كان الشاب شعبان الذي يقترب من عامه الـ 17، حريصا على مساعدة والده، وعينه تتابع حركات والده كي يفهم منه أصول صناعة الفخار، بجانب الحصول على قوت يومه، فالشاب بدأ فى تحمل مسئوليته، ومن الفخار حصل شعبان على أول أجر في حياته.

 

وإن لم يكن أحمد والده على نفس الدرجة من الحماس، يقول: “صناعة القلل والزير على وشك الاندثار بسبب الثلاجات، لكن مقدرتش تخفى صناعة قصارى الزرع” بصوت شاق جاءت هذه الكلمات على لسان الرجل الذى عاش عمره كله فى هذه المهنة.ولا يحب أن يمتهنها أحد أولاده، بسبب شقاءها وقلة أموالها، كما يقول.

 

عمره في المهنة خمسون عاماً، شهد خلالها عم أحمد تقلبات مهنة الفخار من قوتها حتى اندثارها الآن، بدأ وعمره 7 سنوات، يحمل الفخار على عاتقيه،  عام بعد آخر بدأت المهنة فى اندثار لكنه استطاع أن يربي أولاده، من ناتج ورشته بمطقة الحسانيين بمحافظة الجيزة.

 

شرح لنا  عم أحمد عن مراحل صناعة الفخار، فالمرحلة الأولى من صناعة الفخار تبدأ بالطمي، حيث يتم خلط النشارة وتراب الفرن -بقايا الرماد- يقوم احد العمال بعجن الخليط  بقدميه لعدة ساعات حتى يتماسك الخليط.

 

المرحلة الثانية، يقوم “الصنايعي” بتحويل العجين لأشكال متعددة حسب الطلب، على عدة مراحل، تتخللها آشعة الشمس لمدة يومين حتى تتمشمع أي يتصلب التشكيل.

 

المرحلة الثالثة، يأتى دور الفرن والمعروف لدى الصنايعية باسم “الحلة” وهو عبارة عن غرفة من الطوب الأحمر، ذو درجة حرارة عالية، يوضع بداخله الفخار، لمدة 5 ساعات تقريبا.

 

المرحلة الرابعة يقوم العمال بنقل الفخار من الفرن ووضعه فى الشمس وهنا بعد ان تحول لونه من الرمادى /الترابي، للون الأحمر، يصبح جاهزا للبيع.