“كل لحد م تشبع” .. هكذا قال لنا محمود -47 عاماً – وهو يقدم لنا طبقا ضخما يحمل انواعا مختلفة من تمور سيوة. الذي يعد أبرز منتجات الواحة، فالنخيل ينتشر على مساحة 12 ألف فدان، ويحتل شهر أكتوبر مكانته بين باقي أشهر السنة، فهو بدء موسم جنى التمر.
يمتاز موسم الجنى بمظاهر عدة، فمع شروق الشمس، يتجمع الأصدقاء من أطفال وشباب ورجال كل منهم يتوجه سواء لأرضه أو للعمل بالأراضي المجاروة. على نغات الأغانى السيوية يردد الشباب أغانيهم، يقومون بفرش المشمع أسفل النخيل، حتى تتساقط عليه حبات التمور. يقوم أحدهم بالتسلق وهز الجريد، لتتساقط خيرات النخيل على المشمع، يقوم الرجال بتجميعه داخل الأقفاص. وتتنوع أصناف التمور، لتصل لنحو 17 نوعا، الأشهربينهم نوع يدعى “الصعيدي”.
بعد جنى التمر، يأتى دور نساء القرية، فالرجال يقومون بتوصيل الصناديق للسيدات، اللاتى يقمن بغربلة وتنقية التمور، وفرز الصالح من الطالح، ولا يلقى شيء، فالطالح وإن لم يؤكل، تستخدم نواته. ويتم جمع التمر المتماسك بصندوق، واللين بآخر، والطالح بصندوق ثالث. وتتقاضى المرأة على الصندوق الواحد ما بين 5 لـ 10 جنيه.
***
يقول محمود ابن الواحة: “مهما حصل من مشاكل اقتصادية او غيرها، لا يهاب أهل سيوة، فالنخل شامخ وقوت يومنا يُطرح يومياً”.
ويستخدم أهل الواحة جريد النخيل، فمنه تصنع أسقف المنازل، وأسوار لتحيط بالمنازل، كما يستخدم جسم النخيل كحطب للأفران.
“احنا بنمصمص النخلة بلغتكوا يا قاهريين” هكذا قال عم عبد الله ويشرح قائلا : من لوف النخل تصنع الأحبال، كما يستخدم فى الاستحمام، ويشير للنواة البلح فلا تترك تستخدم أيضاً كبذرة للذراعة مرة أخرى وسماد لتخصيب اللأرض.
***
موسم جنى التمورعيد بالنسبة لأهالى القرية، تحول لمهرجان سنوى، لا يقتصر فقط على أهالى المدينة، أصبح هناك وفود من مختلف المحافظات الدول أيضاً. كل محافظة تعرض منتجاتها التى تشتهر بها فى المهرجان، بجانب شراء التمور من أهالى أرض النخيل، ليتحول المهرجان لسوق مشترك تتعدد به المنافع والمصالح.
فرحة الأطفال من أبرز ملامح بهجة المهرجان، إذ يطوفون بشوارع المدينة بالأزياء السيوية التقليدية، ويغنون الأغانى الخاصة بموسم جني التمور.
فى حال سفرك لحضور مهرجان التمور، لا تفكر فيما تأكل، يمكنك اكل ما تشاء لكن لا يمكنك أخذ المزيد أثناء رحيلك عن البلدة حتى يستفاد الآخرون بهذا الخير، هكذا ختم محمود حديثه معنا.