ثلاثة مراكز سرية تعمل في طرابلس بشكل غير علني على ترميم غشاء البكارة وعمليات الإجهاض قامت وحدة التحري والقبض بفرع الأمن المركزي أبو سليم بمداهمتها في الفترة بين أغسطس وأكتوبر 2016.
المداهمة الأولى كانت في 2 أغسطس 2016 حيث تم القبض على سيدتين ليبيتين داخل صالون تجميل يقمن بمثل هذه العمليات، والثانية بتاريخ 22 أكتوبر 2016 على سيدة كانت تعمل داخل بيتها مقابل 2500 دينار لعملية ترميم البكارة والثالثة بتاريخ 27 أكتوبر 2016 على مجموعة سيدات يعملن داخل بيت تستأجره طبيبة نساء وولادة يقمن بعمليات إجهاض.
ثلاثة مراكز سرية تعمل في طرابلس بشكل غير علني على ترميم غشاء البكارة وعمليات الإجهاض قامت وحدة التحري والقبض بفرع الأمن المركزي أبو سليم بمداهمتها في الفترة بين أغسطس وأكتوبر 2016.
المداهمة الأولى كانت في 2 أغسطس 2016 حيث تم القبض على سيدتين ليبيتين داخل صالون تجميل يقمن بمثل هذه العمليات، والثانية بتاريخ 22 أكتوبر 2016 على سيدة كانت تعمل داخل بيتها مقابل 2500 دينار لعملية ترميم البكارة والثالثة بتاريخ 27 أكتوبر 2016 على مجموعة سيدات يعملن داخل بيت تستأجره طبيبة نساء وولادة يقمن بعمليات إجهاض.
هذه الأخبار التي تم نشرها في حينه دفعتنا للبحث عن فتيات خضن التجربة، واستغرق الأمروقتاً طويلاً في العثور على حالات ومن ثم إقناعهن بالكلام عن تجربتهن.
لإخفاء الماضي
م.ع. البالغة من العمر 21 سنة هي فتاة من طرابلس مقبلة على الزواج، ولكن لكونها فقدت عذريتها مع حبيبها السابق اضطرت للبحث عمن يساعدها في إخفاء الماضي.
تقول الفتاة لـ”مراسلون” أن علاقتها بذلك الشخص استمرت ثلاث سنوات ولكنها انتهت بمجرد أن مارست معه الجنس، ودون أن تخفي حزنها ودموعها قالت “تعلقت به ووثقت به، وفي يوم من الأيام ذهبت معه إلى شقته وهناك حدث ماحدث، سلمت له أغلى ما أملك دون وعي مني، كانت مشاعري تتحكم بي”.
بعد أن فقدت عذريتها مع الحبيب الذي وعدها بعدم التخلي عنها بأسبوع واحد فقط، تقول الفتاة “صار يتهرب مني فتارة لا يرد علي مكالماتي وتارة أخرى يضع الأعذار كي لا يحدثني، وبعد شهر علمت بأنه تزوج من فتاة أخرى”.
قطعت الفتاة علاقتها بالماضي وقررت مواصلة حياتها، وتقدم شاب لخطبتها ونال رضى العائلة التي لا تتقبل رفض الفتاة للزواج، فشرعت تبحث عمن ينقذها حتى وجدت ضالتها في أحد صالونات التجميل – وهو ذات الصالون الذي تمت مداهمته – وصاحبته كانت تجري عمليات إعادة العذرية، وهناك أجرت الفتاة عمليتها وأصبحت جاهزة للاستمرار في حياتها.
“لست راضية عما فعلته ولكنني أعيش في مجتمع لا يرحم وعائلتي تفرض علي الزواج” بهذا ختمت الفتاة حديثها.
الإجهاض أخطر
هذه المراكز السرية لها زبائن من مدن مختلفة وليس فقط من طرابلس، وعمليات ترميم البكارة تعد الأقل خطورة أمام العمليات الأخرى التي قد تعرض حياة الفتيات للخطر مثل الإجهاض بمراحل الحمل المختلفة.
تقول د. مفيدة عبد الرحمن وهي طبيبة نساء وتوليد من طرابلس بأنه لا توجد آثار جانبية لعمليات ترميم غشاء البكارة لأنها تعتبر “عمليات تجميلية”، وإن كانت ترفض شخصياً إجراءها لما تحمله من “غش وخداع” للزوج الذي سوف يرتبط بالفتاة وكذلك لعائلتها.
أما بالنسبة لعمليات الإجهاض تقول الدكتورة فإن التعامل معها أكثر خطورة وجدية، وإجراء هذه العملية يحتاج بالضرورة إلى غرفة عمليات معقمة ومجهزة وأطباء مختصون يشرفون عليها ولا يمكن أن تتم بطريقة عشوائية، الفتاة المجهضة حسب قولها قد تتعرض لنزيف شديد وربما تفارق الحياة.
فضلاً عما قد تسببه هذه العمليات من آثار سلبية إذا تمت بطريقة خاطئة “قد تصل على المدى البعيد إلى الإصابة بسرطان الرحم بسبب استعمال الآلات الحادة، وكذلك بعض السيدات يستعملن أدوية عشبية دون وعي أو علم بمدى خطورتها” تقول الطبيبة.
الطفل أو العلاقة
أحد من خضن هذه التجربة هي أ. م. من مدينة الجميل غرب طرابلس، وهي تبلغ من العمر 32 عاماً وتقيم بالعاصمة مع إخوتها الثلاثة الصغار الذين تعيلهم بعد أن فقدت والديها.
عملت الفتاة لفترة في الجنس، حيث فقدت مصدر دخلها الوحيد في محل لتأجير فساتين الأفراح أقفل أبوابه مع الأزمة المتفاقمة بالبلاد، ولأنها عدمت سبل الحصول على عمل سلكت طريق بيع جسدها مقابل المال الذي تعيل به إخوتها.
وفي إحدى السهرات التي حضرتها داخل استراحة بطريق المطار بطرابلس، وفيما كانت تنتظر دورها كي يختارها أحد الزبائن أشفق عليها واحد منهم وقدم لها المال دون مقابل وطلب منها مغادرة المكان.
ومنذ ذلك اليوم قامت علاقة قوية بينها وبين الرجل استمرت لمدة عامين كاملين، اكتشفت بعدها بأنها تحمل طفلاً عمره أسبوعان، فطلب منها صديقها إجهاض الطفل كي تستمر العلاقة فوافقت على طلبه.
رتب صديقها أمر العملية مع طبيبة نساء وولادة بشكل سري مقابل مبلغ 2000 دينار ليبي، وتمت العملية فعلاً، تقول الفتاة “رغم الألم الذي أحسست به إلا أني رضيت حتى لا أخسر حبيبي”.
القانون والشرع
عقوبة إجراء عمليات الإجهاض خارج المستشفيات حسب المحامية إيناس الميلادي قد تصل إلى السجن المؤبد لأنها قد تسبب في الوفاة، وكذلك عمليات ترميم غشاء البكارة تعتبر جريمة جنائية لأنها تتم بشكل غير قانوني وتعرض الفتاة لآثار جانبية قد تكون خطيرة.
أما من الناحية الشرعية يقول الشيخ عز الدين عبد القادر “لا يجوز شرعاً رتق أو ترميم غشاء البكارة، فما بالك لو تم بطريقة سرية، لا يجوز للفتاة أن تدفع الغرق عنها بإغراق غيرها، هذا يعتبر نوعاً من الغش والغش محرم شرعاً”، ولا ينسى الشيخ الإشارة إلى وجود نصوص دالة على مشروعية الترميم في حالة تمزق غشاء البكارة في حادثة مثلاً، ففي هذه الحالة لا يعتبر الترميم معصية حسب اعتقاده.
أما الإجهاض فبحسب الشيخ “يتفق الفقهاء وعلماء الدين على تحريمه بعد نفخ الروح في الجنين، وخشية الفضيحة ليست مبرراً كافياً لقتل هذه النفس البريئة” حسب قوله.
ويبقى سرد القوانين والمحرمات غير كافٍ لمنع الفتيات من القيام بهذه العمليات، لأنهن يعتبرن أن من حقهن تجربة ما أردن دون أن تمانع أي منهن القيام بما يلزم لضمان حياة مستقرة بعد ذلك، “نحن نعيش في مجتمع منافق ولا يرحم، وهو لا يكف عن نشر الأقاويل والفضائح خاصة عندما يتعلق الأمر بالفتيات، فلماذا أعطيهم دليلاً على ما يقولون” بهذا تختم م.ع. حديثها لـ”مراسلون”، وتنصرف لتحضيرات زفافها المنتظر.