كان أول ما فعلته سارة -21 عامًا- لدى وصولها إلى القاهرة، عام 2013، قادمة من إريتريا بحثا عن اللجوء فى السويد، أن توجهت إلى كنيسة “كوردي بيزو” بوسط المدينة. سارة لا تعرف الإنجليزية ولا العربية بالطبع، ومع حقيبتها الصغيرة، تحمل خوفا بلا حدود من المجهول الذي ينتظرها في المدينة المصرية الكبرى، وقلق من احتمالات عودتها إلى قريتها على الحدود مع إثيوبيا، بدلا عن الذهاب إلى السويد. لكن كل هذا تبدد عند وصولها إلى منطقة الإسعاف عبر المترو وفق العنوان المكتوب باللغة الانجليزية في ورقة صغيرة، كانت بالنسبة لها تساوي في الأهمية جواز سفرها.
“أحسست أنني في بلادي، وارتحت كثيرًا” تصف سارة انطباعها الأول في كنيسة “كوردي بيزو”، “التقيت بكثير من الصديقات من بلادي، ساعدنني على إيجاد غرفة وعمل، وأوصلنني بمحام يعمل في قضايا اللاجئين”. تعمل سارة جليسة أطفال لأسرة تسكن بمصر الجديدة، الإجازة الأسبوعية بالنسبة لها هي الذهاب للكنيسة ليس للصلاة فقط، ولكن للقاء الصديقات واستقبال الوافدين الجدد من بلادها ومساعدتهم كما ساعدها البعض لدى وصولها مصر قبل ثلاثة أعوام. جاءت سارة إلى مصر في بادئ الأمر بهدف التواصل مع سفارة السويد تمهيدًا للانتقال إليها لاجئة إلا أن قضيتها لم تكتمل فبقيت في مصر وأتمت عامها الرابع والعشرين لاجئة تعمل بمصر بشكل غير شرعي، بلا تأمينات أو إقامة وتتابع قضيتها للجوء إلى السويد.

تابع القراءة:

–          مصر.. محطة ترانزيت أم محل إقامة

–          عائلة واحدة نصفها مصريين ونصفها فلسطينيين

–          مابين العراق والسويد

–          مقبرة لاجئين بميدان مصطفى محمود

–          مدن سورية في الغربة