أسقطنا 86 طائرة للعدو.. قواتنا تتوغل داخل إسرائيل .. جريدة “الأخبار

بيانات إسرائيل تعترف بالخسائر الفادحة والتقدم العربي الجبار .. جريدة ” الأخبار

إسقاط أكثر من 115 طائرة للعدو خلال هجماته الأولى .. جريدة “الأهرام

بدأت المعركة .. إسقاط 43 طائرة للعدو.. كلنا رجل واحد خلف القائد.. جريدة “المساء

الجيش العربي يزحف إلى تل أبيب جريدة.. “المساء”

 بعض العناوين الرئيسية للصحف المصرية في الفترة ما بين 6 يونيو وحتى 9 يونيو 1967

***

هكذا انتصرت الجيوش العربية على إسرائيل عام 1967 في الإعلام، قبل أن يطلق عليها الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل “النكسة” بعد الهزيمة.

مانشيتات الصحف والبيانات التي كان يلقيها أحمد سعيد في إذاعة صوت العرب كانت تبشر العرب بنهاية دولة الاحتلال “إسرائيل”، فالطائرات تسقط والقوات العربية تتوغل داخل إسرائيل، حتى استيقظ العرب على توسع دولة الاحتلال وهزيمة الجيوش العربية على عدة جبهات، فمن أين أتت “شجاعة” الكذب الإعلامي؟.

مثلما اهتم الزعيم جمال عبد الناصر بالقضاء على الحياة السياسية اهتم أيضا بالسيطرة على الإعلام وجعله صوتًا واحدًا، وبعد انتهاء صراع مجلس قيادة الثورة مع اللواء محمد نجيب حل عبد الناصر نقابة الصحفيين عام 1954 بدعوى تقاضي الصحفيين مصروفات سرية، ثم أغلق عددا كبيرا من الصحف لأنها تنتمي لأحزاب سياسية، فتقلص عدد الصحف اليومية إلى ثلاث فقط هي “الأهرام” و”الأخبار” و”الجمهورية”، ومجلات أسبوعية منها “روز اليوسف” و”المصور” و”الكواكب” و”آخر ساعة”.

ورغم أن عبد الناصر اعتقل عددا من الصحفيين على مدار عهده، إلا أنه كان يقرب منه آخرين للترويج للجمهورية كان أبرزهم محمد حسنين هيكل (1923 -2016) كما كان يشرف على اختيار رؤساء التحرير. وفي عام 1960 أصدر جمال عبد الناصر قانون “تنظيم” الصحافة والذي نقل بموجبه ملكية المؤسسات الصحفية إلى الدولة، كما نص القانون على أنه لا يجوز إصدار صحيفة إلا بترخيص من الاتحاد القومي، كما لا يجوز لأي شخص أن يعمل في الصحافة إلا بترخيص من الاتحاد، كما أعاد عبد الناصر الرقابة على الصحف.

***

في أكثر من مناسبة عبر الرئيس السيسي عن استيائه من الإعلام بسبب ما وصفه بتصدير التشاؤم للشعب.. “الزعيم الراحل عبد الناصر كان محظوظا، لأن هو اللى كان بيتكلم والإعلام معه”، هكذا وصف السيسى الإعلام في عهد ناصر، خلال كلمته في احتفالية تدشين محور تنمية قناة السويس في نوفمبر 2015. عبد الناصر محظوظًا لأن إعلامه كان لا ينشر إلا الإيجابيات، فما الذي كان ينشره الإعلام في عهد عبد الناصر؟

***

لم تكن أخبار النصر على إسرائيل عام 67 في الإعلام العربي الكذبة الأولى، لكنها كانت الكذبة الفاضحة التي كشفت عن سلسلة طويلة من الكذب حول قدرات مصر العسكرية والتنموية قبل “النكسة“.

في الإعلام المصري كان زوال “دولة” إسرائيل مسألة وقت، وكان الشعب ينتظر الحرب لقصف تل أبيب، وحينما جاءت الحرب لم نخسر سيناء فقط ولكن خسرنا أيضًا الروح المعنوية التي كانت من ضمن أهداف الكذب الإعلامي.

المشير عبد الحكيم عامر يعلن في العرض العسكري الكبير.. الصواريخ الجبارة.. الطائرة القاهرة 300 من أقوى الطائرات في العالم “مانشيت الأخبار في يوليو 1965

قبل أعوام من “النكسة” كان يشارك الصاروخان القاهر والظافر في عروض عسكرية في الشوارع الرئيسية بالعاصمة، وكان عبد الناصر يقول في خطبه إن مدى القاهر يصل إلى 600 كيلو مترا، والظافر يصل إلى 350 كيلو مترا، ويستطيعان بكل سهولة قصف إسرائيل.

يقول الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة أثناء حرب أكتوبر 1973 “عندما استلمت مهام رئاسة أركان الجيش لم يتطوع أحد ليخبرني بشيء عن القاهر أو الظافر لكنني تذكرتهما فجأة وأخذت أتقصي أخبارهما إلي أن عرفت القصة بأكملها، لن أقص كيف بدأت الحكاية؟ وكيف أنفقت ملايين الجنيهات على هذا المشروع؟ وكيف ساهم الإعلام في تزوير الحقائق وخداع شعب مصر؟(..) ولكنني سأتكلم فقط عن الحالة التي وجدت فيها هذا السلاح وكيف حاولت أن أستفيد -بقدر ما أستطيع- من المجهود والمال اللذان أنفقا فيه...”

يضيف في مذكراته عن حرب أكتوبر: “لقد وجدت أن المشروع قد شطب نهائيا وتم توزيع الأفراد الذين يعملون فيه على وظائف الدولة المختلفة، أما القاهر والظافر فكانت هناك عدة نسخ منهما ترقد في المخازن، لقد كانت عيوبهما كثيرة وفوائدهما قليلة، لكنني قررت أن استفيد منهما بقدر ما تسمح به خصائصهما، ولقد حضرت بنفسي بيانا عمليا لإطلاق القاهر، ووجدت أن هذا السلاح أقرب ما يكون إلى منجنيق العصور الوسطي (..) وأقصى مدي يمكن أن يصل إليه المقذوف هو ثمانية كيلو مترات”.

“وفي أثناء التجربة أطلقنا 4 قذائف على نفس الهدف بنفس الاتجاه ونفس الزاوية فكانت نسبة الخطأ 800 متر !! و هذا يعني أننا إذا قمنا باستخدام هذا السلاح خلال الحرب فأن الرابح الوحيد هو العدو لأننا حينها سنقصف أنفسنا”.

انتهت شهادة الفريق سعد الدين الشاذلي لكن لم تنتهي عملية الكذب الإعلامي الذي كان أحد أسباب “النكسة”، فمصر لديها 10 أنواع من الطائرات و6 أنواع من الصواريخ منها القاهر والظافر والرائد بالإضافة إلى غواصات ولديها أيضا سفينة فضاء بحسب الإعلام المصري.

سر وجود سفينة فضاء مصرية أذاعته مجلة المصور في أبريل عام 1965  قبل “النكسة” بعامين، وعلى 10 صفحات كتب حمدي لطفي ما اعتبره تحقيق كامل بالصور عن سفينة الفضاء المصرية التي وصفها بقصة الكفاح العلمي والعسكري لإرسال كبسولة فضاء عربية تحمل مصريًا إلى الفضاء، لكن يبدو أنها حتى الآن لم تعود من الفضاء.

وسفينة الفضاء التي كشفت عنها مجلة المصور كانت من ضمن البرنامج المصري لغزو الفضاء، فحسب مانشيت جريدة الجمهورية مصر ثالث دولة بعد أمريكا والاتحاد السوفيتي التي تصنع صواريخها بنفسها، وجريدة الجمهورية -التي أسست عام 1954 لتكون لسان حال ثورة يوليو- خرجت قبل “النكسة” بـ3 أسابيع لتؤكد أن دخل مصر البترولي سيكون أكبر من السعودية وليبيا وإنتاج البترول في الجمهورية سيتضاعف 4 مرات،. إنهم كانوا يبيعون الوهم.

***

انشروا الإنجازات”.. “لازم الإعلام يبقى تعبوي”، تصريحين للرئيس السيسي يكشفان عن الإعلام الذي يريد، إعلام أشبه بإعلام ما قبل “النكسة” الذي كلما زاد كذبه اقتربت كارثة جديدة، فبعد نصف قرن من النكسة لم يتعلم النظام أو الإعلام أن نشر الإنجازات فقط هو جزء من بيع الوهم للشعب لتدعيم السلطة ولن يؤدي إلا إلى كارثة وفضائح.

من فبراير 2014 وحتى يونيو من نفس العام كان الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في سجال عنيف بسبب جهاز كشف وعلاج فيروسيي “الكبد الوبائي C، و”الإيدز”، الجهاز الذي أعلنت عنه القوات المسلحة في مؤتمر بحضور الرئيس السابق عدلي منصور والحالي السيسي سيغير وجه مصر حسب الفريق المشرف على الجهاز، وأعلن الجيش عن بدء التسجيل لعلاج المصابين في أول يوليو 2014، لكن حتى الآن لم يبدأ العلاج.

الوهم لم يقتصر على الجهاز فقط، ففي مارس عام 2015 في أول عام لحكم الرئيس السيسي رسميًا عقدت مصر مؤتمرًا اقتصاديًا في مدينة شرم الشيخ انتهى باستثمارات بلغت 175 مليار دولار حسب مانشيت جريدة الأهرام، لكن في نوفمبر الماضي قررت الحكومة المصرية تعويم الجنيه كأحد شروط صندوق النقد الدولي لإقراض مصر 12 مليار دولار.

ويسيطر نظام الحكم في مصر على الإعلام إلا أنه يواجه بعض الأزمات مع شبكات التواصل الاجتماعي، وبعض القنوات التي تبث من الخارج.

واستخدم النظام عدة أساليب لإحكام السيطرة على الإعلام بعد ثورة 30 يونيو 2013 كان أهمها طريقة العصا الغليظة، فتم طرد الإعلاميين المحسوبين على ثورة يناير من القنوات الخاصة كان أبرزهم باسم يوسف ويسري فودة، ضمن حملة ممنهجة لإرهاب الإعلاميين والنشطاء وممثلي المجتمع المدني والحقوقي شملت القبض على بعضهم بتهم نشر أخبار كاذبة، ومنع بعضهم من السفر وحبسهم آخرين احتياطيًا لمدد تجاوزت الثلاث سنوات، كما تم اقتحام عدة مواقع صحفية إلكترونية، والقبض على مالك صحيفة المصري اليوم، كما منعت طباعة وتوزيع أعداد صحف بعضها محسوبة على النظام منها الوطن وصوت الأمة والبوابة نيوز والمصري اليوم، وأخيرًا في ابريل 2016اقتحام قوات الأمن لنقابة الصحفيين للقبض على صحفيين لجئا للنقابة بعد اقتحام قوات الأمن منزليهما.

ومن خلال قانون “الإعلام الموحد” سيطر النظام على اختيار الهيئات الإعلامية الثلاثة المنوط بها تنظيم الإعلام المقروء والمسموع والمرئي بعد تغيير بعض مواد القانون بعد عرضه على مجلس النواب، كما أصدر السيسي قانون الإرهاب الذي منع نشر أية أخبار تتعلق بالحرب على الإرهاب إلا من خلال البيانات الرسمية.

وأحكم النظام سيطرته على الإعلام من خلال عدد من رجال الأعمال أبرزهم كان أحمد أبو هشيمة الملقب بملك الحديد والذي يمتلك صحيفة اليوم السابع واشتري صحف ومواقع أخرى منها صوت الأمة والدستور و”دوت مصر” كما اشترى مجموعة قنوات “أون تي في” من رجل الأعمال نجيب ساويرس، كما يعتمد النظام على عدد من العسكريين السابقين الذين برز دورهم في الإعلام مؤخرا كان أبرزهم العقيد محمد سمير المتحدث العسكري السابق.

***

أرجو منتكلمش في الموضوع ده تاني” السيسي في أبريل 2016 يتحدث مع الإعلاميين عن أزمة اتفاقية تسلم جزيرتي تيران وصنافير.