أدت الصراعات المسلحة والخلافات السياسية الدائرة بين الفرقاء في ليبيا إلى تراجع إنتاج وتصدير النفط الذي يشكل حوالي 94% من موارد البلاد، و يتم تسويقه من عدة موانئ على الساحل الليبي يقع معظمها في منطقة الهلال النفطي، وتخضع جميعها لإدارة سيادية من قبل المؤسسة الوطنية للنفط، فما هي هذه الموانئ؟

مرسى الحريقة

في شرق ليبيا حيث مدينة طبرق (400 كلم شرق بنغازي) يتربع ميناء مرسى الحريقة الذي اُفتتح عام 1966، على مساحة كبيرة من خليج طبرق، وتقدر قوته الإنتاجية بحوالي (200 ألف برميل يومياً)، وقوته التخزينية تصل إلى (830.000) ألف برميل، وتديره وتشرف عليه شركة الخليج العربي للنفط حسب ما أفاد به عمران الزوي المتحدث باسم شركة الخليج العربي للنفط.

المرسى توقف عدة مرات عن العمل منذ فبراير 2011،  بسبب الاحتجاجات والاعتصامات، والتي تحدث أحيانا في مقر إدارة فرع الشركة، وأحيانا أخرى في الحقول التي تضخ للميناء، ويحتوي الميناء على رصيفين ما يمكنه من تسيير ناقلتي نفط في وقت واحدة.

يعتمد ميناء مرسى الحريقة على حقلي السرير ومسلة الذين يبعدان عن الميناء 513 كلم تقريبا جنوب غرب الميناء.

الزويتينة النفطي

يقع ميناء الزويتينة النفطي بالقرب من اجدابيا (160 كلم غرب بنغازي)، تم افتتاحه عام 1968، وتديره شركة الزويتينة للنفط، و في عام 1972 تم تصدير أول شحنة غاز من الميناء.

وحول الميناء يقول مرعي ابريدان رئيس اتحاد عمال النفط بالميناء لــ “مراسلون” يعد ميناء الزويتينة محطة للتخزين والشحن بسعة تخزينية تصل إلى 6.5 مليون برميل من النفط الخام، تتوزع كالتالي: (988 ألف برميل من “النافتا”)، و(240 ألف برميل غاز “البوتال” المسال) بالإضافة إلى (270 ألف برميل غاز “البروبان” المسال).

وعن الإنتاج الحالي أكد ابريدان أن الظروف الحالية التي تمر بها البلاد أثرت على الإنتاج، فبات غير مستقر ويتراوح ما بين (20 ألف برميل و 60 ألف برميل يوميا).

وأشار إلى دخول الميناء في حالة “القوة القاهرة” بسبب الاقتتال ووقوع الميناء في منطقة الصراع عدة مرات ليخرج منها في سبتمبر 2016.

والحقول التي تضخ للميناء حاليا يقول ابريدان ( حقل الانتصار”103″، حقل النافورة، حقل آمال).

ميناء البريقة

يعد ميناء البريقة (240 كلم غرب بنغازي) أول ميناء نفطي أُنشئ في ليبيا – صُدّرت منه أول شحنة من النفط الليبي إلى الأسواق العالمية في عام 1961م، تشرف عليه وتديره شركة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز، ويضم منشآت تصنيع وتخزين النفط والغاز، وعن طريقه يصدر إنتاج الشركة من النفط والغاز والمنتجات البتروكيماوية، ويوجد به الآن مقر الشركة الرئيسي، حيث الإدارة والأجهزة الفنية التي تشرف على عمليات التشغيل وتخطيط وتنفيذ كافة المشاريع.

يقول عيسى مختار منسق شؤون الإعلام بشركة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز  لــ “مراسلون” إنه يوجد بالميناء 16 خزاناً، والسعة التصميمية للخزان الواحد (286) ألف برميل، وهي تستعمل لتخزين كافة ما تنتجه حقول الشركة من النفط الخام، لتسويقها لمختلف الأسواق العالمية.

وعن الحقول التابعة للشركة والتي تغذي الميناء فهي حقول نفط: زلطن ، الراقوبة ، لهيب ، الجبل ، الرشاد ، رالح ، الوادي، بالإضافة إلى حقول غاز طبيعي هي: الحطيبة ، الصرة ، المقيل، الساحل، الإرادة، الاستقلال.

وأكد مختار أن المستهدف من الإنتاج 80 ألف برميل من النفط الخام يومياً، أما في الظروف الحالية يتراوح الإنتاج ما بين 40 إلى 50 ألف برميل.

يوجد بالميناء عدد من المنشآت الصناعية – حسب مختار – هي مصفاة تكرير النفط الخام، ومعمل تسييل الغاز الطبيعي، و مصنعان للميثانول، بالإضافة إلى مصنعين للأمونيا، ومصنعين لليوريا تديرهما الشركة الليبية النرويجية للأسمدة.

ميناء رأس لانوف

على بعد 100 كلم تقريبا غرب ميناء البريقة يقع ميناء رأس لانوف النفطي التي تديره شركة الهروج للعمليات النفطية، و يضم 13 خزان بسعة تخزينية تصل إلى 6.5 مليون برميل من النفط الخام.

وقال عمران الفيتوري مراقب حركة الزيت بشركة الهروج للعمليات النفطية لـ”مراسلون”، إن الميناء يستقبل إنتاج الحقول التابعة للشركة، بالإضافة إلى بعض الحقول الأخرى بواقع 220 ألف برميل من خام مسلة والسرير، لتحويلها لعمليات الشركة، بالإضافة إلى حوالي (190) ألف برميل من زيت “آمنا”، و(90) ألف برميل من حقل الفيل لتصديرها عالمياً.

بعد توقف الميناء في أحداث فبراير عاد ليستأنف نشاطه في استقبال النفط الخام من الحقول في الثالث من أكتوبر 2011، و تصدير أول شحنة في 27 من نفس الشهر. حسب الفيتوري.

ميناء السدرة النفطي

يُعد ميناء السدرة النفطي من أكبر الموانئ النفطية في ليبيا، يقع بمنطقة السدرة 180 كيلومتر شرق مدينة سرت، تم افتتاحه عام 1962، وتديره شركة الواحه للنفط.

تبلغ قوته الإنتاجية 400 ألف برميل، بسعة تخزينية 6 ملايين برميل، وعلى إثر الصراعات المسلحة تعرضت سبع خزانات للتدمير والحرق من أصل 19 خزانا.

دخل الميناء حالة القوة القاهرة ضمن سلسلة موانئ الهلال النفطي في مارس 2015، إلى أن رُفعت عنه في سبتمبر 2016.

ميناء الزاوية  النفطي

ميناء الزاوية النفطي  يقع في مدينة الزاوية (48 كلم غرب طرابلس)، أُنشئ عام 1974، تديره  شركة الزاوية لتكرير النفط، ويعمل بشكل رئيس لتلبية طلب السوق المحلي من المشتقات النفطية، وتصدير الفائض من النفط الخام للأسواق العالمية.

و يشمل الميناء ثلاثة مراس بحرية تتم عن طريقها عمليات الشحن والتفريغ للنفط الخام والمشتقات النفطية، ويعمل بوحدتي تكرير، قوة كل واحدة (60.000 ألف) برميل.

يغذي الميناء حقلي  الشرارة و الفيل ، بقدرة إنتاج تصل إلى 360 ألف برميل نفط خام، تستهلك منه مصفاة الزاوية قرابة 120 ألف برميل، والباقي يتم تصديره للأسواق العالمية.

تعرض الميناء للتوقف عن العمل مرات عديدة بسبب الصراعات و الاحتجاجات، أبرزها إقفال صمام النفط  في منطقة الرياينة غرب البلاد بسبب سيطرة مجموعات مسلحة على الحقول، كما أن اسم الميناء ارتبط كثيراً بعمليات تهريب المحروقات المدعومة إلى خارج البلاد.