في 20 مارس 2015 أعلنت قوات فجر ليبيا التابعة للمؤتمر الوطني العام بطرابلس سحب عناصرها من سرت (450 كلم شرق طرابلس)، وذلك بعد أن تمركزت فيها منذ ديسمبر 2014، ليحتل المددينة بعدها تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن سيطرته عليها في يونيو 2015م وأعلنها إمارة إسلامية.

في 20 مارس 2015 أعلنت قوات فجر ليبيا التابعة للمؤتمر الوطني العام بطرابلس سحب عناصرها من سرت (450 كلم شرق طرابلس)، وذلك بعد أن تمركزت فيها منذ ديسمبر 2014، ليحتل المددينة بعدها تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن سيطرته عليها في يونيو 2015م وأعلنها إمارة إسلامية.

بقيت المدينة في قبضة داعش حتى الخامس من مايو عام 2016م حين أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني من طرابلس تشكيل غرفة عمليات لإطلاق وقيادة عملية “البنيان المرصوص”، لطرد التنظيم من المنطقة الواقعة بين مدينتيْ مصراتة في غرب البلاد وسرت في وسطها رداً على تقدم التنظيم باتجاه مصراتة في بداية مايو 2016م.

ومنذ سيطرة التنظيم المتطرف على المدينة البالغ عدد سكانها قرابة 80 ألف نسمة بدأت موجة نزوح كبيرة للسكان هرباً من الجلد والصلب وقطع الرؤوس، ومع انطلاق عملية البنيان المرصوص خلت المدينة من سكانها باستثناء قلة قليلة.

مراسلون التقى النائب أبوبكر الغزالي عضو مجلس النواب عن مدينة سرت ليحدثنا عن أوضاع النازحين من مسقط رأس معمر القذافي.

 س- كم عدد النازحين من مدينة سرت تقريباً وما هى أوضاعهم المعيشية؟

ج- يبلغ عدد النازحين من المدينة قرابة 60 ألف نازح، أكثرهم نزحوا إلى شرق ليبيا حيث السلطة الشرعية المتمثلة في مجلس النواب والحكومة المؤقتة، والبقية موزعون على مناطق ومدن ليبية أخرى.

هم يعيشون أوضاعاً معيشية صعبة جراء التهجير الإجباري والضغوطات الكبيرة التي واجهوها داخل مدينتهم وخارجها، فسرت أصبحت شبه منكوبة جراء الحروب الدائرة فيها، وآخرها حرب تنظيم الدولة الإسلامية وقوات البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق الوطني التي لم تنل الثقة بعد من مجلس النواب.

 س- ما هي أبرز احتياجات النازحين من سرت؟

ج- يحتاجون لوقفة جادة من مجلس النواب والحكومة المنبثقة عنه والقيادة العامة للجيش الوطني الليبي، وكل المنظمات الإنسانية والحقوقية والأهلية،  يجب على كل من ذكرت دعم النازحين بكل ما يحتاجون من الأكل والشرب والكساء تزامناً مع دخول فصل الشتاء، وإذا كان أغلب المواطنين الليبيين يعانون من مشكلة نقص السيولة فأهالي سرت يعانون من إغلاق مصارفهم من فترة طويلة جداً ومرتباتهم متوقفة وحياتهم صعبة.

أتمنى من كل إدارات مصارف ليبيا السماح لأهالي سرت بالسحب من فروعهم والتعاون معهم قدر المستطاع.

 س- من يقدم الدعم لنازحي سرت في مناطق ليبيا المختلفة؟

ج- آخر دعم للنازحين كان من القوات المسلحة العربية الليبية، لأننا قمنا بمخاطبة الحكومة المؤقتة لكن للأسف لم تستجب، فقدمت القيادة العامة للجيش أضاحي العيد لعدد 1000 أسرة في مدينة طبرق وحدها.

ولكن في الوقت ذاته يسعى مجلس النواب والحكومة المؤقتة لتقديم الدعم للنازحين ولكن الميزانية الخاصة بهم لم يستلموها في الآونة الأخيرة، خاصة بعد إغلاق أغلب حسابات الحكومة المؤقتة من قبل المصرف المركزي بطرابلس.

 س- ما مدى صحة الأخبار المتداولة عن بدء عودة النازحين لسرت بعد سيطرة قوات البنيان المرصوص على أجزاء كبيرة منها؟

ج- لا يوجد في مدينة سرت من الأهالي إلا من لم يتركها من البداية خوفاًعلى منزله وممتلكاته، لكن النازحين لم يعودوا إليها حتى اللحظة باستثناء المناطق القريبة من مدينة سرت مثل جارف وبوهادي والغربيات وغيرها، وصدقني عندما أقول لك إن أهالي سرت لن يأمنوا لأحد سوى قوات الجيش الوطني الليبي كحامٍ للمدينة أكثر من قوات البنيان المرصوص.

 س- ولكن دخول قوات البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق الوطني إلى سرت يفترض أن يرجع بعده أغلب النازحين إلى مدينتهم؟

ج- قوات البنيان المرصوص أربكت المشهد كثيراً، لأن هدفها كان جني الثمار السياسية من تحرير المدينة على حساب أرواح المدنيين.

أين كانت قوات البنيان المرصوص عندما شُرد وذبح وقتل وصلب أهالي مدينة سرت، قوات البنيان المرصوص تحركت عندما أعلنت القيادة العامة التحرك تجاه سرت لتحريرها من قبضة داعش تحت مسمى معركة القرضابية 2، حينها تحركت تلك القوات بالتحالف مع الغرب – أي القوات الأمريكية – ووجهت ضرباتها إلى البنية التحتية والمؤسسات العامة بالمدينة وكان الأجدر بها أن تحافظ على الممتلكات العامة والخاصة.

فلذلك لا يمكن أبداً أن نقول إن تلك القوات سترجع النازحين للمدينة، أضف إلى ذلك فإن غالبية سكان مدينة سرت لا يرغبون بوجود تلك القوات فضلاً عن عدم رغبتهم بوجود داعش.

 س- كيف يعيش أهالي مدينة سرت في الداخل؟

ج- أهالي سرت الذين لم يغادروا المدينة هم الآخرون عانوا ويلات تنظيم داعش من فرض عقوبات وغرامات على كل من يقف ضدهم وضد مشروعهم الإرهابي، وللأسف الشديد قوات البنيان المرصوص فاقمت الأمر وزادت من الطين بلة بدخولهم المدينة، لأن ليس هدفهم أهالي سرت وتحريرها بل هدفهم جني المكاسب والأطماع السياسية على حساب المواطنين المغلوب على أمرهم.

من هم موجودون في سرت يحاصرهم الموت من كل جانب، ويعانون من نقص شديد في الأدوية والمواد الغذائية، هناك كارثة كبيرة ستحدث للأهالي إذا استمر الوضع على هذا الحال.