عادة ما يجري الحديث عن “الصحافة” بشكل عام.. فهي “الصحافة مهنة البحث عن المتاعب”، ومهمتها “البحث عن الحقيقة”، وهي أيضا “السلطة الرابعة” – كما أعلن ذات مرة الرئيس المصري أنور السادات في أواخر السبعينات دون أن يعرف أحد لماذا- وعلى الجانب الآخر تتهم الصحافة أيضا بأنها  “تزيف الوعي” وتصنع نجوما من اللاشيء، وتخوض في حياة الناس الشخصية، وغير ذلك من أوصاف باتت أقرب للكلشيهات –سواء مع أو ضد- من كونها معبرة عما يجري في الواقع.

وأيضا يتم الحديث عادة عن “الصحفيين” بصيغة الجمع، فيما يواجهونه من أخطار تصل إلى لحد القتل والسجن والمنع من الكتابة، بالتأكيد هناك الكثير من حملات التضامن مع صحفيين أفراد في كل أنحاء  العالم، لكن قلما يتم الحديث عن الصحفي كفرد.

الصحفي المطلوب منه القيام بواجبات كثيرة يفرضها عليه اختياره للصحافة كمهنة، هو  في النهاية إنسان، له احتياجات عادية مثل غيره من البشر، أحيانا تساعده الظروف على تلبيتها، وأحيانا أخرى لا، وبالتأكيد في بلد كمصر –وغيرها من بلاد العالم الثالث- تكثر هذه الأحيان التي لا يستطيع فيها تلبيه احتياجاته كإنسان.

نحاول هنا في هذا الملف إن نتسلل إلى ما خلف الشعارات العامة المرتبطة بالصحافة، نستعرض هنا عدد من الشهادات الشخصية لصحفيين قرروا بمحض إرادتهم العمل بالصحافة، كي نرى هؤلاء الأفراد الصانعين للسطور التي يقرأها القاريء في الجرائد  والمواقع الصحفية، يختلط في هذه الشهادات ما هو شخصي بما هو  عام، وبالتأكيد تلقي الأوضاع السياسية في مصر بظلها على الجميع.

هدف الملف بالأساس هو  رؤية الصحفي كفرد صاحب أختيار، ويدفع ثمن اختياره كل يوم، وتتأثر حياته لحظيا بهذا الاختيار، ليس المراد أن نصنع بطلا يستحق التعاطف، ولا أن نخلق شيطانا يستحق الرجم..فقط نريد التذكير بأن كون الواحد صحفيا في مصر أمرا ليس سهلا على الإطلاق.

 

إقرأ:

–          عشرة سنوات من الصحافة

–          كارنيه النقابة.. الطريق إلى الجنة أسهل

–          المهنة في البطاقة

–          كنت حسن الحظ

–          الصورة وردية

تصوير: صبري خالد