة) نبأ اختيار ابنها الصيدلاني وجيه صبحي باقي سليمان، لمنصب راعي الكنيسة الأرثوذكسية والبابا رقم 118، بفرحة عارمة. واعتبره أهالي “دمنهور” تكريمًا للرجل المحبوب من أهالي المحافظة المسلمين قبل المسيحيين.

وبدأ البابا تواضروس الثاني، حياته بكنيسة مار جرجس الواقعة في ميدان الساعة وسط دمنهور، بعدها انتقل إلى كنيسة الملاك ميخائيل ليكون خادماً بها، ودرس بكلية الصيدلة جامعة الإسكندرية، وعقب تخرجه منها عمل بمصنع أدوية “دمنهور” التابع لوزارة الصحة، وتدرج في حياته المهنية حتى أصبح مديراً للمصنع.

وفي عام 1986 التحق بدير الأنبا بيشوي، وحمل حينها اسم الراهب ثيؤدور، وفى عام 1990 بدأ العمل مع البابا باخوميوس حتى وصل إلى أسقف عام مطرانية البحيرة التي تضم البحيرة ومطروح وكنائس خمس دول غربية.

دمنهور فخورة بابنها

تقول هدير الشرقاوي، منسقة حركة مصريات من أجل التغيير بالبحيرة: “البابا تواضروس شخص محبوب من الجميع، منذ أن كان صغيرًا، فجميع زملائه في مدرسة الأقباط بدمنهور، كانوا حريصين على مصاحبته، والتصوير معه، حتى أننا كنا نحب الحديث معه، وكان يهديني لعب وحلويات منذ طيلة فترة زمالتنا في المرحلتين الابتدائية والإعدادية” معربة عن سعادتها باختياره للمنصب.

وأعرب يوسف ختان، عضو التيار الشعبي بالبحيرة، عن سعادته لاختيار البابا الجديد من مدينة دمنهور، مؤكدًا أنه فور علمه بهذا الاختيار الذي كان يتمناه، بادر بالاتصال بجميع أصدقائه من الأقباط لتهنئتهم، وكان من بينهم أحد أقارب البابا، مشيرًا إلى مشاركة وفد من “التيار الشعبي” لتقديم التهاني للأقباط في الكاتدرائية بدمنهور.

ويقول محمد عبد اللاه، موظف بمديرية إسكان البحيرة، شرف لكل المحافظة أن يكون البابا من مدينة دمنهور، خاصة البابا تواضروس المعروف بين أهالي المدينة بمحبته للجميع، مسلمين قبل الأقباط.

“كان مولعا بالقراءة”

اخل كنيسة مارجرجس التي تردد عليها البابا تواضروس، خلال المرحلتين الابتدائية والإعدادية، عمت الفرحة جميع المتواجدين بها، شاكرين إرادة الرب على إختياره احد أبناء الكنيسة لهذا المنصب.

صديق البابا الجديد ورفيق طفولته القمص بولس نعمة الله، راعى كنيسة مار جرجس بدمنهور، سعيد باختيار الأنبا تواضروس بابا جديدا للاقباط، ويروي عن ولع البابا بالقراءة، ويقول إن البابا الجديد كان في طفولته لا يحب اللعب، وإنما يفضل قضاء معظم وقته في القراءة في مكتبة الكنيسة، وعندما كبرا التحق القمص نعمة الله بكلية الهندسة، في حين التحق البابا تواضروس بكلية الصيدلة، وكانا يتقابلان في القطار في الطريق إلى كلياتهما.

ويضيف نعمة الله أن البابا تواضروس قام خلال فترة الكلية بمغامرة لزيارة ديري الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا المهجورين في البحر الأحمر، خلال السبعينيات. وكان عليه حينها العبور عبر طرق وعرة غير مرصوفة، وتعطلت سيارته الطريق، واضطر للسير على قدميه لمسافة طويلة، إلا أنه عندما عاد كان في قمة سعادته.

صيدلي ماهر

ويتلقط الدكتور بشارة عبد المالك، عضو المجلس الملى بالبحيرة، خيط الحديث، ويروي عن معرفته بالبابا تواضروس خلال فترة الدراسة الجامعية. فيقول: “كنا زملاء بكلية صيدلة إسكندرية، وكنت أحب المذاكرة من المحاضرات التي يكتبها لأنه كان يكتب خلف الدكتور بسرعة وخط جميل”.

ويضيف بشارة أن البابا تواضروس كان محبوباً جداً من العاملين معه في مصنع الأدوية بدمنهور حيث التحق بالعمل فيه بعد الدراسة. وكان قريباً جداً من الأطفال والشباب، وتم اختياره مقررا للجنة الطفولة بالمجمع المقدس، ومساعد بأسقفية الشباب، وهو صاحب فكرة يوم الصيدلي الذي يجتمع فيه خريجي كلية الصيدلة لقضاء يوم اجتماعي معاً.

وعن ملامح شخصية تواضروس يقول بشارة: “البابا تواضروس متواضع، ومثقف جداً، ومستمع جيد جداً، وليس له أية خلافات مع أي شخص، ويستخدم العلم في توصيل المعلومة، وهو صاحب فكرة إنشاء متحف يعرض تاريخ الكنيسة باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية.

الفرحة لا تقتصر على الأقباط

فرحة دمنهور باختيار البابا لا تقتصر على الاقباط فقط، فهو شخصية محبوبة أيضا من قبل جيرانه وأصدقاءه المسلمين. يقول ياسر سحالي، جار البابا تواضروس في الشقة التي يستأجرها في حي أبو عبد الله في دمنهور، ويعمل موظف بالأبينة التعليمة، يقول إن كل أهال الحي فرحوا باختيار الدكتور وجيه ليكون البابا تواضروس الثاني، لأنه شخص محترم جداً، وكان “كل عيد بييجي يسلم علينا ويقول كل سنة وانتوا طيبيين، ولما كان شغال في شركة الأدوية كان دائماً يهدينى أدوية وشاش وميكروكورم”.

ويضيف سحالي أنه سعيد جدا لاختيار الباب تواضروس لهذا المنصب، فاختياره مفاجأة سارة لجميع جيرانه وأهالي دمنهور عامة، لافتًا إلى أن هذه الفرحة ينقصها تعافي والدة البابا الجديد التي قال إنها ترقد حاليا في المستشفى.