مراكب الموت لتهريب البشر والتي تنطلق من شواطئ ليبيا الغربية خصوصاً تزيد يوماً بعد يوم، مكافحتها ومراقبتها يحتاج لكثير من الإمكانات والقدرات الأمنية، ولكن من أين تخرج تلك المراكب؟ وهل يستغل مهربو البشر المنافذ الليبية الشرعية كنقاط انطلاق صوب أوروبا؟

“مراسلون” التقى العميد بحار أيوب عمرو قاسم المتحدث الرسمي باسم القوات البحرية الليبية الذي أجاب على الأسئلة ضمن هذا الحوار:

س- ما هي أبرز المنافذ البحرية في المنطقة الغربية التي يرسل منها مهربو البشر قواربهم أوروبا؟ وهل من بينها منافذ رسمية؟

ج- هناك منافذ ونقاط بحرية بالمنطقة الغربية مثل زوارة وصبراتة والزاوية والقربولي، لكن المنطقة التي يستخدمها المهربون تمتد من غرب الزاوية (40 كلم غرب طرابلس) إلى غرب صبراتة (67 كلم غرب طرابلس)، وأحيانا ً أخرى القربولي (شرق طرابلس) لكن بنسبة أقل مؤخراً.

نعتزم مع انطلاق الخطة الجديدة لتأمين المياه الإقليمية الليبية والمنافذ والنقاط البحرية أن نسعى جاهدين لمكافحة هذا النشاط، وخاصة إذا ما تم تأمين الحدود الجنوبية بالكامل.

أما بخصوص شق السؤال الثاني، فعمليات التهريب لا تتم من خلال الموانئ الرسمية بأي شكل من الأشكال، المهربون يستغلون الأماكن المفتوحة في أوقات معينة، وخاصة التي لا توجد فيها عوائق طبيعية قد تعيق حركة قوارب الهجرة غير النظامية.

س- هل كل المنافذ البحرية غرب ليبيا تحت سيطرة الدولة؟

ج- المنافذ البحرية أو الموانئ البحرية لا فرق بينهما سوى في الاسم، كلها تحت سيطرة الدولة الليبية، ابتداءً من ميناء زوارة مروراً بالزاوية وطرابلس ومصراتة والخمس وسرت، كلها تحت سيطرتنا، بالإضافة أن لدينا عدداً من النقاط الساحلية ونقاط خاصة بخفر السواحل.

س- كيف تتعاملون مع مراكب المهاجريين غير النظاميين عند  ضبطها؟

ج- في العادة يتم التخلص منها على الفور سواءً كانت مطاطية أو خشبية ويتم حرقها.

س- وماذا عن المهربين؟ هل سبق وضبطتم أحدهم؟

ج- دعني أقول لك أولاً إن عملية المراقبة تكون صعبة على طول ساحل المنطقة الغربية، نظراً لقلة الإمكانات، المهربون هم أيضاً يراقبون ويستطلعون، وعند تأكدهم أن نقاط انطلاقهم خالية من خفر السواحل، يقومون بإنزال قواربهم ويباشرون عملية التهريب، نحن نسعى للتنسيق مع بقية الجهات الأمنية الأخرى من أجل التحري عن هذه الشبكات للقبض عليهم وتسليمهم للقضاء والعدالة.

 

س- هل تملكون إحصائيات بعدد المهاجرين الذين تم ضبطهم حتى الآن بعد أحداث ثورة فبراير 2011؟

ج- المهاجرون الذين تم ضبطهم حتى الآن تجاوز عددهم 44 ألف مهاجر، والذين تم ضبطهم هذا العام تجاوزوا 3000 مهاجر غير نظامي، مع العلم أن أعداد المفقودين زادت بشكل كبير هذا العام عن السنوات الماضية.

بمجرد ضبطهم نقوم بتسليمهم على الفور لجهاز الهجرة غير شرعية الذي يقوم بإيوائهم وترحيلهم حسب الإمكانات مع السلطات المختصة.

س- ما هي الإجراءات التي اتخذتها السلطات الليبية وخفر السواحل للحد من تهريب البشر عبر هذه المنافذ البحرية؟

ج- ما دام الجنوب الليبي مفتوحاً فمن المستحيل السيطرة أو يقاف تدفق المهاجرين إلينا ومن بعدنا إلى أوروبا، وحتى لو وفّرت الدولة والدول الصديقة أسطولاً كاملاً مجهزاً فمن المستحيل وقف هذه الظاهرة التي أصبحت تتزايد عاماً بعد عام، لأن عملية مكافحة تهريب البشر من المفترض أن تبدأ من الجنوب أولاً ومن ثم تنتقل إلى الشمال، وللأسف الشديد فقد لاحظنا أن هناك بعض المنظمات الإنسانية غير الحكومية تسعى فقط لإحباط عمل القوات البحرية الليبية وحرس السواحل، وتسعى دائماً لعرقلة جهودهما، متهمة إيانا بعرقلة عملها، وذلك بسبب انعدام الثقة بيننا، لأنها لم تحاول أساساً التواصل معنا أو مع حرس السواحل، وعلى كل المنظمات التي يعنى عملها بالمهاجرين غير النظاميين يجب أن تحترم مياه السيادة الليبية، فلا يجب أن يغيب حرس السواحل أو القوات البحرية والإنقاذ البحري من التعاون مع هذه المنظمات.

لقد لاحظنا أن أعمال هذه المنظمات تدعم وتشجع بطريقة أو بأخرى المهاجرين غير النظاميين والمهربين على حد سواء، يجب على هذه المنظمات أن تعمل في الجنوب الليبي وفي تشاد والنيجر والسودان وغيرها لو هي فعلاً جادة في محاربة الهجرة غير النظامية، وقد خاطبنا الاتحاد الأوروبي رسمياً بهذا الصدد.