لا شك أن زيادة عدد المهاجرين إلى أوروبا في السنوات الأخيرة أثرت بشكل مباشر على حياة المواطن الأوروبي، الذي يتعرض بالتزامن مع مايراه على أرض الواقع إلى ضغط إعلامي يرصد كافة تحركات الوافدين الجدد، الذين منهم من يصر على ممارسة سلوكيات شاذة عن المجتمع المضيف تصل إلى حد مخالفة القانون بل وارتكاب جرائم أحياناً وأعمالاً إرهابية، ومنهم من يمارس سلوكاً إيجابياً ويتحول إلى شخص فاعلٍ في مجتمعه الجديد بل وينفذ أفكاراً ملهمةً لكل من حوله.

لا شك أن زيادة عدد المهاجرين إلى أوروبا في السنوات الأخيرة أثرت بشكل مباشر على حياة المواطن الأوروبي، الذي يتعرض بالتزامن مع مايراه على أرض الواقع إلى ضغط إعلامي يرصد كافة تحركات الوافدين الجدد، الذين منهم من يصر على ممارسة سلوكيات شاذة عن المجتمع المضيف تصل إلى حد مخالفة القانون بل وارتكاب جرائم أحياناً وأعمالاً إرهابية، ومنهم من يمارس سلوكاً إيجابياً ويتحول إلى شخص فاعلٍ في مجتمعه الجديد بل وينفذ أفكاراً ملهمةً لكل من حوله.

مراسلون وجه سؤال: ما هي صورة المهاجر المثالي الذي ترغب به أوروبا؟، إلى عدد من الشباب الأوروبيين عبر شبكة الانترنت وكانت إجاباتهم على النحو التالي:

بيلي (46 عاماً) إيطالي وصديقه نبيل (49 عاماً) من أب ليبي وأم إيطالية، يعملان في المونتاج التلفزيوني يتفقان على أن المهاجر لا يمكن أن يكون مثالياً، وبرأيهما فإن أكبر نسبة من المجرمين في إيطاليا هم مهاجرون، وأغلبهم مسؤولون عن جرائم السرقة والاغتصاب وبيع المخدرات التي تحدث في إيطاليا.

ويعتقد الصديقان أن إيطاليا لديها الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وليست بحاجة لتبني المزيد من الأزمات، وحسب نبيل “نحن ندفع الكثير من الأموال للدولة – يقصد الضرائب – ليتم صرفها على أشخاص لا يفعلون سوى النوم ولا فائدة منهم”.

هذا الموقف المتشدد من اللاجئين لم يتكرر كثيراً وبذات الحدة في إجابات أشخاص آخرين، فمثلاً تقول نوري بيك (23 عاماً) مجرية طالبة وتعمل في السياحة بإسبانيا، إن أهم شيء عندما يخطط شخص للاستقرار في بلد آخر أن يكون مرناً ومنفتحاً على الآخرين، وأن تكون لديه الرغبة في الاندماج، وأيضاً ألا يفكر المهاجر في الفوائد والميزات التي سيحصل عليها فقط بل عليه أن يسعى لأن يكون فاعلاً ومفيداً كي يتمكن من أن يصبح جزءاً من المجتمع الجديد.

ولكي يكون جزءاً من هذا المجتمع حسب كلود (33 عاماً) موظف حكومي، يجب على المهاجر أن يعيش كإنسان مسالم، يعني ألا يقدم على أي فعل مخالف للقانون، ما عدا ذلك فهو حر في ممارسة حياته الطبيعية كما يراها.

وكي يتمكن من أن يمارس حياته بشكل طبيعي يقول راؤول (29 سنة) مهندس إسباني فالمهاجر المثالي يجب أن يمتلك حرفة جيدة وخبرة، وأنه كان لديه عمل جيد في السابق في بلاده، “وأفضله أن يكون ذكياً ومثقفاً بحيث يعرف كيف يحاور ويتجاوز أي اختلافات أو مشاكل مع المجتمع، باختصار تهمني الكفاءة والثقافة”.

وفي ذات السياق تقول نورينا (25 عاماً) طالبة ألمانية إنه لا تهمها صفات المهاجر أو مستواه التعليمي، كل ما يهم هو أن يتقبل المجتمع القادم إليه، “طبعاً من حقه انتقاد بعض الأفكار ولكن عليه تقبلها، والأمر أيضاً ينطبق على اللاجئ، أنا أقدر أنه اضطر لمغادرة بلاده ولكن يجب أن يتقبل المجتمع الذي احتضنه” تقول نورينا.

ختاما فإذا كانت هذه هي المواصفات المطلوبة فمن حق المهاجر أن يتساءل ماذا سيحصل نظير ذلك من المجتمع الذي سيستقبله، وهل يستحق ذلك المخاطرة بحياته على قوارب الموت المتوجهة شمالا.