في 11 فبراير/فيفري 1996، استهدفت عربة مفخخة ب 400 كلغ من مادة ” TNT” دار الصحافة بالجزائر العاصمة من الجهة المُطلّة على شارع حسيبة بن بوعلي المكتظ بالمارة، تحديدا أما مدخل الجريدة اليومية الناطقة بالفرنسية ” لوسوار دالجيري“، راح ضحيتها سبعة وعشرون شخصا و جرح العشرات. نذكر من بين القتلى مدير تحرير الجريدة، كاتب عمود بالجريدة، معد صفحة التسلية بذات الجريدة وتقَنيّة. كما نُسف مقر الجريدة بالكامل.
الجهة المقابلة لمدخل جريدة “لوسوار دالجيري” بشارع حسيبة بن بوعلي.
لم يبق لهذه المرأة سوى بعض الأقارب الأبعدين لمواساتها في نكبنها بعد أن أبيدت أسرتها في مجزرة قتل فيها أربعة عشر شخصا من عائلة عبدلي المنتمية إلى قرية بن صالح بواد العلايق، ولاية البليدة (50 كلم جنوب الجزائر العاصمة) من بينهم خمس نساء و ثلاثة أطفال. كان هذا في 12 نوفمبر 1996.
يوم 31 يناير/جانفي 1997 قتل 35 شخصا بحي “كتيتن” بمدينة المدية الواقعة على بعد 100 كلم جنوب العاصمة الجزائر .. تتناثر التوابيت و ليس هناك من يقدم التعازي.
تقتيل مائة وثلاثة أشخاص ب “سيدي حامد“، القرية الكائنة بين بوقرة و مفتاح، على مقربة من الجزائر العاصمة، بتاريخ 11 جانفي 1998 و هذا حسب الحصيلة التي قدمتها الجهات الرسمية غداة المجزرة. يقف الطفل مشدوها أمام عدسة الكاميرا بينما انشغل سكان القرية بدفن الضحايا و هو لا يملك تفسيرا لما حصل.
ببراءته يحدق الطفل من خلال نافذة السيارة “بيجو 404” و هو لا يفقه شيئا مما حوله كما لا يدرك سبب حمل قريبه للسلاح. فقد تسلح آلاف من ساكنة الأرياف من أجل درء الشر عنهم دفاعا عن أنفسهم و كوّنوا مجموعات الدفاع الذاتي و كانوا في الخطوط الأولى للحرب على الإرهاب و السند القوي للجيش الوطني الشعبي و قوات الأمن في تلك الحرب.
لوعة مواطن فقد 11 فردا من عائلته في مجزرة ب موزاية، ولاية البليدة (50 كلم جنوب العاصمة الجزائر) وقعت بتاريخ 27 يوليو/جويلية 2001
تم انتشال ثماني جثث من هذه المقبرة الجماعية التي اكتشفها عناصر الدرك الوطني يوم 31 يوليو/جويلية 2004 ب”الأربعاء” جنوبي شرق العاصمة الجزائر.
وقفة تأبينية للوزير الأسبق الفقيد بوبكر بلقايد بمقبرة العالية (الجزائر العاصمة) في يوم الاستفتاء على ميثاق السلم و المصالحة الذي تزامن مع ذكرى اغتياله في إشارة إلى رفض هذا الميثاق الذي تعتبره شريحة كبيرة من المجتمع وثيقة لتطبيع الاسلام السياسي و تبرئة للإرهاب و الارهابيين.
خاض الرئيس بوتفليقة سباقا من أجل إقناع الجزائريين بتزكية ميثاق السلم و المصالحة الذي عارضته شخصيات تزخر باحترام الجزائريين مثل علي يحيى عبد النور مؤسس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان و المرحوم عبد المجيد آيت أحمد رئيس جبهة القوى الاشتراكية.
“هل أنتم موافقون على مشروع ميثاق السلم و المصالحة الوطنية المطروح عليكم؟” هو السؤال الذي أجاب عليه بنعم 97.36 بالمئة أي بالأغلبية الساحقة من المشاركين في الاستفتاء و عددهم 14.4 مليون ناخب من بين 18 مليون المسجلين في القوائم الانتخابية بنسبة 79.76 بالمئة.
14 يوليو/جويلية 2006، التقطت الصورة في شاطئ سيدي فرج غرب الجزائر العاصمة، هل نجح تآخي “الجزائريْن“، المحافظة و التقدّمية؟ بعد سنوات من الحرب الأهلية، يحاول الجزائريون التعايش.
في تفجير انتحاري استهدف قصر الحكومة بشارع الدكتور سعدان وسط العاصمة الجزائر يوم 11 أفريل 2007، قتل 12 شخصا و جرح 135 آخرون. جاء هذا التفجير بعد قرابة العامين من تزكية ميثاق السلم و المصالحة من خلال استفتاء 29 سبتمبر 2005 و نزع الغطاء السياسي عن فلول الجماعات الإرهابية التي استمرت بالنشاط رافضة يد العفو التي قدمها لها المجتمع.
وتستمر الحرب على الإرهاب…