“اللحظات الأصعب بالنسبة للطفل هي لحظة مفارقته لأمه” كما قالت زينب التي تعمل كمدرسة في حضانة أطفال منذ سبع سنوات، وتابعت: “لحظة اقتراب الطفل من سور الحضانة الحديدي تشكل بالنسبة له لحظة انقطاعه عن أمه، لذا هي لحظة البكاء والدموع”.

 

الحضانة التي تعمل بها زينب في منطقة أرض اللواء الشعبية بمحافظة الجيزة، وإذا أردنا توصيفها طبقيا، فيمكننا القول إنها مناسبة للفئات المتوسطة من الطبقة المتوسطة –بالطبع اهتزت التوصيفات الطبقية في مصر خلال العام الأخير نظرا للقرارات الاقتصادية ولحالة التضخم التي تشهدها البلاد-

 

ترى زينب الأطفال في سن الأربع سنوات هم الأقل بكاءً، لأن لديهم القدرة على تكوين أصدقاء، وعادة ما يتحدثون عن حياتهم كأنهم أصدقاء كبار في المدرسة.

 

في بداية التحاق الطفل بالحضانة، يمر بفترة “إستضافة” من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، من أجل تعويد الطفل على انفصاله عن الأم لجزء ليس قصيرا من اليوم، خاصة أن الأطفال بشكل عام يخافون تلك البيئة الجديدة التي لا توجد فيها الأم.

 

تعتبر زينب أفضل سن للالتحاق بالحضانة هو ما بين ثلاث وأربع سنوات، يمكن للطفل ساعتها أن يتعلم الرسم، لأنه توجد صعوبة في تحريك وتوجيه القلم والأصابع قبل ذلك السن. أما الأطفال الأصغر من ثلاث سنوات، يتم ضمهم للفصول التمهيدية، إذا من الصعب تعليمهم الالتزام مثل الأكبر سناً.

 

تفرق زينب بين الحضانات الملحقة بمدارس التعليم الأساسي، إذ تعتمد علي الجزء الترفيهي والأنشطة أكثر، بينما في الحضانات الصغيرة يتم التركيز الطفل على الجزء التعليمي، يرجع ذلك برأيها إلى أن أولياء الأمور يرغبون في أن يخرج الطفل من الحضانة لديه القدرة على القراءة والكتابة حتي ينجح في أختبارات المدرسة.

 

بالأساس بدأت فكرة روضة الأطفال أو الحضانة كمؤسسة تعليمية للأطفال قبل دخولهم المدرسة، مع العالم الألماني فريدريك فروبل، حيث أطلق مصطلح “الروضة” على مؤسسة اللعب والنشاطات التي أنشأها في عام 1837 م في “بادبلانكنبيرج” كتجربة اجتماعية للأطفال لانتقالهم من المنزل للمدرسة. وقصد فروبل بذلك أنه يجب العناية بالأطفال وتغذيتهم في حدائق الأطفال مثل النباتات في الحديقة، من هنا أنتشرت تلك الفكرة عالميا ولكنها تختلف من دولة لأخرى.

 

في مصر يعرف قانون الطفل دور حضانة الأطفال بأنها: “كل مكان يُرعى فيه الأطفال دون سن الرابعة” وذلك طبقًا للقانون رقم 12 لعام 1996 والذي تم تعديله بالقانون رقم 126 للعام 2008. وتخضع الحضانات لرعاية وزارة التضامن الاجتماعي وليس وزارة التربية والتعليم، لأن هدف الحضانة هو: “تنمية الطفل من الجانب الاجتماعي فقط وليس التعليمي”.

 

ترى”زينب “أن الدور الجوهري في تأسيس الطفل يعتمد على مدرسة الحضانة، وخبرتها في التعامل مع الأطفال، ولكنها أيضا تتمني أن تعود رقابة وزارة التضامن مرة أخرى، وإرسال المندوبين إلى الحضانات، من أجل “تقييم أداء الحضانة ومستوي التعليم بها” كما ينص القانون، تلك النشاطات التي توقفت تماما مما أتاح الفرصة لأي شخص أن يقيم حضانة بدون ترخيص وتفتقد لشروط إنشاء حضانة.

تقول:”هناك أكثر من 50 حضانة بمنطقة أرض اللواء، بالأضافة إلى الحضانات الملحقة بالمساجد -التابعة بالأساس لوزارة الأوقاف وليس لها علاقة بالتعليم إلا حلقات تحفيظ القرآن- فيعاني الطفل داخل مثل هذه الحضانات الغير مرخصة من الأعداد المتزايدة فيها وصعوبة التحرك”.

 

إقرأ أيضا:

محنة الحضانة